3-لماذا نقلد فی المسائل الدینیة؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
2-کیف نتعامل مع فلسفة الأحکام4-لماذا نعبد الله-ما فلسفة الصلاة والصوم والحج؟

یفتح الإنسان عینه على هذا العالم ولا یعلم شیئاً، فیضطر إلى الاستفادة من تجارب الآخرین ویغترف من علومهم ومعارفهم، ذلک لأنّه بحاجة إلى هذا العلم فی مسیرته الشائکة فی هذه الحیاة.

ولعل الحیاة تقوم على أساس محورین; العلم والعمل، والعمل یحتاج إلى العلم، وعلیه فالخطوة الأولى تبدأ بالعلم. وهنا یستمد الإنسان من إحدى غرائزه والتی تکشف له طریق الکمال والسعادة وهی غریزة «الاقتباس» و«التقلید» یتعلم من والدیه شیئاً فشیئاً النطق وآداب الجلوس والقیام ویطوی کل یوم مرحلة من مراحل الحیاة وینفتح کل یوم على العلوم والمعارف وأفکار الآخرین لیتعرف على موجودات هذا العالم ویقف على وظائفه. لکن لابدّ من الإلتفات إلى أنّ التقلید لأفکار الآخرین بصورة کلیة لیس صحیحاً، بل للتقلید أقسام هی:

1 ـ تقلید الجاهل للجاهل

من الواضح أنّ هذا التقلید بغض النظر عن عدم إیصاله الإنسان إلى السعادة، فهو یهوی به إلى البؤس والشقاء، والمؤسف أنّ فی مجتمعنا العدید من الأفراد الذین یقلدون سائر الأُمم فی أخلاقها بصورة عمیاء. فهم یقلدونهم فی إرتداء الثیاب وتناول الأطعمة وتسمیة الأولاد

و... بالإضافة إلى اتباعهم فی إشاعة الفواحش والمنکرات وأسلوب التفکیر والإعتقاد تحت مسمیات شتى.

وقد وردت عدّة آیات فی ذمّ هذا النوع من التقلید، ومنها ما قاله الوثنیون لرسلهم: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّة وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ)(1).

2 ـ تقلید العالم للجاهل

وواضح أنّ هذا القسم أسوأ من سابقه وأخطر، ذلک لأنّ العالم یجب أن ینطلق من علمه لیعمل بوظیفته وهذا أقبح تقلید بأن یتخلى العالم عن علمه ویتبع الآخرین.

3 ـ تقلید العالم للعالم

طبعاً لا ینبغی أن یقلد العالم آخر مثله فی العلم وینبغی علیه العمل بعلمه، ومن هنا ذکر الفقهاء، إن بلغ العالم الاجتهاد یعمل باجتهاده. ولذلک یکتبون فی إجازات الاجتهاد «یحرم علیه التقلید» ولابدّ أن یعمل حسب رأیه، وبالطبع هذا لا یتنافى مع استشارته لسائر العلماء فی المسائل العلمیة، بل المراد استقلالیة العالم فی القرار وعدم الاستسلام لآراء الآخرین دون تریث.

4 ـ تقلید الجاهل للعالم

هذا القسم من التقلید ما تقتضیه الفطرة والعقل والمنطق السلیم، وعلى أساس هذا العقل والمنطق تذهب إلى المعمار فی بناء عمارة وإلى الخیاط لخیاطة الملابس وإلى الطبیب حین المرض. والخلاصة فإنّ العقل والمنطق والفطرة یرشدنا إلى کل مختص بمجاله. وهذا هو المنطق الذی یدعونا للرجوع إلى الفقهاء لتقلیدهم فی الأحکام الشرعیة. الفقهاء الذین أجهدوا أنفسهم لسنوات فی کسب العلوم والمعارف حتى نالوا مرتبة الاجتهاد، أی أصبحت لدیهم القدرة على استنباط الأحکام الشرعیة وتزوید الناس بها. وهم الفقهاء المنصبون من قبل أئمّة الدین بغیة ضمان سعادة الناس وفلاحهم.

جدیر بالذکر، للعلوم البشریة عدّة فروع، وربّما ینبغ العالم فی فروع دون أن یعلم شیئاً عن فرع آخر، وعلیه لابدّ له من الرجوع فی ذلک الفرع إلى المختص به. فالطبیب أو المهندس البارع فی تخصصه، ربّما یرد منطقة ویبحث عن زقاق فلا یجده فینبغی أن یسأل الآخرین لیدلّوه علیه. أو مثلاً، یمرض شخص مختص بعلم الفلک، فلابدّ له من مراجعة الطبیب، کما یجب علیه إمتثال أوامر الطبیب دون نقاش. ویتضح مما سبق علیة ضرورة تبعیة الناس للمجتهد، ذلک لأنّ المجتهد متخصص فی عدّة علوم أساسیة فی الاجتهاد والفقاهة من قبیل الصرف والنحو واللغة والکلام والمنطق والتفسیر والرجال والدرایة والحدیث والأصول والفقه. ولعلک ترى کتاباً صغیراً یسمى (الرسالة العملیة) ولا تدری أنّ هذه الرسالة حصیلة عمر الفقیه وقد سطرها بجهود جبارة ومعاناة شاقة ووضعها تحت تصرف الأمّة. فالاجتهاد لیس قضیة سهلة، بل الاجتهاد یعنی المعرفة بالأحکام السماویة کافّة ذات التأثیر المباشر على الحیاة الفردیة والاجتماعیة.

الشیخ مرتضى الأنصاری(رحمه الله) الذی یعتبر أحد العظماء ومن مفاخر مراجع مدرسة الإسلامیة یقول فی کتابه (الرسائل) بشأن الاجتهاد: «رزقنا الله الاجتهاد الذی هو أشدّ من طول الجهاد».

یذکر أنّ تقلید المجتهد یختص بالفروع لا الأصول، بعبارة أخرى، لابدّ أن یقف المکلّف بنفسه على دلیل معرفة الله سبحانه والنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) لأنّها من أصول الدین، ولکن بعد قبول هذه الأصول على أساس الدلیل والمنطق یأتی دور الفروع وعلیه أن یرجع إلى المتخصصین بالعلوم الدینیة، حیث یتعذر علیه إدراک المصادر الدینیة کالقرآن والحدیث وسائر المصادر.

کما أنّ تقلید المجتهدین لا یصح فی المسائل الإسلامیة القطعیة کوجوب الصلاة والحج والأمر بالمعروف والنهی عن المنکر وحرمة الکذب والخیانة وشرب الخمر والقمار، ذلک لأنّها من الأمور المعلومة للجمیع ولا تحتاج إلى تقلید، وعلیه فالتقلید یقتصر على الأحکام الفرعیة غیر القطعیة.


1. سورة الزخرف، الآیة 23.

 

2-کیف نتعامل مع فلسفة الأحکام4-لماذا نعبد الله-ما فلسفة الصلاة والصوم والحج؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma