هل یختص المعاد بالجانب الروحی فقط؟ أی هل ینفصل الإنسان بعد موته عن جسمه إلى الابد فیتفسخ جسمه ویفنى ولا یتعلق خلوده فی الدار الآخرة إلاّ بالروح؟ أم تتحقق مسألة المعاد بکلا الجانبین فیعاد الجسم والروح معاً ویتحدان مرة اُخرى هناک؟ أم لا یعاد إلاّ الجسم لوحده لأنّ الروح ماهی إلاّ آثار الجسم ومتعلقاته؟

أم یعاد الجسم والروح معاً، ولکن الجسم الذی یُعاد هناک هو غیر الجسم المادّی المؤلف من العناصر المادیة بل هو جسم شفاف أرقى من الجسم الموجود فی الدنیا فیکون المعاد ذا حیثیة «روحیة» وحیثیة «نصف جسمیة»؟

إنّ لکل واحدة من هذه النظریات الأربعِ المذکورة أنصاراً کثیرین، لکنّ ما یستفاد من القرآن والذی دلت علیه مئاتُ الآیات هو أنّ المعاد یتمّ بالروح والجسم معاً (وبهذا الجسم المادی) وبما أنّ اعادة الروح من الاُمور البدیهیة لدى العلماء والفلاسفه فقد عبّروا عن المعاد بـ«المعاد الجسمانی» مع أنّ مرادهم من ذلک هو «المعاد الجسمانی والروحی».

بعد هذه الإشارة المختصرة نعود إلى القرآن المجید لنمعن خاشعین فی الآیات التی تحدثت عن المعاد الجسمانی:

ونظراً لکثرة هذه الآیات فقد قسمناها إلى «تسع مجموعات» واخترنا من کل مجموعة عدّة نماذج وهی کما یلی: