1 ـ الموت قانون شمولی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
تمهید2 ـ حقیقة الموت

تحدثت الآیة الاُولى عن شمولیة قانون الموت، الذی هو نهایة جمیع البشر وجمیع الموجودات الحیّة، بل هو أمرٌ حتّى بالنسبة للموجودات غیر الحیّة، قال تعالى: (کُلُّ نَفس ذَائقَةُ المَوتِ).

وقد ورد هذا التعبیر فی ثلاث آیات فی القرآن المجید(1)، والسبب فی تکرار هذا الأمر هو التأکید على حتمیة الموت، هذا بالإضافة إلى تحذیر جمیع البشر کی لا یغفلوا عن حتمیّة هذه العاقبة.

ولمّا کان الموت هو نافذة نحو عالم البقاء، فقد اضاف تعالى على الفور: (وَإِنَّمَا تُوَفَّونَ اُجُوْرَکُمْ یَوْمَ القِیَامَةِ)، وذلک للدلالة على أنّ الدنیا دار عمل ولا حساب ولا جزاء وإنّ الآخرة دار حساب وجزاء ولا عمل.

وعلى الرغم من وجود إثابة محدودة فی عالم الدنیا وعالم البرزخ، لکنْ من البدیهی هو أنّ لا یتمّ الحصول على الأجر والثواب الکامل إلاّ فی الدار الآخرة.

وهناک احتمال آخر أیضاً وهو أنّ التعبیر المذکور أعلاه یدلّ على أنّ المنقذ الوحید للإنسان یوم القیامة هو أعماله الصالحة فقط، لأنّ المال والجاه والمنصب والأولاد والعشیرة لا تعالج حتّى معضله واحدة من معضلات الإنسان، وهذا التعبیر یشبه ما جاء فی سورة الشعراء: (یَومَ لاَ یَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ إِلاّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلب سَلِیم). (الشعراء / 89)

لکنّ التفسیر الأوّل أقرب للصحة، وقد انتخبه الکثیر من المفسرین.

إنّ الإنسان یمکنه أساساً أن یشک فی کل شیء، إلاّ أنّه لایمکنه أن یشک فی تحقق الموت، إنّ جمیع أهل السماء والأرض سوف یموتون وسوف یبتلع الموت جمیع الموجودات الحیّة، فالجمیع من دون أىّ استثناء لهم اجلٌ ونهایة معینة لا تتأخّر عن موعدها لحظة واحدة، أمّا بالنسبة لدعاء الناس لبعضهم أو لحکّامهم بالخلود فما هو إلاّ مجاملة خالیة من أیّ محتوى، فأیّ خلود هذا؟ وأَیُّ بقاء؟ إنّ الأنبیاء جمیعاً مرّوا بهذه المرحلة، والجمیع من دون استثناء عبروا هذا الممر.

ویستفاد من هذه الآیة بالإضافة إلى ذلک، أولا: أنّ روح الإنسان لا تموت بموته، وذلک لأنّ الآیة تقول: (کُلُّ نَفْس ذَائَقَةُ المَوتِ)، ومعنى الذوق هو أنّ الروح باقیة فتدرک الموت وتتذوّقه، ویستفاد منها ثانیاً: أنّ الروح هی غیر الجسد، وذلک لأنّها تبقى بعد موت الجسد.

جاء فی إحدى الروایات لمّا نزلت الآیة الشریفة (کُلُّ مَنْ عَلَیْهَا فَان). (الرحمن/26) قالت الملائکة: «مات أهلُ الأرض» وعندما نزلت الآیة الشریفة (کُلُّ نَفْس ذَائَقَةُ المَوتِ)قالت الملائکة: «متنا نحن أیضاً»(2).

بالرغم من أنّ کلمة «النفس» اطلقت أحیاناً على الله کما جاء فی حدیث عیسى(علیه السلام)عندما کان بین یـدی الله حیث قـال: (وَلاَأعْلَمُ مَـا فِی نَفْسِکَ). (المائدة / 116)

لکنّ التعبیر بــ « کل نفس » فـی الآیة المذکورة یراد منه المخلوقات لا الخالق.


1. آل عمران، 185; الأنبیاء، 35; العنکبوت، 57.
2. التفسیر الکبیر، ج 9، ص 125. 

 

تمهید2 ـ حقیقة الموت
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma