قصة قتیل بنی اسرائیل

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
5 ـ قصة هزیمة بنی اسرائیلدلائل وقوع المعاد

الحدث الأخیر الذی ورد ذکره فی القرآن المجید کمثال ملموس لإحیاء الموتى فی هذه الدنیا هو القصة المتعلقة بفئة من بنی اسرائیل.

فی هذه القصة یُقتل أحد الشخصیات البارزة منهم غیلةً، فیقع بینهم شجار عنیف من أجل العثور على القاتل، فکل قبیلة منهم تتهم القبیلة الاُخرى بارتکاب القتل، وخوفا من اتساع رقعة النزاع بینهم بما یهدد بخطر جسیم، لذا فانّهم ذهبوا إلى موسى(علیه السلام)راجین منه الحل، فما کان من موسى(علیه السلام) إلاّ أن حل هذه المعضلة بواسطة الاستعانة بألطاف الله تعالى عن طریق معجزة آمن بها الجمیع.

فقد أمرهم بذبح بقرة لکن ذبحها لم یتم بسهولة طبعاً، فقـد عاد إلیه المتذرعون من بنی اسرائیل کراراً للسؤال عن اوصاف تلک البقرة وأخّروا انجاز ذلک العمـل بهـذه الأسئلة التافهة الفارغة، وأخیراً ذبحوا بقرة تحمل أوصاف معیّنة وضربوا القتیل بجزء منها فعاد مدّة وجیزة إلى الحیاة وکشف عن قاتله.

وجاء فی القرآن الکریم فی القسم الأخیر من هذه القصة قوله تعالى: (وَاِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِیهَا (فتنازعتم فیها) وَاللهُ مُخْرِجٌ مَا کُنْتُمْ تَکتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوه بِبَعْضِهَا کَذَلِکَ یُحىِ اللهُ الْمَوْتَى وَیُرِیْکُمْ آیَاتِهِ لَعَلَّکُمْ تَعقِلُونَ). (البقرة / 72 ـ 73)

والعجیب فی هذه القصـة هو أنّ الضرب بقطعة من جسم «میت» بجسـد «میت آخر» یؤدّی إلى إحیائه لإحقاق الحقیقة!، فما هی العلاقة بین هذین الأمرین؟ وما هو المؤثر فی ذلک؟ بدیهی أنّ هذا من الأسرار الإلهیّة التی لا یعلمها أحد إلاّ ذاته المقدّسة، فهو لا یوضّح أکثر من ذلک بل یقتصر على الاستدلال بهذا وهو أنّ إحیاء الموتى فی عالم الآخرة أمر یسیر بالنسبة لقدرته، فلا توجد هناک ضرورة لأنّ یولد «الموجود الحی» من موجود حیّ آخر، بل یمکن أن تنبعث شرارة الحیاة من تلاقی عضوین میتین!

وجملة: (کَذلِکَ یُحىِ اللهُ المَوْتَى) تدلّ بوضوح على هذه الحقیقة وهو أنّ القتیل فی هذه القصة قد عادت له الحیاة واصبح نموذجاً محسوساً للدلالة على بعث البشر بعد موتهم.

ونواجه هنا أیضاً بعض الکُتّاب من أمثال مؤلف «المنار» الذی یصرّ على حمل جملة تامة الوضوح على خلاف ظاهرها من دون وجود أی قرینة عقلیة أو لفظیة على ذلک، ومن دون أن تکون هناک أی ضرورة.

قال صاحب المنار: «یحتمل وجود سنّة لدیهم وهی أنّهم کانوا إذا وجدوا قتیلا بالقرب من أحد المدن ولم یعثروا على قاتله کان کل واحد منهم یغسل یده خلال طقوس معیّنة لیبرأ من القتل، وکل من یمتنع من أداء ذلک فإنّهم یعتبرونه هو القاتل، والمراد من احیاء الموتى هنا هو حقن الدماء التی کانت تراق بسبب هذه الاختلافات أی أنّ الله حقن الدماء بواسطة هذا التشریع!»(1).

وکما أشرنا إلى ذلک سابقاً فإنّ هذه التفاسیر هی نوع من التلاعب بالالفاظ تحط من شأن «کلام الله» وتفسح المجال لأنّ نستدل بکل الآیات على کل شیء وأن نحمل الألفاظ على الکنایة والمجاز من دون وجود أی قرینة، ومن غیر أی مبرر لهذا العمل، لأنّ المتدینین فی کل الأحوال یؤمنون بالمعجزات والخوارق؟ فما هی الضرورة لهذا التکلیف.

ونضیف أیضاً: إنّ انتخاب البقرة للذبح یحتمل أن یکون من أجل تقدیم قربان لله تعالى.

أمّا مایتعلق بدوافع ارتکاب هذه الجریمة، فقد جاء فی الروایات أنّ شاباً قتل عمَّه من أجل الحصول على أمواله (أو من أجل أن یتزوج منه ابنته) على هذا یکون سبب تلک الجنایة هو حب المال أو النساء (هذه هی الدوافع الرئیسیة لارتکاب جرائم القتل فی العالم)، وتحتوی هذه الحادثة العجیبة وعلى الأخص تفاصیلها ـ على بنود تربویة کثیرة اعرضنا عن ذکرها لخروجها عن دائرة موضوع بحث المعاد ومن أجل الاطلاع راجع تفسیر الامثل ذیل الآیة 55 و 56 من سورة البقرة.(2)

کانت هذه هی النماذج المتعددة المحسوسة من إحیاء الموتى التی ذکرها القرآن المجید وبهذا الحدیث ینتهی بحث إمکان المعاد، ونتوجه إلى بحث الأدلة العقلیة لوقوع المعاد. (البقرة / 56)

بما أنّ هذه الآیة لم تأت من أجل إثبات المعاد، فلذلک لم نجعلها من ضمن آیات البحث، وعلى الاخص بعدما احتمل عدد من المفسرین أنّ بنی اسرائیل لم یموتوا عندما شاهدوا الصاعقة، بل اغمی علیهم، وفسر آخر الموت هنا بمعنى الجهل والبعث بمعنى العلم (ذکر الآلوسی هذین التفسیرین فی روح المعانی نقلا عن بعض المفسرین، ج 1 ص 239) وإن کانت هذه التفاسیر على خلاف ظاهر الآیة وغیر مقبولة.

 


1. تفسیر المنار، ج 1، ص 351.
2. جاءت فی سورة البقرة إشارة إلى نموذج آخر من مشاهد الحیاة المستأنفة بعد الموت عندما رافق وجهاء بنی اسرائیل موسى(علیه السلام) إلى جبل الطور وطلبوا منه أن یروا الله فأصابت الجبل صاعقة اندک لها الجبل وصُعِقَ موسى(علیه السلام) ومات بنو اسرائیل، ثم بعثهم الله لعلهم یشکرون (ثُمَّ بَعَثْنَاکُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرونَ).

 

5 ـ قصة هزیمة بنی اسرائیلدلائل وقوع المعاد
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma