ورد ذکر هذا التعبیر مرّة واحدة أیضاً فی سورة المرسلات، قال تعالى: (هَذَا یَوْمُ لاَیَنْطِقُونَ). (المرسلات/35)
هل یکون الفزع والخوف العظیم الحاصل فی القیامة السبب فی توقف ألسنتهم عن النطق کما هو الحال فی الدنیا عندما تصیب الإنسان داهیة تجعله لایستطیع الکلام؟!
أم لأنّهم لا یمتلکون خطاباً ولا عذراً وحجة؟! أم تتوقف الألسن عن التکلم بأمر الله وتشهد الجوارح على أعمالهم؟ کما جاء فی الآیة الکریمة: (الْیَومَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُکَلِّمُنَا أَیْدِیهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ). (یس / 65)
من الممکن أن تجتمع هذه التفاسیر الثلاثة معاً فی الآیة، وإن کان التفسیر الثالث أکثر مناسبة، على أیّة حال فإنّ هذا لایمنع من أن یتکلّم الإنسان فی بعض مواقف القیامة بأمر الله، لأنّ القیامة لها مواقف مختلفة، وقد اتضح من خلال الآیات القرآنیة أنّ المجرمین فی بعض هذه المواقف یکونون صُمّاً بُکْماً لاینطقون وأنّهم فی مواقف اُخرى یتکلمون بأمر الله.