1 ـ الموت هو مدخل عالم البقاء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الخامس)
ثمرة البحث2 ـ لماذا نخاف الموت؟

إنّ ما جاء فی البحوث المذکورة آنفاً مُعَزَّزاً بالآیات القرآنیة، غالباً ما یستدلّ علیه بالطرق المنطقیة الصالحة للاستدلال (باستثناء ما یرتبط بالعوالم الغیبیة التی لا نمتلک طریقاً للوصول إلیها، فقد رفع القرآن الستار عنها).

إنّ ممّا لا شک فیه هو أنّ نظرة الإلهیین والمؤمنین إلى المعاد والموت تختلف عن نظرة المادیین والمنکرین للمعاد اختلاف السماء عن الأرض، وهذان المنظاران هما اللذان یؤثران فی حیاة الأفراد والمجتمعات البشریة، ویمیزان هذین الفریقین عن بعضهما.

فالمادیون یعتبرون الموت عالماً مظلماً ومعتماً جدّاً.. عالماً ینتهی معـه کل شیء، وتختتم به جمیع آمال ومساعی وجهود البشر، وَعلـى هـذا الأساس فإنّـه لیس من العجب أن یخاف الإنسان المادی من الموت وینتابه الوهن، وتتبدل لدیه حلاوة تلک التصورات عن الحیاة إلى ما هو أکثر مرارةً من السم.

ولیس من العجیب أن لا یقدموا على الإیثار والتضحیة وإذا أقدموا على عمل کهذا فبتأثیر ضغوط من قبل الآخرین أو بتأثیر الضغوط الاجتماعیة، وذلک لأنّه لا یوجد بعد الإیثار شیء یحل محلّه، أو بتعبیر آخر إنّ الإیثار سوف لا یکون الهدف الأساسی لهؤلاء.

ولیس من العجیب أن یعدّ هؤلاء الحیاة أمراً تافهاً خالیاً من المحتوى، وذلک لأنّ الموت إنْ کان نهایة لکل شیء فإنّ الحیاة الدنیا والتی هی عبارة عن تکرار مجموعة من الأعمال الدنیئة، کالأکل والنوم والکسب والاستهلاک لا یمکن أن تعتبر «هدفاً سامیاً» لإرواء الروح الإنسانیة، لذا فإنّ أفراداً یقدمون على الانتحار ویعتبرون ذلک اختیاراً صحیحاً لانهاء هذا «التکرار والمکررات التافهة»! فهم یعتبرون ذلک عین العقل والمنطق، ویعتبرون استمرار حیاتهم حماقة وذلّة وبلادة!

بینما یرى الإلهییون الذین یؤمنون بالمعاد، الموت أشبه ما یکون بتولّد الجنین من بطن اُمّه.

فالجنین یموت فی الواقع، أی فقد الحیاة فی بطن الأم، لکنّه بعد الولادة یضع قدمه فی عالم أوسع وأفسح، وإذا ما قیس بالمحیط الضیق والمظلم فی بطن الأم، الذی یعدُ عالماً مملوءً بالنعم والجمال.

فالموت هو ولادة اُخرى أیضاً، والإنسان بواسطة الموت یخرج من محیط هذه الحیاة الضیق إلى عالم أکثر اتساعاً.

ومن البدیهی هو أنّ الجنین لو کان یعلم این سیضع قدمه بعد الولادة لظل یعدّ اللحظات للخروج، ولما خاف أبداً من ذلک الیوم، ولما عد حیاةَ الأجنّةِ حیاةً تافهة، ولما عزّ علیه الإیثار فی سبیل الخروج.

وقصارى القول إنّ نظرة الإنسان للموت باعتباره «باباً ینفذ منه إلى عالم البقاء» تغیّر لون حیاته وتمنحها لوناً جدیداً وتعطیها مفهوماً یسکن إلیه القلب وتخرجه من الحیرة والکآبة والشعور بالتفاهة واللاهدفیة التی تقصم آلامها الظهر.

 

ثمرة البحث2 ـ لماذا نخاف الموت؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma