إنّ ما جاء فی القرآن المجید والروایات المستفیضة فی هذا المجال هو مایلی: کان هناک ملک ظالم یدعى «دقیانوس» وقیل إنّ اسمه «دسیوس» وکان متسلطاً على شعب وثنی حوالی الفترة مابین القرن الأول إلى القرن الثالث المیلادی، وکانت عاصمة البلاد تدعى «أفسوس»، وکان لهذا الملک عدّة وزراء قد بانت لهم سخافة الوثنیة من خلال أحد الحوادث فرجّحوا التحرر من قیود هذه الخرافات على الاحتفاظ بمناصبهم، فهجروا دیارهم سرّاً من دون أن یعینوا هدفاً لمسیرهم، وأخیراً عثروا على غار فاختبؤا فیه فالقى الله علیهم نوماً عمیقاً یثیر العجب حتى إذا استیقضوا من نومهم العمیق هذا تساءلوا فی ما بینهم فظنّوا أنّهم لبثوا فی نومهم یوماً أو بعض یوم ولکن مظاهر وسمات أطراف الغار کانت تُنبیُ عن شی آخر لذا تسرب الشک إلیهم.
ولکونهم جیاعاً بعثوا أحدهم إلى المدینة لیأتیهم بالطعام سرّاً، لکّن المسکوکات النقدیة کشفت سرّهم وساعد فی ذلک أکثر تصرفاتهم وعاداتهم غیر المألوفة لدى الناس فی ذلک العصر، بالإضافة إلى أنّ قصة تواری عدد من الشبّان من أصحاب المناصب الرفیعة عن الأنظار کانت متداولة بین الناس فی تاریخهم المعاصر، فاتحدت جمیع هذه الشواهد للدلالة على أنّ هؤلاءهم الذین تواروا عن الأنظار فی تلک الفترة!
فسمع الملأ بهذا الخبر والتفوا حولهم، لکن اُولئک الشبان عادوا إلى کهفهم وتواروا إلى الأبد فبنى الناس هناک معبداً لتخلید ذکراهم.
