39-هل ینسجم معراج النبی(صلى الله علیه وآله) مع العلم؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
38-لماذا وصف الله نفسه بربِّ الشِعرى؟1-ما أسباب تقدم المسلمین سابقاً وتخلفهم حدیثاً؟

قلَّ من لم یسمع کلاماً بشأن معراج النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) ویتساءل عن صحة هذه القضیة وبالتالی تفاصیلها وجزئیاتها. وربّما تبقى بعض هذه الأسئلة دون جواب ولا یظفرون بایضاحات قانعة، وبعض یعتبرها ضرباً من الخرافات، وأخیراً ینظر إلیها البعض الآخر بعین الشک والریبة.

أسئلة ضروریة:

1 ـ هل هنالک حقّاً بعض الأدلة فی الآیات القرآنیة والروائیة وأقوال الأعلام على مسألة المعراج، أم أنّها وردت فی کتب وأخبار ضعیفة تفتقر إلى الاعتبار العلمی والمنطقی.

2 ـ لو أیّدت الأدلة القطعیة هذه المسألة، فهل یعنی ذلک عروج النبی(صلى الله علیه وآله) إلى السماء بهذا البدن، أم أنّه حصل فی عالم الرؤیا وبعبارة أخرى أکان المعراج بالروح أم بالبدن؟(1)

3 ـ ما هی الوسیلة التی تمّت بواسطتها هذه المسألة، ولم تکن وسائل الرحلات الفضائیة السائدة الیوم موجودة آنذاک.

وبغض النظر عن ذلک لو حصلت تلک الرحلة إلى جمیع أنحاء السماء لواجهتنا مشکلة کبرى من حیث «الزمان»، فالمعراج کان یتطلب زماناً لا ینسجم مع ما ذکر بشأنه، بل تستحیل على مستوى عمر النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله).

4 ـ ناهیک عمّا سبق، یرد السؤال آخر: ما المراد من المعراج وما تتضمنه الرحلات الفضائیة من صعوبات؟

الأجوبة:

القرآن والمعراج:

1 ـ قالت الآیة الأولى من سورة الإسراء: (سُبْحَانَ الَّذِی أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَیْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الاَْقْصَا الَّذِی بَارَکْنَا حَوْلَهُ لِنُرِیَهُ مِنْ آیَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ )، فإشارت إلى «مقدمة المعراج» أی الحرکة من مکة إلى بیت المقدس ولم تتطرق إلى رحلته إلى السماء.

ویستفاد من ذلک أنّ السیر المذکور کان من المسجد الحرام وقد وقع فی لیلة واحدة والهدف رؤیة آیات العظمة الإلهیّة. وظاهر الآیة أنّه وقع فی الیقظة لا فی النوم; لأنّ مفهوم العبارة «أسرى بعبده» أنّ الله هو الذی ساقه لتلک الرحلة، بالإضافة إلى ما یؤید اهمیة الموضوع استهلال الآیة بکلمة «سبحان»; فالقضیة لو حصلت فی النوم لما تطلبت التعبیر بتلک الکلمة.

2 ـ وردت فی الآیة 13 ـ 18 من سورة النجم: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ یَغْشَى السِّدْرَةَ مَا یَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آیَاتِ رَبِّهِ الْکُبْرَى). ورغم أنّ الآیات لم تتضمن تصریحاً بالمعراج ووقوع مشاهدة هذه الایات فی السماوات، لکن القرائن الموجودة تشهد أنّها وقعت حین المعراج; ومنها حصول اللقاء عند السدرة، ومن هنا اعتبر مفسّرو الفریقین الآیات واردة فی المعراج. کما أنّ لهذه الآیات ظهور فی أنّ الحادثة کانت فی الیقظة، والآیة (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) شاهد آخر على هذا الموضوع. کما أجملت الآیة: (لَقَدْ رَأَى مِنْ آیَاتِ رَبِّهِ الْکُبْرَى) هدف المعراج فی رؤیة آثار عظمة الله وآیاته فی العالم العلوی.

وبالطبع هنالک الکثیر من الکلام فی تفسیر هذه الآیات وخلاصة ما ذکرناه سابقاً. ویفهم ممّا ذکر أنّ موضوع المعراج کان مجملا فی القرآن الکریم.

العراج والروایات:

یستفاد من مصادر التفسیر والحدیث والعقائد أنّ الاعتقاد بالمعراج وخلافاً لما یظنّه البعض لا یقتصر على طائفة من المسلمین، بل یشمل جمهور المسلمین مع بعض الفوارق کما سیرد لاحقاً.

فقد وردت عدّة روایات عن الفریقین بهذا الخصوص لا یسعنا ذکرها جمیعاً، والمهم إجماع أغلب العلماء على تواترها أو شهرتها. وإلیک نماذج من ذلک:

1 ـ قال المفسّر والفقیه الکبیر الشیخ الطوسی(رحمه الله) صاحب «تفسیر التبیان» فی ذیل الآیة الأولى من سورة الأسراء: «إنّ علماء الشیعة یعتقدون أنّ الله أسرى بنبیّه فی تلک اللیلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وعرج به إلى السماء لیریه آیاته، وکان ذلک فی الیقظة لا المنام، إلاّ أنّ القرآن اقتصر على الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وغیره من الأخبار».

ورغم نسبة جانب من المعراج إلى القرآن وما بعده للأخبار، إلاّ أنّ ما ذکره فی تفسیر الآیات الست من سورة النجم تنطبق على الجانب الآخر من المعراج، وکأنّه غیّر رأیه السابق ونسبه إلى القرآن أیضاً، لکنه اعتبر دلالة الأخبار قطعیة بهذا الخصوص.

2 ـ وقال المفسر الکبیر المرحوم الطبرسی صاحب «مجمع البیان» فی تفسیر ذیل الآیات الواردة فی سورة النجم:

«ظاهر مذهب الأصحاب والمشهور فی أخبارنا أنّ الله أسرى بالنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)بهذا البدن وفی الیقظة وعرج به إلى السماء وهذه عقیدة أغلب المفسرین».

3 ـ وذکر المحدّث الشهیر العلاّمة المجلسی فی الجزء السادس من بحار الأنوار:

«إنّ إسراء النبی من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ممّا دلت علیه الآیات وأحادیث الفریقین المتواترة، وانکار أمثال هذه الأمور أو تأویلها وتفسیرها بالمعراج الروحی أو النوم ناشئ من عدم الوقوف على أخبار أئمّة الهدى أو ضعف الیقین...».

وثم أضاف: «لو أردنا جمع الأخبار الواردة بهذا الشأن لتطلبت کتاباً کبیراً».

ثم روى أکثر من مائة حدیث بهذا الخصوص وردت أغلبها فی کتاب الکافی الذی یعدّ من مصادر الشیعة المعتبرة. کما ذهب علماء العامة والمفسرون والمحدثون إلى أنّ أحادیث المعراج من الأحادیث المشهورة. وفی الختام یبدو من الضروری ذکر هذه النقطة ـ بغیة إیضاح المسار التاریخی لهذه المسألة بین المسلمین على الصعید الروائی ونظرة علماء الإسلام ـ وهی أنّ صاحب «مجمع البیان» قال: الأحادیث الواردة فی المعراج أربعة طوائف:

1 ـ الروایات القطعیة التواتر (کأصل موضوع المعراج).

2 ـ الروایات التی لا تمتنع عقلیاً ونقلیاً (کمشاهدة آیات عظمة الله فی السماء).

3 ـ الظاهرات الشاذة الظاهر، ولکن یمکن توجیهها وتفسیرها.

4 ـ الروایات الباطلة التی یتضح وضعها وبطلانها.

وکما صرّح هؤلاء العلماء فإنّ قبول مسألة المعراج لا تعنی التسلیم بکل خبر ورد فی کل کتاب، ذلک لأنّ المعراج کسائر المسائل لم یسلم من التحریف والوضع; وعلیه فلابدّ من تمییز غث الأخبار من سمینها من خلال العقل والنقل فی التعامل مع هذه الأحادیث. وهذا خلاصة الکلام بشأن المعراج على ضوء الأدلة النقلیة.

المعراج والعلوم:

لابدّ من طرح بعض الأسئلة والرد علیها لرفع الشبهات کافّة:

1 ـ هل المعراج یعنی السیر فی السماء، وبعبارة أخرى هل یرى العلم من إمکانیة للرحلات الفضائیة الواسعة؟

2 ـ ما الوسائل اللازمة إن کان ممکناً؟

3 ـ ما الزمان اللازم للقیام بهذه الرحلات؟

جواب العلم عن الالسؤال الأول بالإیجاب، فالرحلة الفضائیة لیست ممکنة فحسب، بل أصبحت أغلبها عملیة الیوم. فلم یعد الیوم من إمکانیة لسماع نظریة بطلیموس التی ترى سیر الإنسان فی السماء یوجب خرق العادة والتئام الأفلاک. فالصواریخ العابرة للفضاء ـ وبعضها برکاب وأخرى دونهم ـ قد شقت عنان السماء لتبلغ کوکب الزهرة الواقع فی الفلک الثالث فی هیئة بطلیموس، ولم یحدث محال عقلی ولا خرق ولا التئام.

صحیح أنّ هذا التقدم لا یعدّ شیئاً إزاء الکواکب ومسافاتها العجیبة، لکنّه أخرج الموضوع من الاستحالة العقلیة والعملیة، وکما قیل فإنّ وقوع موضوع دلیل على إمکانه... هذا ما یتعلق بالالسؤال الأول.

وأمّا الالسؤال الثانی فلابدّ من الإذعان بأنّ الرحلة الفضائیة تتطلب عدّة رسائل للتغلب على العراقیل التی تعترض هذا السبیل. ولعل أهم هذه العراقیل.

1 ـ الجاذبیة الأرضیة التی ینبغی التغلب علیها ببعض الوسائل. وقد أثبت العلماء بواسطة بعض الحسابات أنّ ذلک یتطلب وسیلة لا تقل سرعتها عن أربعین کیلومتر فی الساعة، وبعبارة أخرى، 2/11 کیلومتر فی الثانیة. فلو منحت سفینة فضائیة مثل هذه السرعة لاخترقت الجاذبیة وشقت طریقها نحو المنظومة الشمسیة. ویبدو الحصول على هذه السرعة ممکناً، لکنه صعب وشاق.

2 ـ إنعدام الهواء فی الوسط الخارج عن الجو.

فهنالک طبقة من الجو وبغض النظر عن بضع کیلومترات مجاورة للأرض والتی تحتوی على أوکسجین یمکن التنفس فیها، بینما یتعذر التنفس فی سائر الطبقات الأخرى ولو ارتفع الإنسان فی أعالی الجو لاختنق بسبب قلّة الأوکسجین. وقد أثبتت التجربة أنّ الإنسان

العادی یغیب عن الوعی خلال ثوان فی فاصلة 15 کیلومتر عن سطح الأرض ویموت إن لم یسعف، ومن هنا یحمل رواد الفضاء مقداراً من الأوکسجین فی رحلاتهم الفضائیة.

3 ـ الحرارة والبرودة القاتلة فی الفضاء، أی عدم تعرض الجسم للحرارة یجعله بارداً جدّاً. ذلک لعدم وجود الهواء هناک لیوازن الحرارة المحرقة ویختزن قسماً منها.

4 ـ الأشعة الخطیرة خارج الجو، کالأشعة البنفسجیة واشعة X والاشعة الخارقة(2) ولو تعرض الجسم لهذه الاشعاعات مدّة زمینة قصیرة إختلت أجهزته، وحیث تتواجد بکثرة فی الفضاء فهی ممیتة وقاتلة.

5 ـ أجسام الشهب الکثیرة والتی تنطلق بسرعة عالیة فی الفضاء ولعل ارتطام إحدى ذراتها الصغیرة بجسم الإنسان أعظم خطورة من إطلاقة البندقیة مع علمنا بأنّ تأثیر الجسم یتناسب طردیاً مع سرعته، ومن هنا یتمّ التعرف على مدى تأثیر الإطلاقة من خلال سرعتها لا مادتها وشکلها. وطریقة مقاومة هذه الأجسام بنسبة معینة للسفینة الفضائیة وألبسة خاصة یمکنها المقاومة للأجسام.

6 ـ إنعدام الوزن، فنحن نعلم بأنّ الجاذبیة تتناسب عکسیاً مع مربع المسافة، أی لو کانت مسافة الجسم عن مرکز الأرض ضعفین لقلّ وزنه إلى الربع، فالوزن هو تأثیر الجاذبیة على بدن الإنسان أو سائر الأجسام، وهکذا یقلّ وزن جسم الإنسان حتى یصل إلى الصفر، ورائد الفضاء یشعر بإنعدام الوزن تماماً، بالإضافة إلى أنّ السرعة إحدى عوامل إنعدام الوزن. والعوارض الناشئة من إنعدام الوزن صعبة التحمل رغم عدم خطورتها، ویضطر رواد الفضاء لممارسة مختلف التمارین الشاقة بغیة التغلب على هذه المشکلة.

هذه مختلف المواقع التی تعترض الرحلات الفضائیة، ولکن کما قیل فإنّها لا تحیل الرحلة الفضائیة إلى الاستحالة، بل یمکن التغلب علیها ببعض الوسائل، والإنسان ظفر الیوم ببعض الوسائل. ولکن لا ینبغی اعتبار الأمر متقصر علیها، بل هنالک العدید من الوسائل التی من شأنها القضاء على هذه الموانع. هذا بشأن الرحلات الفضائیة البشریة الیوم،أمّا بشأن معراج النبی(صلى الله علیه وآله) فلابدّ من القول:

إنّنا نعلم بأنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) لم یسلک هذا الأمر بالوسائل العادیة، بل انطلق من خلال قوّة عظیمة من عالم ماوراء الطبیعة، فطوى هذا الطریق بوسیلة مجهزة، ولیست هنالک من مشکلة بهذا الخصوص. فهل هنالک من مؤمن بقدرة الله المطلقة (طبعاً المراد بهذا الکلام الموحدون) یسعه انکار عدم وجود أی مانع إزاء قدرة الله فقد زوّد نبیّه بوسیلة معینة خارجة عن نطاق فکرنا لینطلق إلى السماء ویرى عجائب الخلقة؟!

المعراج والزمان:

طبعاً یعدّ هذا الموضوع مشکلة کبرى فی المعراج (وخلال لیلة واحدة). ولکن هنالک حلاّن لهذه المشکلة:

1 ـ ربّما حصل المعراج داخل المنظومة الشمسیة فقط، لأنّ الإشکال المذکور یکون وارداً إن اعتبرنا المعراج خارج المنظومة الشمسیة، والحال لیس لدینا دلیل قاطع على هذا الموضوع. فلا مانع من حصول هذه الرحلة داخل المنظومة الشمسیة، وعلیه لا یرد أی إشکال على هذه القضیة. فأبعد سیارة فی المنظومة الشمسیة التی ترى بالعین المجردة «زحل» والمسماة سابقاً السماء السابعة (لانها تبعد عنا أکثر من عطارد والزهرة والمریخ والمشتری والشمس).

فهی تبعد عنا أکثر قلیلا من 1400 ملیون کیلومتر. وهذه المسافة بالنسبة لوسیلة أسرع من حرکة الضوء قصیرة وتتم بمدة قصیرة جدّاً.

وعلیه فمشکلة الزمان محلولة داخل کرات المنظومة الشمسیة ولا یتعارض ذلک مع نظریات علم الفیزیاء، واطلاق السموات على کرات المنظومة الشمسیة تعبیر عادی، ذلک لأنّ أحد معانی السموات کرات المنظومة الشمسیة، والطریف أنّ روایات الفریقین تحدثت عن الوسیلة التی حملت النبی إلى السماء وأسمتها «البراق» من مادة برق التی قال فیها المحدثون: لعل سرعتها وحرکتها کالبرق هو الذی یقف وراء تسمیتها.

والأطرف من ذلک ما ورد فی بعض الروایات بشأن هذه الوسیلة أنّ «خطاه مد بصره» حیث یستفاد أنّ سرعته کانت کسرعة الضوء، ذلک لأنّ رؤیة الأشیاء تتمّ بواسطة الضوء، والطول الزمانی لرؤیة کل شیء تساوی سرعة ضوئه.

2 ـ سرعة الضوء لیست أعظم سرعة.

تفید دراسات العلماء المعاصرین عدم صحة النظریة التی تزعم عدم وجود سرعة تفوق سرعة الضوء مهما کانت الظروف، بل هنالک مثل هذه السرعة التی تفوق سرعة الضوء (لابدّ من الدقة).

ومنها أنّ البعض یعتقد بأنّ امواج الجاذبیة لا تحتاج فی حرکتها إلى الزمان مطلقاً، بل تخترق العالم خلال لحظة.

قال العالم «جیور جیو»: «... ولکن هنالک سرعة آنیة وتؤثر فی لحظة من جهة هذا العالم لأخرى وهی سرعة أمواج الجاذبیة، ولو انفصل فی هذه اللحظة نهایة عالم مجرة تضم عشرات ملایین الشموس وتبدلت إلى أمواج فستقوم الجاذبیة بردة فعل فی نفس هذه اللحظة لإعادة توازن العالم، ولو لم یکن الأمر کذلک، لتفککت تلک المجرّة آنذاک وتبدلت إلى أمواج تقضی على عالم الشمس».

وکما نلاحظ فالبحث هنا عن سرعة تفوق سرعة الضوء بشأن المجرات، وهذا یکشف عن عدم قطعیة السرعة النهائیة للضوء، وقد یتضح مستقبلا على ضوء بعض الاختراعات بحیث یمکن لجسم ترابی فی ظروف معینة (لا فی ظل أیة ظروف) أن یسیر بسرعة تفوق الضوء، فتحل مشکلة الزمان فی مسألة المعراج وإن کان خارج المنظومة الشمسیة، ولیس هنالک من محذور علمی فی معراج النبی(علیه السلام) إلى السماء خلال لیلة واحدة.

علّة المعراج:

لم یسلم المعراج للأسف کسائر المسائل التاریخیة الصحیحة من الخرافات، لیبدو مستهجناً لدى أولئک الذین لیس لهم رصید من المطالعات والتحقیقات. فالقرآن یکشف هذه الحقیقة بصفته أفضل سند حی بعید عن التحریف لإدراک هدف هذا المعراج والحقائق الإسلامیة کافّة. ولنا أن نستنبط هدف المعراج من القرآن والذی ینسجم مع مبادئ العلم والمنطق. ورغم أنّ الآیات المتعلقة بالمعراج لا تبلغ عشرة، إلاّ أنّ اثنتین منها وضحت الهدف:

فالآیة الأولى من سورة الأسراء صرحت قائلة: (سُبْحَانَ الَّذِی أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَیْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الاَْقْصَا الَّذِی بَارَکْنَا حَوْلَهُ لِنُرِیَهُ مِنْ آیَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ ).

فالهدف من المعراج فی هذه الآیة رؤیة آثار وآیات عظمة الله فی العالم العلوی. وصرحت الآیة 18 من سورة النجم قائلة (لَقَدْ رَأَى مِنْ آیَاتِ رَبِّهِ الْکُبْرَى) ویفهم من الآیتین أنّ هدف المعراج لم یکن التطلع إلى سلطة الله أو سماع صوت قلمه أو مشاهدة جماله! فنحن المسلمون لا نعتقد بوجود موضع معین لله، فهو فی کل مکان (فَأَیْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ)(3)، (وَسِعَ کُرْسِیُّهُ السَّمَوَاتِ وَالاَْرْضَ...)(4) والمراد بالکرسی سعة عالم الخلق.(5) وعلیه فالمراد من المعراج رؤیة آثار عظمة الله فی العالم العلوی لیزداد قلب النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) بصیرة وفکره اتساعاً واستعداداً لزعامة وهدایة الخلق إلى الله فی ظل مشاهدة هذه الآثار المذهلة(6).


1. تجدر الإشارة إلى تعذر تفسیر المعراج الروحی سوى بالنوم وما أشبه ذلک، لأنّ المعراج الروحی لو عنى انفصال الروح بصورة مطلقة عن البدن لکان ذلک الموت.
2. تنبعث الأشعة فوق البنفسجة وأشعة إکس من الشمس، إلاّ أنّ مصدر الأشعة الأخیرة ما زال مجهولا، فهی تیارات من اجزاء الحمل الألکترونیة التی انتشرت فی الفضاء بواسطة مصادر غیر معروفة.
3. سورة البقرة، الآیة 115.
4. سورة البقرة، الآیة 255.
5. کما یعتقد البعض أنّ المراد من العرش ما وراء عالم المادة.
6. هذا البحث اقتباس من کتاب «المعراج وشق القمر والعبادة فی القطبین» بتصرف.

 

38-لماذا وصف الله نفسه بربِّ الشِعرى؟1-ما أسباب تقدم المسلمین سابقاً وتخلفهم حدیثاً؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma