1- هل الأدیان الأخرى حق؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
72-هل إعانة الفقیر دلالة على ضرورة الفقر؟ما علة طلب الهدى إلى الصراط المستقیم؟

السؤال:

إنّ الإسلام نسخ سائر الأدیان فما معنى تصریح بعض الآیات القرآنیة من أنّ الأفراد أو المجتمعات والأقوام الیهودیة والنصرانیة والصابئة والمجوس إن آمنوا بالله وعملوا صالحاً فلا خوف علیهم یوم القیامة ولا هم یحزنون. أفلا تفید هذه الآیات أنّ تلک الأدیان حقّة ولم تنسخ من قبل الإسلام؟

الجواب:

نشیر إلى الآیات الشریفة الواردة بهذا الشأن قبل الجواب:

1 ـ (إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَالَّذِینَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِینَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْیَوْمِ الاْخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلاَ هُمْ یَحْزَنُونَ)(1).

2 ـ (إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَالَّذِینَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْیَوْمِ الاْخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَلاَ هُمْ یَحْزَنُونَ)(2).

 

3 ـ (إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَالَّذِینَ هَادُوا وَالصَّابِئِینَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِینَ أَشْرَکُوا إِنَّ اللهَ یَفْصِلُ بَیْنَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِنَّ اللهَ عَلَى کُلِّ شَیْء شَهِیدٌ)(3).

ربّما یتصور بادئ الأمر أنّ هذه الآیات تقول إنّ أتباع أیِّ من الأدیان السابقة إن کان ممن آمن وعمل صالحاً فهو ناج یوم القیامة وبالتالی فإنّ الأدیان السابقة لیست منسوخة، وکل دین سبیل إلى الله والإنسان مخیّر بانتخاب أیِّ سبیل ولا ضرورة للاقتصار على الإسلام. وهذا الموضوع ورد کراراً ممن لم یقفوا على حقیقة القرآن الکریم.

لابدّ من الإلتفات إلى أنّ تفسیر أیة لا یتمّ بمعزل عن سائر الآیات، بل من تأمل الآیات السابقة واللاحقة للآیة المراد الوقوف على مفهومها بالإضافة إلى سبب النزول.

وکان اتباع سائر الادیان التی ظهرت بعدالاسلام طبیعیاً، اضف الى ذلک لم یکن من المناسب الاصطلاح على التشریع الاخر باسم الاسلام، والا لما صح ان یکتب النبی(صلى الله علیه وآله)کتبه الى زعماء و رؤساء کافة الاسم ویدعوهم لدینه، على ان دینه دین عالمی و شریعته الخاتمة.

ورسائل النبی(صلى الله علیه وآله) وجهاد المسلمین لأهل الکتاب وروایات الأئمّة الأطهار(علیهم السلام)تشیر جمیعاً إلى نهایة الأدیان إثر انبثاق الدعوة الإسلامیة ولم تکن من نبوة سوى نبوة الخاتم محمد(صلى الله علیه وآله).

وما هو هدف الآیة:

تشیر الآیات السابقة إلى حقیقتین: إجمالیة ومفصلة:

1 ـ لو کان الیهود والنصارى یؤمنون حقاً بالله والیوم الآخر، ولایقتصرون على الظاهر اذن ینبغی إیمانهم بالنبی(صلى الله علیه وآله) على ضوء التوراة والانجیل وسائر الکتب السماویة، لأن هذه الکتب بشرت بنبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) وأشارت إلى خصائصه بحیث یعرفونه کما یعرفون أبناءهم(4).

وقد بیّن القرآن الکریم ذلک فقال: (قُلْ یَا أَهْلَ الْکِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَیْء حَتَّى تُقِیمُوا التَّوْرَاةَ وَالاِْنجِیلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَیْکُمْ مِنْ رَبِّکُمْ)(5).

طبعاً المراد من إقامة هذه الکتب العمل بمضامینها، واحد مضامینها نبوة محمد(صلى الله علیه وآله)ورسالته العالمیة والتی وردت فی هذه الکتب وأشار لها القرآن مراراً. فلو کان هؤلاء یؤمنون حقاً بالله ویوم القیامة، یجب علیهم الإیمان برسالة النبی التی تشکل أحد تعالیم العهدین، وسیکونون على هذا الأساس مسلمین ومأجورین قطعاً.

2 ـ یتضح من خلال الآیات التی سبقت هذه الآیة فی سورة البقرة أنّها ترتبط بطائفة من أهل الکتاب التی آمنت بالله والیوم الآخر على عهد سابق الأنبیاء وکانوا یلتزمون بأحکام دینهم آنذاک، وبالمقابل کانت هنالک طائفة أخرى حادت عن التوحید وعبدت العجل حتى قالوا لموسى(علیه السلام) صراحة: لن نعبد الله ما لم نره. فکان حالهم حسب ما ورد فی القرآن (وَضُرِبَتْ عَلَیْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْکَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَب مِّنَ اللهِ ذَلِکَ بِأَنَّهُمْ کَانُوا یَکْفُرُونَ بِآیَاتِ اللهِ وَیَقْتُلُونَ النَّبِیِّینَ بِغَیْرِ الْحَقِّ)(6).

فقد وردت الآیات المذکورة بغیة التمییز بین الطائفتین من أهل الکتاب. وعلیه ستکون الآیة مختصة بتلک الطائفة من أهل الکتاب التی عاشت قبل بعثة النبی(صلى الله علیه وآله). ویؤید ذلک سبب نزولها، حیث کان المسلمون یفکرون فی مصیر الصلحاء من آبائهم وأجدادهم بعد أن ماتوا على دین آخر غیر الإسلام. فنزلت الآیة الشریفة لتعلن نجاة کل من آمن بالله والیوم الآخر ونبی زمانه و عمل صالحاً.

وقد تحدث سلمان إلى رسول الله(صلى الله علیه وآله)حین رآه عن صحبه من رهبان دیر الموصل، فالتفت إلیه البعض فقال: کان جمیعهم ینتظرون بعثتک لکنهم توفوا قبل أن تبعث. فقال أحدهم لسلمان، إنّهم فی النار، فشق ذلک على سلمان، فنزلت الآیة لتعلن عدم الخوف والحزن على من مات مؤمناً ولم یدرک دعوة النبی(صلى الله علیه وآله). والخلاصة فمن آمن على عهده فلا خوف علیه.

وعلیه فلا علاقة لهذه الآیة ببعض الافکار الخاطئة من قبیل صلاح أتباع الدیانات کافّة، ولا یکشف هذا التفسیر إلاّ عن جهل بالقرآن وبغض النظر عن ذلک فلیس للآیة 17 من سورة الحج ادنى علاقة بمدّعاهم ومفادها أنّ الله سیقضی یوم القیامة بین جمیع الأمم ولا یعنی هذا فلاح الجمیع(7).


1. سورة البقرة، الآیة 62.
2. سورة المائدة، الآیة 69.
3. سورة الحج، الآیة 17.
4. راجع سورة البقرة، الآیة 146; وسورة الانعام، الآیة 20.
5. سورة المائدة، الآیة 68.
6. سورة البقرة، الآیة 61.
7. راجع تفسیر الامثل، ذیل الآیة المذکورة.

 

72-هل إعانة الفقیر دلالة على ضرورة الفقر؟ما علة طلب الهدى إلى الصراط المستقیم؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma