«الرحمة»: من صفات الله الواضحة والمعروفة، ومن البدیهی أنّ الرحمة تعنی اعطاء الفیض والنعم لمن له القابلیة والاستعداد لاستیعابها.
وبما أنّ الإنسان له کیان خاص وله روحٌ ولجت بدنه ببرکة النفخة الإلهیّة فهو یمتلک الاستعداد للخلود وبلوغ الکمالات الرفیعة، لذا فإنّ الله الموصوف بصفات الرحمن والرحیم لا یمکن أن یمنع النسان من هذا الفیض وهذه الرحمة، ولن یقطع عنه فیضه ورحمته بسبب موته.
وهذا ما نسمّیه بـ«برهان الرحمة» بعد هذا نعود إلى القرآن ونتأمل خاشعین فی هذه الآیة المبارکة:
(قُلْ لِّمَنْ مَّا فِی السَّموَاتِ وَالاَْرْضِ قُل لِلّهِ کَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَیَجْمَعَنَّکُمْ إِلَى یَوْمِ القِیَامَةِ لاَرَیْبَ فِیهِ). (الانعام / 12)