40 ـ یوم تجدُ کُلُّ نفس ما عَمِلَت من خیر مُحضراً وما عملت من سوء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
38 ـ یوم هم بارزون42 ـ یوم تشخصُ فیه الأبصار

هذان التعبیران أیضاً یوضحان أحد الحقائق التی صُبَّت فی قالبین، ویبینان حقیقة مهمّة اُخرى لذلک الیوم تقصم الظهر وتزلزل القلوب وتجعل الإنسان یسرح فی تأمّل عمیق.

ففی الآیة الاُولى قال تعالى: (یَوْمَ یَنْظُرُ الْمَرءُ مَاقَدَّمَتْ یَدَاهُ). (النبأ / 40)

بما أنّ مسألة تصور الأعمال فی ذلک الیوم العظیم ومشاهدة جمیع الأعمال التی ارتکبها الإنسان فی هذه الدنیا یُعتبر أمراً غیر معقول لکثیر من المفسرین فإنّهم فسّروا «ینظر» حیناً بمعنى «ینتظر»، وحیناً آخر بمعنى مشاهدة کتاب الأعمال أو مشاهدة ثوابها وعقابها.

والسـبب الذی دفعهم إلى ذلک هو أنّ المفسرین فی تلک العصور لم یمعنوا النظر فی مسألة تجسّم الأعمال، وإلاّ فما الضرورة لهذه التقدیرات والتأویلات; وذلک لأنّ القرآن یقول: إنّ الإنسان سوف یشاهد بعینیه فی ذلک الیوم کل ما ارتکب من قبل، أی أنّ نفس أعماله التی فنیت مادیاً فی الظاهر لم تفن فی الواقع وسوف تبقى وتظهر للعیان بصورة ما، ولیس بالضرورة أن یراها جمیع أهل المحشر، کما جاء نفس هذا المعنى أکثر وضوحاً فی الآیة: (وَ وَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً)! (الکهف / 49)

وورد نفس هذا المعنى بجلاء فی الآیة الثانیة أیضاً قال تعالى: (یَوْمَ تَجِدُ کُلُّ نَفْس مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَیْر مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَیْنَهَا وَبَیْنَهُ أَمَداً بَعِیداً).(آل عمران / 30)

وممّا یثیر الاهتمام هنا هو ما قاله المرحوم «الطبرسی» فی «مجمع البیان» فی تعلیقه على الآیة الثانیة، قال: «فأما أعمالهم فهی اعراض قد بطلت ولا یجوز علیها الاعادة، فیستحیل أن ترى محضرة»، لذا ذهب إلى تفسیرین آخرین أحدهما حضور کتب الأعمال، والثانی حضور جزاء الأعمال من ثواب وعقاب.

ولکن کما أشرنا فی کتاب (التفسیر الأمثل)، أنّ أعمال الإنسان هی نوعٌ من الطاقة مثل جمیع أنواع الطاقة الموجودة فی العالم، فإنّها لا تفنى أبداً بل تتغیر اشکالها وهی باقیة قطعاً.

وقلنا أیضاً بأنّ تحوّل «المادة إلى «طاقة» والطاقة» إلى «مادة» کلاهما أمر ممکن من الناحیة العلمیة، فعلى هذا لا مانع من بقاء أعمال الإنسان وتحولها فی ذلک الیوم إلى مادة، وظهور کل واحد منها على هیئة مناسبة لحاله، وبناءً على هذا فإنّ الآیات المذکورة تُمثّل فی الواقع جزءً من المعجزات العلمیة للقرآن والتی لم تکن حین نزول القرآن معروفة لأحد، وهذه الحقیقة اتضحت لنا بسبب الاکتشافات العلمیة الحدیثة.

وممّا یثیر الاهتمام أیضاً أنّ الروایات الإسلامیة تحدثت کثیراً أیضاً عن تجسم الأعمال فی البرزخ والقیامة، ولکن لا یعلم علّة عدم اهتمام المفسرین السابقین بهذه الروایات، ومن المحتمل أن یکون السبب فی ذلک هو اعتقادهم بأنّ الأعمال «اعراض» وبأنّها فانیة وبأنّ إعادة المعدوم محال، بینما اتّضح لنا فی هذا الزمان بطلان هذا الاستدلال کلیاً (وسوف نقرأ فی بحث تجسم الأعمال تفصیلا أکثر فی هذا المجال).

 

38 ـ یوم هم بارزون42 ـ یوم تشخصُ فیه الأبصار
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma