لو ألقینا نظرة اجمالیة على عالم الوجود لرأینا أنّ کل المخلوقات لم تخلق إلاّ لغرض معین موافق للحکمة وخاضع لقوانین ومسارات محدّدة.
ثم لنلقی نظرة على حیاة الإنسان ولنفترض بأنّ «الموت» هو نهایة کل شیء بالنسبة له، فبقاء الإنسان لمدّة معینة مع ما یواجهه من صعوبات مع تناول مقدار من الغذاء والماء ثم یموت وینتهی کل شیء سیکون عبثاً وبلا هدف، ومن البدیهی فإنّ شیئاً کهذا لا یمکن أن یعتبر هدفاً من خلق الإنسان، کما أنّه لا یمکن أبداً أن یتلائم أمر کهذا مع حکمة الخالق الحکیم.
وقد جاء هذا المعنى بصورة حیة وملموسة فی آیات القرآن المجید فلنتفکّر فیما جاء فی هذا المجال من آیات قرآنیة کریمة:
1 ـ (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاکُمْ عَبَثاً وَاَنَّکُمْ اِلَیْنَا لاَتُرْجَعُونَ). (المؤمنون / 115)
2 ـ (وَمَا خَلَقْنَا السَّموَاتِ واَلاَْرْضَ وَمـَا بَیْنَهُمَا اِلاّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لاَتِیَةٌ)(1).(الحجر / 85)
3 ـ (أَیَحْسَبُ الاِْنْسَانُ اَنْ یُتْرَکَ سُدىً... أَلَیْسَ ذَلِکَ بِقَادِر عَلَى أَنْ یُحْیِىَ الْمَوْتَى).(القیامة/36 ـ 40)