وردت هذه التسمیة مرّة واحدة فی القرآن المجید بأجمعه حیث قال تعالى: (وَنُفِخَ فِی الصُّورِ ذَلِکَ یَوْمُ الْوَعِیدِ). (ق / 20)
ولا یخفى أنّ کلمة «وعید» تکرر ذکرها فی القرآن کثیراً، ولکن التعبیر بـ «یومُ الوعید» لم یرد إلاّ فی مورد واحد.
کلمة «وعید» اشتُقّت من مادة «وعد»، قال الراغب فی المفردات: «وعد» تستعمل فی موارد الخیر والشر معاً، ولکن «وعید» لا تستعمل إلاّ فی موارد الشر، ولذا فسّرَها «ابن منظور» فی لسان العرب بالتهدید، وکلمة «ایعاد» جاءت بهذا المعنى أیضاً.
على أیّة حال فإنّ هذا التعبیر إشارة عمیقة إلى جمیع أنواع عقوبات یوم القیامة، فهو إشارة إلى عقوبات المحشر وإلى محکمة العدل الإلهیّة وإلى عقوبات النار وجمیع العقوبات المادیّة والمعنویة مثل الخزی أمام الناس والبعد عن فیض وقرب الرّب.
وللمفسرین أقوال فی مسألة نفخ الصور التی وردت فی هذه الآیة، فهل هو نفخة الموت وانتهاء الحیاة الدنیا، أم هی نفخة عودة الحیاة وبدایة الآخرة؟ ولکن جاء فی الآیة التالیة لهذه الآیة: (وَجَاءَت کُلُّ نَفْس مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِیدٌ). (ق / 21)
وهذا دلیل على أنّ المراد منها هو النفخ الثانی وهذا الیوم (یوم الوعید) هو نفس ذلک الیوم أیضاً(1).