1 ـ القیامة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
تمهید2 ـ احیاء الموتى

«القیامة»: هی أکثر العبارات شیوعاً عن المعاد وهی مأخوذة من مادّة «القیام»، وقد عبّر القرآن المجید عن ذلک الیوم العظیم فی 70 موردا بتعبیر «یوم القیامة»، وفی بعض الآیات مثل الآیة الاُولى من آیات بحثنا ذکره بتعبیر (یَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ)، حیث قال تعالى: (وَیَوْمَ تَقُوُم السَّاعَةُ یُبْلِسُ الُْمجْرِمُونَ)(1).

ومن الطبیعی أن ییأس المذنبون ویکتئبوا فی ذلک الیوم ویلزموا جانب الصمت; لأنّهم یرون نتائج أعمالهم بعد أن لم یبق أمامهم طریق لتدارک ما مضى، یقول الفخر الرازی فی تفسیره بعد أن یقسّم الیأس إلى نوعین:

«یوم تقوم الساعة یکون للمجرم یأس محیر لا یأس هو احدى الراحتین، وهذا لأنّ الطمع إذا انقطع بالیأس فإذا کان المرجو أمراً غیر ضروری یستریح الطامع من الانتظار وإن کان ضروریاً بالابقاء له ینفطر فؤاده أشدّ انفطار، ومثل هذا الیأس هو الابلاس»(2).

فأحیاناً، یحلُّ الیأس فی موارد یحتاج الإنسان إلى مقصوده احتیاجاً مبرماً، فمن البدیهی فی مثل هذه الموارد یکون الیأس سبباً للحیرة والضیاع ومصَدراً للألم والغم القاتل، فکلمة «إبلاس» تستعمل فی المعنى الثانی (بینما کلمة «یأس» لیست کذلک).

ثم إنّ القرآن الکریم یعبّر عن المعاد ایضا ب(یَوْمَ یَقُومُ الحِسَابُ). (إبراهیم/41)

وتارةً یقول: (یَوْمَ یَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِینَ). (المطففین / 6)

وتارة یذکره بعبارة: (یَوْمَ یَقُومُ الرُّوُحُ وَالْمَلاَئِکَةُ). (النبأ / 38)

وأخرى بعبارة: (وَیَوْمَ یَقُومُ الاَْشْهَادُ). (غافر / 51)

بلى إنّ ذلک الیوم هو یوم القیامة، یوم قیام الساعة وقیام الحساب وقیام الناس وقیام الملائکة وقیام الأشهاد ویوم قیام کل شیء.

والملفت للنظر هو أنّ التعبیر بقیام الساعة له مفهوم خاص من بین هذه التعبیرات; لأنّ الساعة ـ کما قلنا سابقاً ـ تعنی الجزء من الزمان فهل یعنی هذا أنّ للزمان قیام؟ یعتقد البعض أنّ هذا التعبیر یدلّ على أنّ یوم القیامة یمکن أن یُتَصوّر له التلبس بالقیام والنهوض کما هو الحال فی الموجودات الحیّة (فتأمل).


1. «یبلس» من مادة «ابلاس»، قال الراغب: الابلاس هو الغم والهم الحاصل من شدّة الیأس والقنوط، وفسر البعض الابلاس بالیأس بینما فسره البعض الآخر من المفسرین واللغویین بأنّه یعنی السکوت الناشىء من عدم وجود الادلّة. (المفردات; والصحاح; والتحقیق; وتفسیر روح المعانی; وتفسیر المیزان).
2. تفسیر الکبیر، ج 25، ص 101.

 

تمهید2 ـ احیاء الموتى
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma