4 و 5 ـ حال المؤمنین والظالمین عند سکرات الموت

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
3 ـ ملائکة الموت6 ـ علّة الخوف من الموت

إنّ حال المؤمنین والمحسنین لا یشبه حال الظالمین والمذنبین عند حلول الموت فی ساحتهم، أو بتعبیر آخر إنّ نتائج أعمالهم وعقائدهم تظهر بالتدریج فی تلک اللحظة، و«الآیة الرابعة والخامسة» لهما دلالة عمیقة على هذه الحقیقة.

قال تعالى: (اَلَّذِینَ تَتَوفَّاهُمُ المَلاَئِکَةُ ظَالِمى أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا کُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوء)، وتـدلّ هذه الکلمات على أنّهم لم یخضعـوا بالکامـل، فهم لا یعلمون بأنّ هذا الانکار لا معنى له أمام الله الّذی یعلم الغیب وأمام الشهود من الملائکة، لذا أضاف تعالى فی ذیل الآیة: (بَلَى إِنَّ اللهَ عَلِیمٌ بِمَا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ). ثمّ وجّه الأمر إلیهم فقال: (فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدینَ فِیهَا).

ومّما تقدّم یظهر أَنّ اعلان التسلیم بالنسبة لهؤلاء هنا هو بمعنى اظهار التوحید والتسلیم للحق (کما یرى عدد من المفسرین) ولکن بما أنّ جوّ الدنیا لم یفارقهم بعد ولم یَتعرَّفوا على القوانین المهیمنة على مراحل ما بعد الموت فإنّهم ینـکرون ما عملوا من سوء ویتوسّلون بالکذب، لکنّهم سرعان ما یتضح لهم أَنّ الکذب لا ینفع هناک!

وهناک احتمالان فی هل أنّ المراد من «جهنم» هنا هو جهنم عالم البرزخ أم جهنم یوم القیامة؟ والذّی یتلاءم مع سکرات الموت هو الدخول فی جهنم البرزخ، لکنّ التعبیر بالخلود یصلح لأنّ یکون قرینة على أنّ المراد هو جهنّم القیامة، إلاّ إذا قیل: إِنّ المراد هنا هو دخول أبواب جهنّم فی عالم البرزخ لا دخول نفس جهنّم، والخلود هنا هو صفة للکافرین عند دخولهم البرزخ لا عند دخولهم أبواب البرزخ.

وتعبیر: (بَلَى إِنَّ اللهَ عَلِیمٌ بِمَا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، یحتمل أن یکون صادراً عن ملائکة الموت لتحذیر الکافرین فکأنهم یقولون: لا تسعوا عبثاً فی الانکار فإنّه غیر نافع لأنّ علم الله الواسع سوف یرفع الستار عن أعمالکم.

وعلى أیّة حال فإنّ هذه الآیة تشبه ما جاء فی سورة محمد: (فَکَیْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ المَلاَئِکَةُ یَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ). (محمّد / 27)

بلى سوف تستقبلهم المـلائکة بالضرب على وجوههم وأدبارهم، ومن المحتمل أن یکون إقرارهم بالتوحید والحقّ هو من أجل مشاهدة هذه المشاهد لا من أجل الإخلاص.

وفی قبال هذا المشهد هناک ملائکة الرّحمة التی تأتی لقبض أرواح المؤمنین، قال تعالى فی الآیة الثانیة: (الَّذِینَ تَتَوفَّاهُمُ المَلاَئِکَةُ طَیِّبِینَ یَقُولُونَ سَلامٌ عَلَیْکُمُ ادْخُلُوا الجَنَّةَ بِمَا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).

وفی الواقع لا یمکن أن تکون مکافأة الطهارة والتقوى إلاّ بمثل هذا وهو أن تستقبلهم ملائکة الله بالسلام والترحاب، وتدعوهم لدخول الجنّة...تلک الدعوة التی یغمرها اللطف والمحبّة والاحترام!

وهنا أیضاً قد یراد من الجنّة جنّه البرزخ کما یحتمل أن یکون المراد جنّة القیامة وجنّة البرزخ تعتبر من أبوابها.

على أیّة حال فإنّ هذا من أحد أبعاد الموت الذی هو بالنسبة للصالحین یختلف تماماً عمّا هو علیه بالنسبة للمذنبین.

 

3 ـ ملائکة الموت6 ـ علّة الخوف من الموت
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma