5 ـ قصة هزیمة بنی اسرائیل

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
4 ـ قصة أصحاب الکهف فی تصور العلم الحدیثقصة قتیل بنی اسرائیل

النموذج الآخر الذی ذکره القرآن الکریم هو القصّة الواردة فی سورة البقرة بخصوص مجموعة مؤلفة من آلاف الأشخاص فرّوا حذر الموت وهجروا دیارهم، لکن فرارهم هذا لم ینقذهم، فوقعوا فی مخالب الموت بإذن الله، وبعد ذلک احیاهم الله مرّة اُخرى، قال تعالى:

(اَلَمْ تَرَ اِلَى الَّذِینَ خَرَجُوا مِنْ دِیَارِهِمْ وَهُمْ اُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْیَاهُمْ). (البقرة / 243)

ادّعى المفسرون بأنّ هؤلاء کانوا فریقاً من بنی اسرائیل فرّوا من دیارهم خوفاً من الملاریا أو الطاعون، لکنّهم ما برحوا حتى ماتوا بذلک الوباء فمرّ أحد انبیاء بنی اسرائیل ویدعى «حزقیل» ودعا الله عزوجل أن یمنّ علیهم بالحیاة، فأحیاهم الله لیکونوا دلیلا على احیاء الموتى (فی مقابل جاحدی المعاد).

وجاء فی بعض الروایات أنّ هؤلاء کانوا یسکنون احدى مدن الشام وکان الطاعون یصیبهم بین الحین والآخر، فکلّما بان لهم أثر الوباء غادر المدینة أثریاؤهم وبقی الفقراء فریسة للهلاک فیموت منهم الکثیر، أمّا الفارّون فإنّهم غالباً ما ینجون.

بعد ذلک قرروا أن یهاجروا جمیعاً بمجرد ظهور آثار الطاعون وهکذا خرجوا فراراً من الموت.

إلاّ أنّه لم ینج أحد منهم وماتوا جمیعاً بأمر الله(1).

إنّ الآیة المذکورة لم تشر إلى أنّ الغرض من احیائهم هو اجراء مشهد المعاد فی الدنیا، لکن بعض الروایات الواردة فی هذه الحادثة صرّحت بذلک(2).

ونواجه هنا مرّة اُخرى تفسیراً منحرفاً لبعض المفسرین الذین یصطلح علیهم بالمثقفین ونحن نعلم بأنّ فهم مثل هذه الحوادث ذات الأبعاد الاعجازیة صعب على أفراد من هذا القبیل لذا فإنّهم رفضوا بالمرة حکایة وقوع هذه الحادثة بالشکل الوارد فی ظاهر القرآن الکریم واعتبروا بیان تلک الحادثة مجرّد مثال لحیاة وموت الاُمم الذی یعتبر کنایة عن النصر والهزیمة.

فقالوا: إنّ الآیة المذکورة تخبر عن جماعة من الناس فقدوا سیادتهم واستقلالهم کلیاً فأصبحوا کاُمّة میتة، ثم نهضوا من نومهم وشمروا عن سواعدهم وحصلوا على استقلالهم وسیادتهم بما مَنَّ الله علیهم(3).

لکننا نعلم بأنّ مثل هذه التفاسیر والآراء إذا دخلت إطار القرآن الکریم فإنّ کثیراً من حقائقه سوف تکون عرضة للانکار، وحینئذ یستطیع کل شخص أن یفسّر الآیات الشریفة بتفسیرات ملائمة لمیوله ورغباته ویصبح القرآن الذی یعتبر هادیاً ومسیّراً للناس وسیلة لدعم أفکار ومیول هذا وذاک! فیکون تابعاً بدلا عن أن یکون متبوعاً.

وعندما تنهى الروایات بشدّة عن التفسیر بالرأی، وتُشبهُ من یفسر القرآن برأیه بالذی یهوی من السماء إلى الأرض، فالمراد منه مثل هذا التفسیر المنحرف الخارج عن الضوابط والقواعد السلیمة لفهم القرآن.

فإن أراد هؤلاء ـ بهذه التفاسیر ـ اقناع المادیین، فإنّهم لن یقتنعوا بها، وإن أرادوا نفى وقوع الظواهر الخارقة للقوانین الطبیعیة فهذا ممّا لا یرتضیه المؤمنون ولا المخالفون أیضاً.


1. تفسیر مجمع البیان; وتفسیر الکبیر; وتفسیر نورالثقلین فی تعلیقهم على ذیل الآیة مورد البحث.
2. تفسیر مجمع البیان، ج 1، ص 347.
3. تفسیر المنار، ج 2، ص 458.

 

4 ـ قصة أصحاب الکهف فی تصور العلم الحدیثقصة قتیل بنی اسرائیل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma