ب) وحدة شخصیة الإنسان

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
ولتوضیح ذلک یجب الالتفات إلى النقاط الآتیةخطأ ینبغی اِجتنابه

الدلیل الآخر الذی یمکن التعویل علیه فی مسألة استقلال الروح مسألة اتحاد شخصیة الإنسان طوال عمره.

وتوضیح ذلک: إنّنا لو شککنا فی أیّ شیء فإننا لا نشک فی أننا «موجودون».

و«أنا موجود» ولا أشک أبداً فی وجودی، کما أنّ علمی بوجودی من نوع «العلم الحضوری» لا «العلم الحصولى» أی أننی حاضر لدى نفسی ولم أنفصل عنها.

على أیّة حال فإنّ علمنا بأنفسنا من أوضح المعلومات لدینا، وهذا الأمر لا یحتاج إلى إقامة البرهان، أمّا بالنسبة للاستدلال المعروف الذی أتى به الفیلسوف الفرنسی الشهیر دیکارت لإثبات وجوده وهو: «أنا اُفکر إذن أنا موجود» فهو استدلال غیر صحیح وغیر مجدی، لأنّه اعترف بوجود نفسه مرّتین قبل أن یثبت وجودها! فمّرة عندما قال «أنا» واُخرى عندما قال «اُفکر»، هذا من ناحیة.

ومن ناحیة اُخرى فإنّ الـ«أنا» لها وحدة واحدة لا تتبدل من بدایة العمر حتى نهایته، فـ«أنا الیوم» عین «أنا الأمس» ونفس «أنا قبل عشرین عاماً»، «فأنا منذ الطفولة حتى الیوم لم أتغیر» فأنا کنتُ ذلک الشخص وسأبقى ذلک الشخص حتى نهایة المطاف، ومن البدیهی أننی تعلمت واصبحت مثقفاً وتکاملت وسوف أتکامل لکننی لم أتحول إلى شخص آخر، لذا فإنّ جمیع الناس یعتبروننی شخصاً واحداً من البدایة حتى النهایة فأنا لا أحمل إلاّ اسماً واحداً وهویة شخصیة واحدة.

فلنرى الآن ما هذا الموجود الواحد الذی یرافقنا طیلة حیاتنا، فهل هو خلایا جسمنا أم مجموع خلایا المخ وفعالیاتها؟ لا شیء من هذا طبعاً، لأنّ هذه الأشیاء تتبدّل عدّة مرات خلال فترة حیاتنا ففی کل سبعِ سنین تقریباً تتبدّل جمیع خلایا البدن، لأنّنا نعلم بأنّ الملایین من الخلایا تموت فی کل یوم ولیلة وتحلّ محلها ملایین اُخرى کما هو الحال فی البناء الذی یستبدل حجراً بالتدریج ویوضع مکانه حجر جدید، فهذا البناء سوف یتبدّل کلیّاً بعد فترة من الزمن حتى لوکان ذلک التغییر خافیاً على الناس أو کالمسبح الکبیر الذی یدخله الماء من أحد جهاته بصورة بطیئة ویخرج من الجهة الاُخرى بمقدار مایدخل فیه من ماء جدید، فـمن البدیهی أن یتبدّل جمیع ماء المسبح بعد مدّة من الزمان، حتى لو غفل الناس عن ذلک التغییر ولم یدرکوه.

وبصورة عامة فإنّ کل موجود لا یحافظ على بقائه إلاّ بواسطة الطعام ویستهلک ذلک الطعام بصورة تدریجیة فهو یحتاج إلى «الترمیم» و«التبدیل».

بناءً على هذا فالإنسان البالغ من العمر سبعین عاماً تکون جمیع خلایا جسمه قد تبدّلت مایقارب العشر مرات، لذا فإننا لو اعتبرنا الإنسان ذلک الجسم والمخ والجهاز العصبی والخواص الفیزیاکیمیائیة فإنّ «أنا» ذلک الشخص البالغ من العمر سبعین عاماً قد تبدلت عشر مرات وأنّنی غیر ذلک الشخص السابق، مع أنّ هذا الکلام مرفوض بالوجدان.

ومن هنا یتضح أنّ هناک حقیقة واحدة ثابتة فی جمیع مراحل حیاة الإنسان، وهذه الحقیقة غیر تلک الأجزاء المادیّة ولیست متغیرة وهی التی تمثّل أساس وجودنا وتعتبر العامل الرئیسی فی إیجاد وحدة الشخصیة.

 

ولتوضیح ذلک یجب الالتفات إلى النقاط الآتیةخطأ ینبغی اِجتنابه
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma