13-هل یشبه دعاء الندبة عقائد الکیسانیة؟!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
12-فلسفة غیبة المهدی(علیه السلام)14-الإسلام والشفاعة

السوال:

قرأنا فی کتاب أنّ فی دعاء الندبة عبارات لا تنسجم مع عقائد الشیعة الإمامیة وتشبه عقائد الفرق الکیسانیة. وإلیک العبارة الواردة فی الکتاب: أشیر فی دعاء الندبة إلى هذه المسألة حیث یسأل: «لیت شعری این استقر بک النوى، بل أی أرض تقلک أو ثرى؟ أبرضوى أم ذی طوى...؟». لا أدری لماذا یبحث هذا الدعاء الذی یقرأ الیوم فی أغلب المحافل الدینیة ویخاطب فیه إمام الزمان «و قد شاع کثیراً فی السنوات الاخیرة و شکلت حلقات خاصة لهذا الامر» فلماذا یطلب المهدی فی ذی طوى ورضوى الذی یعتبر موضوع محمد بن الحنفیة (إمام زمان الفرقة الکیسانیة) حیث تعتقد هذه الفرقة أنّه غاب عن الأنظار فی هذا الجبل وسیظهر منه فیندبه أتباعه ویتضرعون عند هذا الجبل لیقوم بالأمر.

وبغض النظر عن عدم إرتباط قضیة المهدی(علیه السلام) بهذا الجبل سواء فی حیاته أو غیبته الصغرى أو الکبرى أو ما بعد الظهور، فإنّ غیبته لیست بمعنى لجوئه إلى مکان معین، بل له حضور فی کل مکان ونحن الذین لا نتعرف علیه، وبناء على ذلک فالالسوال عن مکانه الخفی لا ینسجم ظاهراً مع غیبة المهدی الموعود(علیه السلام) لدى الإمامیة والمطالعة الدقیقة لمتن دعاء الندبة الذی یذکر ائمتنا صراحة و حسب ترتیب اسمائهم، و بعدالامیر(علیه السلام) والحدیث عن

فضائله ومناقبه یخاطب فجأة ودون واسطة الامام الغائب، فیلح فی طرح هذا الالسوال. على کل حال نطرح هذا الالسوال کمطلب علمی فقط و لیس حکماً قطعیاً.

الجواب:

إنّ دعاء الندبة حقّاً من الأدعیة العمیقة والسامیة. فهو غایة فی الفصاحة والبلاغة من حیث المضمون فلابدّ من القول أنّه دعاء علمی وثوری وعقائدی وسیاسی وفی نفس الوقت مفعم بالأحاسیس المرهفة، فإن أُدرکت مفاهیمه یمکن أن تلهم الأمّة مقومات المواجهة الاجتماعیة ومناهضة الظلم (طبعاً بشرط الإدراک، لا بصیغة التحذیر).

فقد استهل الدعاء بالإشارة إلى فلسفة بعثة الأنبیاء، ومن ثم إشارة عابرة إلى سیرتهم واختلاف درجاتهم، مروراً إلى فلسفة بعثة الأنبیاء، ومن ثم إشارة عابرة إلى سیرتهم واختلاف درجاتهم، مروراً بالترکیز على نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) وعظم منزلته، إلى الإسهاب فی إمامة وصی النبی(صلى الله علیه وآله) علی(علیه السلام) على ضوء الأدلة القاطعة والروایات والآیات المتفق علیها من قبل الفرق الإسلامیة کافّة، کما وردت الإشارة إلى أسباب قیام جماعة من الأمّة ضد أهل البیت(علیهم السلام) وبالتالی ما تعرضوا له من قتل ونفی ودعوة الأئمّة الواحد تلو الآخر، بحیث تشد القلوب نحو نهضة المهدی(علیه السلام)، ومن ثم یبدأ خطاب الإمام(علیه السلام) بسیاق یفیض بالحب والحنان والعواطف الإنسانیة، ویختتم الدعاء بشرح المشروع الإصلاحی والثوری للإمام(علیه السلام) وشیء من التضرع والاستغاثة. هذا من حیث مضامین الدعاء. أمّا ما تصوره البعض من أنّ هذا الدعاء یشبه عقائد الکیسانیة فمرفوض تماماً.

وهنا لابدّ من تسلیط الضوء على بعض خصائص الفرقة الکیسانیة، ومن ثم نرد من مضمون الدعاء على التصور السابق:

«الکیسانیة»: کما وردت فی بعض کتب العقائد والمذاهب، کانت فرقة شیعیة إمامیة، اعتقدت بامامة محمد بن الحنفیة بعد الإمام الحسین(علیه السلام)، وقیل سموا بالکیسانیة نسبة لأحد أنصار هذه الفرقة ویدعى «کیسان» الذی کان یزعم حبّ علی(علیه السلام)، وقیل إنّ کیسان أحد

ألقاب المختار بن أبی عبیدة أحد أتباع هذه الفرقة. ورغم تفرع هذه الفرقة، إلاّ أنّ الطائفة المشهورة منها تعتقد بأنّ محمد بن الحنفیة حی الآن ویعیش فی جبل «رضوى» أطراف المدینة، وهو المهدی الموعود.

وأنشد شاعرهم «کثیر» بهذا الشأن:

ألا إنّ الأئمّة من قریش *** وُلاةُ الحق أربعة سواءُ

علیٌّ والثلاثة من بنیه *** هم الأسباط لیس بهم خفاءُ

وسبط لا یذوق الموت حتى *** یقود الخیل یقدمها الولاءُ

یُغیّب لا یُرى فیهم زماناً *** برضوى عنده عسل وماءُ

أشار الشاعر فی أبیاته إلى علی(علیه السلام) وأبنائه الثلاثة، ثم أشار إلى غیبة محمد الحنفیة فی جبل «رصوى». طبعاً أتباع هذه الفرقة الیوم قلائل، وغالباً ما نعثر على أسمائهم فی کتب تاریخ الأدیان. ونعود الآن إلى أصل الموضوع:

فدعاء الندبة یفند عقائد الکیسانیة وینسجم تماماً مع عقائد الشیعة الإمامیة:

1 ـ نقرأ فی ثلاث عبارات من دعاء الندبة بشأن نسب المهدی «عج»: «وابن خدیجة الغراء» و«ابن فاطمة الکبرى» و«جدته الصدیقة الکبرى فاطمة بنت محمد». فهو ابن خدیجة وفاطمة(علیها السلام). والحال لیست هنالک من نسبة لمحمد بن الحنفیة بخدیجة وفاطمة بنت النبی(صلى الله علیه وآله)، فأمّه «خولة الحنفیة بنت جعفر بن قیس، ولا رابطة لها بخدیجة أو فاطمة الزهراء(علیها السلام)». وعلیه فمن العجیب أن یُشبّه دعاء الندبة بعقائد الکیسانیة، ولو فرضنا الشبهة لکلمة «رضوى» ـ ولیس من شأنها إثارة شبهة کما سترى ـ فإنّ هذه العبارات الثلاث یمکنها آزالة أیّة شبهة.

2 ـ ورد فی هذا الدعاء بعد عبارة ابن أبناء الحسین «صالح بعد صالح وصادق بعد صادق، أین السبیل بعد السبیل، أین الخیرة بعد الخیرة، أین الشموس الطالعة، أین الأقمار المنیرة، أین الأنجم الزاهرة، أین أعلام الدین وقواعد العلم، أین بقیة الله...؟».

فهذه العبارات تقول صراحة إنّ بعد الإمام الحسین(علیه السلام) عدّة أئمّة سینهض الواحد تلو الآخر لإصلاح الأمّة والدعوة إلى الله وبسط العلم والمعرفة حتى یصل آخر حجة لیخاطب بصیغة المفرد. فهل هناک من شبه بعقائد الکیسانیة، الذین لا یرون لولد الحسین(علیه السلام)من مقام ولا یعترفون بامام بعد محمد بن الحنفیة؟

أوَلیسَ من العجب أن یقال انقطع الموضوع بعد ذکر ولایة علی(علیه السلام) وأغمض عن الأئمّة واقتصر الکلام على المهدی وهذا ینسجم مع عقائد الکیسانیة! أو لا تکفی هذه العبارات العشر المتسلسلة سائر الأئمّة کونها لا تصرح بأسماء الأئمّة(علیهم السلام)؟ وهل عشر عبارات قلیلة فی ردّ عقائد الکیسانیة؟!

3 ـ إننا نخاطب ولی العصر فی هذا الدعاء قائلین: «بنفسی أنت من مغیب لم یخل منّا، بنفسی أنت من نازح ما نزح عنّ» فنراه بیننا وقریب منّا، وهذا یشیر إلى أنّ غیبته لیست من قبیل وجود لا مرئی وغائب عن الأنظار فی مکان معین، بل یتردد بصورة غیر معروفة فی الأوساط دون أن یکون له مکان ثابت.

4 ـ اتضح ممّا ذکرنا أنّ فقرات هذا الدعاء تفند الواحدة تلو الأخرى العقائد الخرافیة للفرقة الکیسانیة، وتنطبق تماماً على عقائد الشیعة الإمامیة. ولا تبقى سوى کلمة «رضوى» فی إحدى عبارات الدعاء والتی تتضح من خلال الرجوع إلى المصادر الإسلامیة (لابدّ من التأمل).

توضیح ذلک: کتب صاحب معجم البلدان یاقوت الحموی: إنّ «رضوى... جبل فی أطراف المدینة ورضوی (على وزن رجبی) منسوب إلیه، وقال النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)بشأن هذا الجبل: رضوی جبل رضى الله عنه. ثم قال بعد أن ذکر سائر الجبال المقدسة: قال عرام بن أصبع السلمی: رضوی جبل یبعد مسیرة یوم عن ینبع وسبعة منازل عن المدینة وقد أخبرنی من سار إلى هذا الجبل أنّ فیه ماءً کثیراً ونخیلاً وهذا هو الجبل الذی تعتقد الکیسانیة: أنّ محمد بن الحنفیة مقیم فیه وهو حی». وأمّا «ذی طوى» الذی ورد بعد جبل رضوى فی دعاء الندبة، فأحد الجبال الواقعة أطراف مکة على طریق «تنعیم» ویبعد فرسخاً عن مکة وترى

منه بیوت مکة.

وجاء فی الخبر عن الإمام الباقر(علیه السلام): أنّ القائم(علیه السلام) یرد مکة عن طریق ذی طوى فیجتمع عند الکعبة بصحبه بعدد جنود بدر ومن هنالک یبدأ نهضته.

ونستنتج ممّا سبق أنّ رضوی جبل مقدّس وورد فی أحادیث النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله): «وقدسیة أرض أو جبل أو الحجر الأسود مثلا بسبب الأحداث المهمّة التی شهدها طیلة التاریخ ویرتبط بتضحیات أولیاء الله هناک».

وعلیه فإنّ جبل رضوی ورد فی أحادیث النبی(صلى الله علیه وآله) قبل أن یرد فی عقائد الکیسانیة. بل لعل اختیار الکیسانیة لهذا الجبل بغیة إضفاء القدسیة على عقائدهم الباطلة. وعلیه فإن وردت کلمة رضوى فی دعاء الندبة فلابدّ من إعادتها إلى جذورها الأصلیة فی أحادیث النبی(صلى الله علیه وآله) لا عقیدة الکیسانیة.

والشاهد الآخر على هذا الکلام ذکر جبل «ذی طوى» القریب من مکة; فلیس هنالک من علاقة لذی طوى بعقائد الکیسانیة، وبغض النظر عمّا سبق فإنّ کلمة «أم غیره» الواردة فی دعاء الندبة دلیل على أن لیس للمهدی «عج» من موضع خاص خلافاً لعقائد الکیسانیة ویتردد على بقاع العالم کافّة وعلى غرار جدّه النبی(صلى الله علیه وآله)الذی کان یتردد أحیاناً على جبل النور وغار حراء، وأحیاناً أخرى عند الکعبة وبین المسلمین فی مکة والمدینة; فالمهدی(علیه السلام)أحیاناً هنا وهناک وأخرى بیننا.

وأخیراً نأمل فی المستقبل ممن یحاول إثارة مثل هذه الشبهات فی أن یبدی حسن نیّته بالرجوع إلى المختصین بهذا الشأن ممن بذلوا فیه جهودهم فإن لم یتلقوا منهم الاجابات الشافیة، فلهم أن یثیروها بکل حریة، ولکن إن سمعوا أجوبتها فلا یمسّوا الرأی العام.

وهنا تجدر الإشارة إلى طبع کتیب هوجم فیه سند الدعاء ومتنه وهذا ما یثیر الدهشة. فقد أورد صاحب الکتیب بعض الإشکالات بأسلوب مستهجن لا یبدو أی منها صحیحاً، وحیث لا تتطلب بعض الأبحاث العلمیة فإننا نکتفی باستعراض نماذج منها.

الإشکال الأول على نص دعاء الندبة: لم ورد فی الدعاء بشأن إبراهیم(علیه السلام): «وسألک لسان صدق فی الآخرین فأجبته وجعلت ذلک علی» ثم أشکل بأنّ العبارة جعلت ذلک علیاً ولا تنسجم قط مع العبارة السابقة (وکأنّ المستشکل تصور أنّ المراد به علی(علیه السلام)). إلاّ أنّ معنى العبارتین یبدو واضحاً تماماً من خلال القرآن; فالقرآن یفید أن إبراهیم سأل الله تعالى: (وَاجْعَلْ لِی لِسَانَ صِدْق فِی الاْخِرِینَ)(1).

وقال فی موضع آخر بشأن إبراهیم وإسحاق ویعقوب: (وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْق عَلِیّاً)(2) والعبارة الواردة فی الدعاء تتضمن هاتین الآیتین. فما العیب فی هذا الاقتباس؟ وهل هنالک من مجال للإشکال؟

الإشکال الآخر على نص الدعاء: العبارة: «ثم جعلت أجر محمد صلواتک علیه وآله مودّتهم فی کتابک فقلت لا أسألکم علیه اجراً إلاّ المودة فی القربى»، تتناقض مع ما ورد فی القرآن (قُلْ لا أَسأَلُکُم عَلَیهِ أجراً)(3).

والطریف أن العبارة القادمة فی الدعاء ردت على هذا الإشکال بالآیة: «وقلت: (مَا سَأَلْتُکُمْ مِّنْ أَجْر فَهُوَ لَکُمْ)»(4); ذلک لأنّ مودة أهل البیت(علیهم السلام) وسیلة لکسب علومهم ومعارفهم وهداهم. فالواقع أنّ النبی(صلى الله علیه وآله) لم یسأل الناس أجراً على الرسالة وما سأله فنفعه لهم. وخلاصة القول إنّ متن الدعاء فصیح ولا محل لهذه الإشکالات.


1. سورة الشعراء، الآیة 84.
2. سورة مریم، الآیة 50.
3. سورة الشورى، الآیة 23 .
4. سورة سبأ، الآیة 47 .

 

12-فلسفة غیبة المهدی(علیه السلام)14-الإسلام والشفاعة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma