1 ـ البرزخ فی الأحادیث الشریفة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
ثمرة البحث2 ـ البرزخ فی میزان العقل والحس

ورد ذکر عالم البرزخ فی الأحادیث الشریفة بصورة واسعة جدّاً، وقد بلغ حجم هذه الروایات من الکثرة ممّا جعل المرحوم الخواجة الطوسی أن یعدّها فی کتابه تجرید الاعتقاد من المتواترات، فی قوله «وعذابُ القبر واقعٌ بالإمکان وتواتر السمع بوقوعه».

ونشیر هنا إلى نماذج واضحة من هذه الروایات:

1 ـ جاء فی الحدیث: «القبرُ إمّا روضةٌ من ریاض الجنّة أو حفرةٌ من حفر النیران».

رواه «الترمذی» فی «صحیحه» عن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، کما رواه المرحوم «العلامة المجلسی» فی«بحار الأنوار» فی موضع عن أمیر المؤمنین علی(علیه السلام) وفی موضع آخر عن الإمام علی بن الحسین(علیه السلام)(1).

2 ـ وجاء فی المشهور عن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله): أنّه عندما ألقوا بأجساد قتلى مشرکی مکّه، الذین قتلوا فی غزوة بدر فی أحد الآبار وقف(صلى الله علیه وآله): على البئر وقال: «یا أهل القَلیب هـل وجدتُم ما وعَدَ ربُّکُم حقاً؟ فإنّی وجدتُ ما وعـدنی ربّـی حقاً. قـالوا، یا رسول الله هل یسمعون؟ قال ما أنتم بأسمعَ لما أقول منهم: ولکنَّ الیوم لا یجیبون»(2)!

ورویَ هذا المضمون بتعابیر اُخرى فی روایات متعددة، منها ما جاء فی الحدیث: نادى رسول الله(صلى الله علیه وآله) عدداً من المشرکین بأسمائهم وقال: یا اباجهل یا عتبة یا شیبة یا أُمیّة! هل وجدتُم ما وعد ربُّکم حقـاً؟ فإنّـی وجدتُ ما وعـدنی ربّـی حقّاً، فقال عُمَرُ: یا رسول الله أما تُکلِّم من أجساد لا أرواح فیها؟ فقال: «والّذی نفسی بیده ما أنتم باسمع لِما اقولُ منهُم غیر انّهم لا یستطیعون جواباً»(3)!

إنّ هذه الأحادیث لا تدل على وجود عالم البرزخ فحسب بل تدل على وجود نوع من الحیاة بعد موت الجسم، بل وتدلّ على أنّهم لهم نوع من الارتباط بهذا العالم أیضاً، فهم یسمعون بعض الحدیث على الأقل.

3 ـ جاء فی نهج البلاغة عن أمیر المؤمنین علی(علیه السلام): أنّه عندما عاد من حرب صفین وقف على مقبرة تقع خلف باب الکوفة وتحدث إلى الأموات بهذه الکلمات: «أنتم لنا فرطٌ سابقٌ ونحن لکم تبعٌ لاحقٌ، أمّا الدورُ فقد سُکِنَت وأمّا الأزواج فقد نُکِحَت وأمّا الأموالُ فقد قُسِّمَت، هذا خبرُ ما عندنا فما خبرُ ما عندکم»؟

والتفت إلى أصحابه وقال: «أمّا لو اُذِن لهم فی الکلام لأخبروکم أنّ خیر الزاد التقوى»(4).

وهذا الحدیث أیضاً یدلّ على أنّه بالإضافة إلى أنّ عالم البرزخ یتحقق بالنسبة للأموات فإنّ للموتى نوعاً من الارتباط مع هذا العالم أیضاً.

4 ـ وهناک خطب متعددة فی نهج البلاغه أیضاً تحدثت عن البرزخ بوضوح، فقد جاء فی إحدى خطبه(علیه السلام) حیث ذکر الإمام عدداً من السابقین وقال: «اُولئِکم سلفُ غایتکُم... سلکوا فی بطون البرزخ سبیلا»(5).

وجاء فی خطبة اُخرى عنه(علیه السلام) عندما کان یصف «أهل الذکر»: «فکأنّما قطعوا الدٌّنیا إلى الآخرة وهم فیها، فشاهدوا ما وراء ذلک، فکأنّما اطلعوا عیوب أهل البرزخ فی طول الاقامة فیه»(6).

5 ـ وجاء فی الحدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنّه قال: «والله ما أخاف علیکُم إلاّ البرزخ». (اراد بهذا أن یشیر إلى أنّ المـؤمنین تشملهم شفـاعة النبـی(صلى الله علیه وآله)، والأئمّة المعصومین(علیهم السلام) یوم القیامة، لکنّ محاسبة البرزخ تختلف)(7).

6 ـ وَرُوی عن الإمام الصادق(علیه السلام) أیضاً أنّه قال: «البرزخُ القبرُ، وهو الثواب والعقاب بین الدٌّنیا والآخرة»(8).

7 ـ وفی الدر المنثور عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «حینما تقبض روحُ المؤمن یستقبله عبادُ الله الذین شملتهم رحمتهُ ویقولون: أهلا بک أیها الضیف الجدید، استرح لأنک تعبت کثیراً، ثم یسألونه عن بعض معارفهم واصـدقائهم، وحینمـا یلتفتـون إلى أن بعضهـم قـد فـارق الحیـاة قبـل هـذا الضیف الجدید، یقولون (إنّالله وإنا إلیه راجعون)، لقد أخذوهُ إلى الجحیم»، (ولذا لا أثر له هنا)(9).

8 ـ وهناک روایات کثیرة تشیر إلى فرح أرواح المؤمنین إثر أعمال الخلف الصالحة، ومن جملة هذه الروایات ما روی عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنّه قال: «إِنّ المیّت لیفرحُ بالترحٌّم علیه والاستغفار له کما یفرحُ الحیّ بالهدیة»(10).

وروی هذا المضمون عن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) حیث قال: «إِنّ هدایا الأحیاءِ للأمواتِ الدّعاء والاستغفار»(11).

9 ـ وروی فی حدیث آخر عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنّه قال: «مَنْ أَنکَرَ ثلاثة أشیاء فلیس من شیعتنا: المعراج والمساءلة فی القبر والشفاعة»(12).

ومن الواضح هو أنّ السؤال فی القبر من عالم البرزخ.

10 ـ ونختتم هذه الروایات بحدیث روی عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) فی کنز العمّال، (بالرغم من کثرة الأحادیث وتواترها فی هذا المجال)، فقـد ذکـر النبی(صلى الله علیه وآله) شهـداء اُحد وقال: «أیٌّها الناسُ زوروهُم وأتوهم وسلِّموا علیهم، فوالذّی نفسی بیده لا یُسلِّمُ علیهم مُسلمٌ إلى یوم القیامة إلاّ ردّوا علیه السلام»(13).

وقد تضمّن هذا الکتاب أحادیث متعددة اُخرى فی هذا المجال.

من هنا یتضح أیضاً مدى جهل من ینکر زیارة أهل القبور ویعدّهم جمادات لجهلهم بالاحادیث الشریفة ومدى بعدهم عن تعالیم رسول الله(صلى الله علیه وآله).

إنّ جمیع الروایات التی تحدثت عن سؤال وضغطة القبر، والروایات التی تخبر الإنسان عن نتا ئج أعماله الحسنة منها والسیئة بعد الموت، والروایات التی تتحدّث عن ارتباط الأرواح بذویهم والإطلاع على أوضاعهم، والروایات التی تتحدّث عن لیلة المعراج ولقاء النبی(صلى الله علیه وآله) بالرسل والأنبیاء، إنّ جمیع هذه الروایات تدلّ أساساً على وجود عالم البرزخ، فإذا لم نتصّور عالماً کهذا فإنّ جمیع هذه الروایات وأمثالها ستصبح مبهمة.


1. صحیح الترمذی، ج 4، کتاب صفة القیامة، باب 26، ح 2460; بحار الأنوار، ج 6، ص 218، و ص 214.
2. کنز العمال، ج 10، ص 377، ح 29876. والقلیب: بمعنى البئر.
3. کنز العمال، ج 10، ص 376، ح 29874.
4. نهج البلاغة، الکلمات القصار، الکلمة 130.
5. المصدر السابق، الخطبة رقم 221.
6. المصدر السابق، الخطبة رقم 222.
7. تفسیر نور الثقلین، ج 3، ص 553، ح 120.
8. المصدر السابق، ح 122.
9. تفسیر المیزان، ج 20، ص 494 نقلاً عن الدّر المنثور (باختصار).
10. المحجّة البیضاء، ج 8، ص 297.
11. المصدر السابق، ص 291.
12. بحار الأنوار، ج 6، ص 223.
13. کنز العمّال، ج 10، ص 382، ح 29896.

 

ثمرة البحث2 ـ البرزخ فی میزان العقل والحس
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma