4 ـ قصة أصحاب الکهف فی تصور العلم الحدیث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
3 ـ مکان الغار5 ـ قصة هزیمة بنی اسرائیل

هل یمکن للإنسان أن یعمرّ ولعدّة قرون ویتساوى لدیه أن یکون فی حالة الیقظة أم فی حالة النوم؟

ولو سلّمنا بامکانیة ذلک فی الیقظة فإنّ المعضلة تزداد تعقیداً فی حالة النوم، لأنّ هذا یعنی أنّ الإنسان یمکنه البقاء حیّاً من دون أن یتناول طعاماً أو ماءً، بینما یحتمل أن یحتاج الإنسان خلال هذه المدّة وفی الظروف العادیة إلى أکثر من مائة طن من الغذاء ومائة الف لیتر من الماء!

هذه هی التساؤلات التی طرحها العلم حول هذه الحادثة، ویحتمل أن تکون هذه التساؤلات هی السبب فی سلوک طریق الجحود من قِبَل لم یجدوا جواباً لها، واعتبروا هذه القصة «اسطورة» من الأساطیر.

لکنّ البحوث الأخیرة للعلماء من ناحیة، والاکتشافات التی وصلت الینا عن الموجودات الحیّة من ناحیة اُخرى تؤکّد على إنکار هذا الأمر لیس بهذه البساطة.

ومن أجل أن نتعرف إجمالا على المنهج العلمی للعلماء المعاصرین فی هذا المجال نُلقی نظرة خاطفة على الصحف العلمیة التی نشرت حدیثاً:

جاء فی إحدى هذه الصحف فی موضوع تحت عنوان هل (ینتصر الإنسان على الموت)؟

فی عام 1930 سعى عالم الاحیاء الشهیر «متالینکف» لأن یثبت بأنّ الحیاة الخالدة موجودة بالقوة فی نفس الطبیعة، وأنّ مهمة العلم هی أن یصل إلى کشف أسرار الحیاة الخالدة.

فهو یقول: إنّ الاحیاء البسیطة مثل أحادیات الخلایا لا تموت فی الواقع، لأنّها تبقى حیّة إلى مالا نهایة عن طریق انشطار الخلیّة الحیّة... فلماذا نستغرب أن تکون هناک موجودات حیّة مرکّبة من ملایین من الخلایا الخالدة وأنّ علینا نحن العلماء أن نتوصل إلى کشف أسرارها.

وجاء فی فصل آخر من هذه المقالة موضوع بعنوان (نوم ستمائة عام) مایلی: مثل هذه الأفکار کانت تقوى یوماً بعد آخر حتى جاء البروفسور «ایتنجر» فصاغها بصیغة علمیة، قال ایتنجر: بإمکاننا الآن أن نتحدث عن الحیاة الخالدة بلا تردد، لأنّ الحیاة الخالدة ثبتت امکانیتها نظریاً، وقد بلغنا من التقنیة ما یساعدنا على تحقیق ذلک عملیاً.

ثم تحدّث عن استمرار الحیاة بواسطة التجمید فأضاف: عندما تنخفض درجة حرارة الجسم بشدّة فإنّ سیر الحیاة یبطأ حتى کأنّه یتحرر من قیود الزمان، وعندما یقترب انخفاض درجة حرارة جسمنا من «الصفر المطلق»، (الصفر المطلق = (270) درجة سانتیغراد تحت الصفر فی المحرار المئوی!) فإنّ مقدار الحرارة الکافی لاستمرار الحیاة لمدة ثانیة واحدة فی الظروف الاعتیادیة یکفی حینئذ لادامة الحیاة عدة قرون!

ثم تحدّث عن جزیئات الملح البلوریة الشکل التی تحتوی فی داخلها على خلایا متحجرة من البکتریا والعائدة لعصور مضت قبل مائة ملیون عام، وقد هیأ هذا العالم لها الظروف الملائمة فعادت إلى الحیاة ثانیة وبدأت بالتکاثر (وهذا فی الحقیقة یعنی أنّ تلک البکتریا نهضت من رقادها بعد مائة ملیون عام) وبعد هذه التجربة قام هذا العالم بجمع بلورات الملح من جمیع أرجاء العالم ومن مناطق مضى علیها ستمائة ملیون عام! فهیّأ لها الظروف الملائمة ورأى ببالغ العجب بأنّ هذه المتحجرات انبعثت من نومها العمیق! وبهذا سجّل رقماً قیاسیاً آخر «ستمائة ملیون عام» لحیاة هذه الموجودات الحیّة المجهریة!

وهذا العالم یرى أنّ هذا الأمر یمکن أن ینطبق على الإنسان أیضاً من وجهة نظر العلم (وهذا الإنجماد یحصل خلال اللحظة التی تسبق الموت طبقاً لظروف معینة بحیث تصان اجهزة البدن من حدوث أیّ تلف)(1).

إنّنا لا نرى أنّ أصحاب الکهف کانوا منجمدین، بل نقول بالتحدید إنّ النوم العمیق یؤدّی إلى بطء فعالیة أجهزة الجسم إلى ادنى حدّ ومن المحتمل فی هذه الحالة أن تکفی الطاقة المخزونة لدیه لإدامة الحیاة عدّة قرون، لأنّ نوماً کهذا لیس أمراً معتاداً وقد تحقق بإذن الله وفی ظروف خاصة غیر طبیعیة.

یقول القرآن الکریم إنّ نور الشمس لم یمسّهم أبداً: (وَتَرى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَّزَاوَرُ عَنْ کَهْفِهِمْ ذَاتَ الَیمِیْنِ وَاِذَا غَرَبَتْ تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ). (الکهف / 17)

أمّا مسألة السبات (لو تتبعنا حیاة کثیر من الحیوانات لوجدنا أنّها تغرق فی سبات عمیق طیلة الشتاء) فی عصرنا الحاضر من الاُمور البدیهیة، ففی هذا النوع من الرقاد تتوقف الحیاة فی الأجسام تقریباً ولا یبقى إلاّ بصیص منها، فضربات القلب تهبط إلى حد وکأنّه قد توقف عن العمل، ویمکـن تشبیه جسـم الحیوان فی هذه الحالة بأفران ضخمة لم یبق فیها بعد خمود نارها إلاّ شعلة صغیرة، وممّا لا ریب فیه هو أنّ مقدار الوقود الذی تحتاجه الافران لحرقه فی یوم واحد قد تتغذّى علیه تلک الشعلة الصغیرة مئات السنین.

إنّ العلماء یرون أنّ السبات لا یختص بالحیوانات التی لا تتناسب درجة حرارة أبدانها مع درجة حرارة محیطها بل یحصل السبات لدى الحیوانات ذات درجة الحرارة الثابتة أیضاً، ففی مرحلة السبات تصبح الفعالیّات الحیاتیة بطیئة کثیراً وتتغذى تلک الحیوانات على الشحم الذی تدّخرة فی أجسامها(2).

ولیس غرضنا هنا التعرض لکیفیة نوم أصحاب الکهف، بل الغرض الرئیسی هو بیان أمرین:

الأول: هو أنّ نومهم بنحو الإجمال لم یکن نوماً طبیعیاً، على الأخص لو استندنا إلى ماقاله القرآن: (لَـوِ اطَّلَعْتَ عَلَیْهِـمْ لَوَلَّیْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً).(الکهف / 18)

والأمر الثانی: هو أنّ القوانین الحاکمة على النوم المعتاد لا تنطبق على هذا النوع من النوم، فمن المحتمل فی هذا النمط من النوم أن تبلغ مسألة استهلاک الطاقة فی البدن من الانخفاض حدّاً ینتفی معها موضوع التغذیة کلیاً.


1. مجلة (دانستنیها) تشرین الثانی ـ 1982، العدد 80.
2. دائرة المعارف «فرهنگ نامه» مادّة (زمستان خوابی).

 

3 ـ مکان الغار5 ـ قصة هزیمة بنی اسرائیل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma