19-هل یحتاج العالم فی بقائه إلى الله؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
18-کیف یکون تعدد الالهة مدعاة لفساد الخلق ؟1-کیف یتکیف القانون الإسلامی الثابت مع العالم المتطور؟

السوال:

یقول بعض القراء الأعزاء هنالک شبهة تطرح الیوم فی الأوساط المادیة ولا نمتلک الردّ الشافی لها ; رجاءً افیضوا علینا بهذا الشأن: «أننا نقرّ بأنّ نظام الوجود یحتاج فی ظهوره إلى مُبدىء له علم وقدرة، إلاّ أنّ دیمومة هذا النظام لیست بحاجة إلى ذلک المبدىء ; ذلک لأنّ خلق العالم قام على أساس نظام العلّة والمعلول بحیث یستمر هذا النظام تلقائیاً ـ سواء کان أم لم یکن ذلک الخالق ـ فالساعة الدقیقة قد تعمل لسنوات دون أن یکون هنالک من وجود لصانعها، أو المرکبات الفضائیة التی تتابع مسیرتها لسنوات فی الفضاء وترسل لنا الأخبار دون أن یکون هنالک من وجود لصانعه».

الجواب:

إنّ هذه الشبهة لیست جدیدة لیثیرها الیوم المادیون، بل أثیرت سابقاً وقد أجاب عنها الفلاسفة والمتکلمون ; على کل حال ترد هذه الشبهة بصیغتین:

الأولى أنّ الوجود أو النظام الخاص یحتاج فی ظهوره إلى علة، لکنه لا یحتاج قط هذه العلة فی بقائه واستمراره، سواء کانت تلک العلة الأولى أم غیرها. وهذا ما اعتقد به بعض

الفلاسفة القدماء، وظنوا أنّ أی موجود لا یحتاج إلى علة لوجوده کالعمارة التی لا تحتاج فی بقائها إلى المعمار والبناء ! فإنّ وردت الشبهة بهذه الصیغة فإنّ الإجابة عنها واضحة. فبقاء موجود غیر ظهور وجوده.

وبعبارة أوضح: وجود أی شیء فی أی زمان غیر وجوده فی زمان ولحظة أخرى. وبقاء الموجودات فی مسیرة الزمان مثل بقاء شکل النهر الذی تستبدل ذرات میاهه دائما، بینما تبقى صورته الظاهریة. بعبارة أخرى: کما أنّ الموجود یتألف من أجزاء وکل جزء لا یکون دون علة، فإنّ له من حیث الزمان امتداداً وعمراً یحتاج فی کل لحظة إلى علّة، وعلیه فالشیء الذی لا یحتاج فی دیمومته إلى علة لابدّ أن لا یحتاج إلیها فی ظهوره، ذلک لعدم وجود فارق بین اللحظة الأولى والقادمة.

دعنی أفصل لک أکثر وأوضح:

على ضوء آخر التحقیقات لفلاسفتنا القدماء والمعاصرین ـ فی بحث الحرکة الجوهریة وبحث النسبیة ـ فإنّ الزمان البعد السابع للأشیاء، وعلیه کما یمکن أن یختلف بعد شیئین من حیث الطول والعرض والعمق ـ أحدهما أکبر والآخر أصغر ـ کذلک یمکن أن یختلفا من حیث الزمان. وکما یستحیل کبر وصغر أی من أبعاد الجسم دون علة، فإنّ مقدار طول زمان وعمر الأشیاء والحوادث بحاجة إلى علة. إذن إن قلنا إنّ الشیء لایحتاج فی بقائه إلى علة، کأننا قلنا إنّ الجسم الذی یبلغ طوله مئة متر إنّما یحتاج فی المتر الواحد إلى من یوجده والتسع وتسعون متراً الآخر تتولد تلقائیاً، فهل هنالک من یقر بهذا؟

وأمّا بشأن المثال السفسطائی «الساعة وصانعه» وأمثال ذلک فلابدّ من الإلتفات إلى أنّ الساعة إنّما تحتاج فی وجودها إلى علّة کما تحتاج فی دیمومة عمرها إلى العلة، فهی تحتاج فی وجودها إلى الصانع، أمّا فی دیمومة وجودها فإنّها تستمد ذلک من خصائص مکوناتها ; أی الفلزات المستعملة فیها والتی تمنحها العمر، ومن هنا هنالک فارق فی عمر الساعات على ضوء اختلاف موادها، وهذا دلیل واضح على أنّها تحتاج العلة فی وجودها ودیمومتها.

ونتوصل ممّا ذکرنا إلى نتیجة واحدة: کما یتطلب حدوث وظهور الشیء علة، فإنّ دیمومته تحتاج إلى علة أیضاً ـ سواء کانت علة الظهور ذاتها علة الدیمومة أم غیرها ـ ومن أنکر الحاجة إلى علة فی دیمومة الحیاة، فقد تنکر لقانون العلیة.

ونرکز الآن على الجانب الثانی من الشبهة الذی یمثل جوهرها (لابدّ من التأمل) قد یقول البعض: نعترف أنّ کل نظام یحتاج إلى علة فی بدایة ظهوره وفی استمرار حیاته، ولکن لا یلزم أن تکون علة «الحدوث» هی ذاتها علة «البقاء» فما المانع أن یکون المبدأ الأصلی لعالم الوجود قد خلق العالم على أساس العلم والإرادة، وقد نظم سلسلة العلل والمعالیل الطبیعیة والمنسجمة بحیث یمکنه مواصلة حیاته بصورة تلقائیة؟ کما قیل فی مثال الساعة حیث یصنعها عالم من مواد قویة وتستمر فی عملها بعد وفاته ـ وبالنتیجة فإنّ عالم الوجود بحاجة فی حدوثه إلى الله، لکن دوام بقائه یتوقف على سلسلة من العلل الطبیعیة والحرکات الجبریة.

إن ورد الالسوال بهذه الصیغة، فلابدّ أن یقال فی الجواب : بالنظر إلى أنّ الزمان هو البعد الرابع للأشیاء، یعنی أنّ کل موجود طبیعی وآثاره تجتاز کل لحظة مرحلة جدیدة من الوجود، بل فی کل لحظة وجود جدید غیر الوجود الأول وغیر الوجود اللاحق، وبعبارة أخرى فإنّ العالم مجموعة من الحوادث والصیرورات، وفی هذه الحالة تتضح حاجة الموجود الطبیعی وبقاء خواصه إلى وجود العلة فی کل لحظة ; علة وجودها أزلی وأبدی وتابع من ذاتها، لا علة تحتاج بدورها إلى علة (لابدّ من التأمل).

ودعنی أوضح حقیقة الموضوع بمثال: لو تأملنا المصباح الکهربائی، فهذا المصباح یحتاج إلى تیار کهربائی، لکن هل یحتاج فی اللحظة الأولى فقط إلى هذا التیار؟ طبعا لا، لأنّ هذا المصباح سینطفئ فوراً أنّ قطعنا عنه التیار ولو للحظة عابرة ولزالت جمیع آثاره من قبیل الضوء والحرارة. ولعل المصباح یستمد طاقة کهربائیة من سلک، ولکن نعلم بأنّ السلک بذاته لا یحتوی على کهربائیة وهو الأخر یحتاج إلى مصدر کهربائی ; وعلى هذا الأساس

نقول إن جمیع موجودات هذا العالم وخواصها وآثارها تحتاج کل لحظة إلى مبدىء أزلی لتستطیع مواصلة بقائها ; لأننا نعلم بأنّ وجود کل هذه الکائنات لیس من ذاتها ; فکلها حادثة ومسبوقة بعدم. ونظام هذا العالم أیضاً یعتمد على علل طبیعیة، لکن هذه العلل لابدّ أن تستبدل إلى علة أزلیة. أی أنّ نور الوجود لابدّ أن یصلها کل لحظة من ذلک المبدأ الأزلی، ولو قطع عنها لحظة لانعدمت. وهذا ما نعبر عنه بأنّ الله فی کل مکان ومع جمیع الأشیاء، ولیس لهذه الأشیاء من دیمومة لوجودها بدونه ولو للحظة. وعالم الوجود لیس عالماً أزلیاً وأبدیاً، بل عالم حادث یستند إلى وجود أزلی وأبدی، وهذا الاستناد جزء من ذات هذا العالم على غرار استناد المصباح الکهربائی للتیار والذی یعتبر جزء ذاته.

والخطأ الوارد فی قضیة صناعة الساعة هو أنّ الصانع لم یصنع قط موادها الأصلیة، بل رتبها بهذا الشکل، ولو کان صانعها الأصلی الذی أوجدها من العدم لزالت هذه المواد بزواله، وقس على ذلک البناء والمعمار فهما لیسا صانعی مواد البناء، وإلاّ لزالت بزوالهما. ولو أردنا شرح الموضوع على أساس فلسفی لقلنا: إنّ العالم ممکن الوجود لا واجب الوجود ; وعلیه فممکن الوجود یحتاج إلى واجب الوجود فی حدوثه وبقائه، ولو استغنی فی بقائه لأصبح واجب الوجود، بینما یستحیل تبدل «ممکن الوجود» إلى «واجب الوجود».

 

18-کیف یکون تعدد الالهة مدعاة لفساد الخلق ؟1-کیف یتکیف القانون الإسلامی الثابت مع العالم المتطور؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma