هذان التعبیران عن یوم القیامة متشابهان فی أحد أبعادهما.
ففی الآیة الاُولى قال تعالى: (وَیَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمَامِ). (الفرقان / 25)
وفی الآیة الثانیة قال تعالى: (یَوْمَ تَشَقَّقُ الاَْرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً). (ق / 44)
إنّ انشقاق الأرض من فوق الناس له مفهوم واضح وهو بیان لزلزال القیامة الذی یشق القبور ویحیى الناس بأمر الله ویخرجون بسرعة للحساب والجزاء.
أمّا تمزق السموات بالغمام فیمکن أن یکون بیاناً للانفجارات الهائلة التی تحدث فی الأجرام السماویة عند فناء الکون وأنّ الغمام الحاصل من هذه الانفجارات یملأ السماء (هذا على أنّ «الباء» فی «بالغمام» باء الملابسة أی یلابس ویصطحب مع الغمام).
أو أنّ السموات أی «الأجرام السماویة» تتمزق بتأثیر الغیوم التی تحمل أمواجاً قویة هائلة حاصلة من الانفجارات النوویة أو غیرها (وفی هذه الحالة تکون الباء سببیة)(1)(2).
قال المرحوم العلاّمة الطباطبائی فی تعلیقهِ على هذه الآیة: «لیس من البعید أن یکون هذا الکلام کنایة عن انکشاف غمة الجهل وبروز عالم السماء وهو من الغیب وبروز سکانها وهم الملائکة ونزولهم إلى العالم الأرضی موطن الإنسان»(3).
ولکن بما أنّ الحمل على الکنایة یحتاج إلى قرینة ولا قرینة علیه فی الآیة فإنّ التفسیر الأول یظهر على أنّه أکثر مناسبةً، وهکذا فی الآیة الثانیة أیضاً فإنّ انشقاق الأرض یحمل المعنى الظاهری لا الکنائی والمعنوی.
والشاهد الآخر وجود الآیات الکثیرة فی القرآن المجید والتی تدل على حدوث تغیّرات وانقلابات شدیدة فی جمیع شؤون عالم المادّة لا فی السماء والأرض والجبال والبحار فقط.