وهنا ینبغی أن نشیر إلى عدّة اُمور

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
2 ـ إبراهیم(علیه السلام) والمعاد3 ـ قصة أصحاب الکهف

أولا: إنّ جملة: (فَصُرْهُنَّ) کما صّرح بذلک بعض اللغویین وعدد من المفسیرین هی من مادّة «صور» على وزن (قول) بمعنى التقطیـع والتمزیق، وهی دلیـل على أنّ إبراهیم(علیه السلام)أمر بأن یذبح تلک الطیور الأربعة ثم یقطعها ویخلط أجزائها.

لکنّ بعض اللغویین فسروها بمعنى التعوید والتربیة (على الأخص عندما تتعدى بـ«إلى») ومن أجل هذا أکّد بعض المفسرین الذین یسمّون أنفسهم بذوی الأفکار النیّرة على أنّ إبراهیم(علیه السلام) لم یقطع تلک الطیور أبداً، بل أمر بأن تعود تلک الطیور إلیه وبعد أن تأنس به یضع کل واحد منها على جبل ثم ینادیها کی تسعى إلیه جمیعاً فیحصل من خلال هذا العمل على دلیل لإحیاء الموتى، ولکی یعلم أنّ إحیاء الموتى على الله یبلغ من السهولة ما یبلغه نداء إبراهیم(علیه السلام) لتلک الطیور ومجیئها إلیه بمجرّد أن ینادیها(1).

و قد فات هؤلاء أنّ إبراهیم(علیه السلام) أراد مشاهدة إحیاء الموتى وأنّ الله تعالى استجاب دعوته من هذا الباب کی یطمئن قلبه، فلو کانت المسألة تُحلّ بتربیة الطیور وإتیانها بعد دعوتها لما تحقق ما أراده إبراهیم(علیه السلام) من مشاهدة إحیاء الموتى ولما اطمئن قلبه بذلک، بل لا علاقة لهذا الأمر بما طلبه إبراهیم(علیه السلام) فإنّ مثل هذا الجواب لمثـل هذا الطلب قبیح وغیر لائق لو صدر من الفرد العادی، فکیف یصدر ذلک من الله تعالى وبالأخص عندما یرد فی کلام فصیح ککلام القرآن...؟

ثانیا: الظاهر أن تفسیر کلمة «جزء» باطلاقها على کلِّ واحد من الطیور الأربعة، غیر مناسب أبداً.

ثالثاً: إنّ سبب نزول هذه الآیة الشریفة والوارد فی روایات متعددة لا یتناسب مع هذا المعنى، بل صرحت جمیعها بالحقیقة التالیة، وهی أنّ إبراهیم(علیه السلام) أخذ أربعة من الطیر فذبحها وخلط أوصالها ببعضها ثم قسّمها حصصاً فوضع کل منها على جبل(2).

واما جملة «فصرهن» فهی لا تؤثر فی محتوى الآیة إن کانت بمعنى التقطیع أو بمعنى التعود، لأنّ الآیة ـ على أیة حال ـ جاءت لتوضیح کیفیة إحیاء الموتى بإذن الله.

وکما قلنا آنفاً إنّ السبب الرئیسی فی نزوع هؤلاء إلى مثل هذه التفاسیر هو عدم استیعابهم للمعجزات الخارقة للنوامیس الطبیعیة، ولإرضاء المدافعین عن العقیدة المادیة ولذلک ورطوا أنفسهم فی هذه المتاهات، بینما تعتبر هذه الخوارق ووقوع المعجزات من البدیهیات لدى جمیع الأدیان، ونحن فی عالم الطبیعة نشاهد الکثیر من هذه الخوارق التی عجز عن تفسیرها العلم الحدیث (فتأمل).

2 ـ والمعروف من أنواع الطیور الأربعة هی: الطاووس والدیک والحمام والغراب، وکلّ واحد من هذه الطیور یحمل صفات متمیزّة وقد شبّهوا حرکات الإنسان بحرکات هذه الطیور، فالطاووس هو مظهر الکبریاء والریاء، والدیک هو مظهر الشره الجنسی، والحمام هو مظهر اللهو واللعب، والغراب هو مظهر الآمال البعیدة المنال!

وجاء فی کثیر من التفاسیر احتمالات اُخرى أیضاً منها: أنّ تلک الطیور هی الهدهد والبوم والقصر والنسر(3).

ومن البدیهی أنّ خصوصیات تلک الطیور المذکورة لا علاقة لها بأصل المسألة، غایة مانعلم هو أنّ أنواع الطیور کانت مختلفة وهذا الإختلاف جاء من أجل الحکایة عن اختلاط تراب البشر مع بعضه.

أمّا عدد الجبال التی وضع إبراهیم(علیه السلام) علیها أجزاء تلک الطیور فهی عشرة طبقاً لما ذُکر فی الروایات ویحتمل أن یکون وقوع هذه الحادثة بعد ذهاب إبراهیم(علیه السلام) إلى الشام، لأنّ أرض بابل خالیة من الجبال.


1. وهذا التفسیر فی الأساس مقتبس من أحد المفسرین المعروف باسم (أبومسلم) وقد نقل عنه هذا التفسیر فی «المنار» ودافع عنه وأیّده (ج 3 ص 56).
2. للاطلاع أکثر على هذه الروایات راجع تفسیر نور الثقلین، ج 1، ص 275 ـ 282; وتفسیر الدّر المنثور، ج 1، ص 335.
3. تفاسیر مجمع البیان والقرطبی والکبیر ونور الثقلین فی ذیل الآیة مورد البحث.

 

2 ـ إبراهیم(علیه السلام) والمعاد3 ـ قصة أصحاب الکهف
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma