15-لماذا یحرم أبناء الزنا من بعض المناصب؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
14-ما فلسفة غسل المیت وغسل مسّ الأموات؟16-أضرار لحم الخنزیر

السوال:

إننا نعلم بأنّ الأبناء الذین یولدون من علاقات غیر شرعیة لیس لهم أی ذنب، مع ذلک ذمّت بعض الروایات الإسلامیة هؤلاء وحجرت علیهم بعض المناصب الاجتماعیة المهمّة کالقضاء وإمامة الجماعة والفتوى و... فکیف یتعرض شخص لکل هذا الذم وهو لم یرتکب أی ذنب ولمجرّد کون والدیه آثمین!

أضف إلى ذلک فإنّ البعض یقول إنّ هؤلاء الأفراد لا یدخلون الجنّة ولا ینعمون بالسعادة، فهل هذا الکلام صحیح، رغم إننا نعلم بأنّ الله حکیم ولا یحاسب أحداً بذنب آخر «ولا تزر وازرة وزر أخرى»؟

الجواب:

نورد بعض النقاط المهمّة فی البحث قبل الخوض فی الجواب:

1 ـ لما کانت الروابط اللامشروعة تقضی على العلاقات الحقوقیة والقضایا المالیة للأب والابن، فإنّ جذور النسبة والعواطف العائلیة التی تشکل أساس المجتمع تصاب بالشلل; فالزانیة لا تعلم بالرجل الذی عقد نطفته فی رحمها، وبالتالی لا یعرف الولد من هو أبوه،

ناهیک عن عشرات المفاسد الأخلاقیة والنفسیة والاجتماعیة والتربویة والعائلیة والمالیة والعاطفیة التی یفرزها الزنا، کل ذلک یدعو الأنبیاء والمشرعین بما فیهم المشرع البشری إلى تحریم الأعمال المنافیة للعفة وخطر العلاقات الجنسیة الشاذة.

2 ـ هنالک عدّة ضوابط لتنظیم عملیة الزواج الشرعی، وعلیه فالعلاقات اللامشروعة تعدّ «مخالفة للقانون» و«انتهاکاً لحرمة إنسانیة الإنسان» ولذلک یشعر الآثمون بنوع من الاضطراب والقلق الذی یفرزه العمل الفاحش، ولو لم یحیه هذا الشعور لاندفع نحو التمرد العلنی وتجاوز القوانین.

3 ـ إنّ الأبناء وعلى ضوء قانون الوراثة یرثون القضایا النقیة والفکریة لآبائهم وأُمهاتهم، فکما یرثون خصائصهم البدنیة من قبیل لون العین والشعر والوجه، فإنّهم یرثون خصائصهم الشخصیة مثل: الغضب والحدة والمرونة والطغیان وما إلى ذلک. والواقع أنّ الوراثة أساس مستقبل الأفراد والصانعة لجانب مهم من شخصیتهم وإعدادهم لمصیرهم.

والذی نخلص إلیه ممّا سبق أنّ أبناء الزنا غالباً ما یرثون روح الطغیان والتمرد على القانون والعصیان عن آبائهم وأمهاتهم لیکونوا أکثر استعداداً من غیرهم لمقارفة الجریمة وممارسة العدوان، ولذلک فإنّ سوء التعلیم الفردی أو الوسط الشاذ یکفی لإثارة روح العدوان لدیهم وتجسیدها على أرض الواقع.

أمّا بشأن حرمانهم من المناصب الاجتماعیة، فإضافة إلى ما قیل سابقاً بخصوص وضعهم الروحی، فالأمر لا یعدو کونه احتیاطاً منطقیاً بهدف حفظ المصالح الاجتماعیة، إلى جانب کون الإسلام یولی أهمیة فائقة للتصدی لهذه المناصب الحساسة، ومن هنا لا یسمح بشغل هذه المناصب لمن یتصف ببعض نقاط الضعف والسوابق السیئة.

ولکن لا ینبغی أن یفهم ممّا سبق أنّ مجرّد کون الفرد ابن زنا فذلک یعنی حرمانه من السعادة وتعذر انفتاحه على التربیة الإسلامیة الصحیحة. فابن الزنا کسائر الأفراد یمتلک الإرادة فی اختیار الطریق، کما یستطیع تنمیة جانب الفضیلة فی نفسه فیکتب اسمه فی الجنان. فهذا الفرد لیس شریر ومنحرف بالفطرة ولا یسعه الرفع من شأنه، بل کما قال الإمام الصادق(علیه السلام): «إنّ ولد الزنا یستعمل إن عمل خیراً جزی به وإن عمل شراً جُزی به».

وعلیه فالذم الذی ساقه الإسلام بشأن ابن الزنا إنّما یهدف إلى تحذیره من صعوبة وخطورة موقفه ویرشده إلى ضرورة الإلتفات إلى نفسه وبذل الجهود لتجاوز الأزمة والوصول إلى شاطىء الأمان والسعادة، لا أنّ عوامل التعلیم والتربیة لا تجدی معه نفعاً وأنّه لا محالة من أهل النار.

بعبارة أخرى: إنّ الأولاد الذین ینحدرون من علاقات شاذة على غرار الأطفال الذین یولدون من آباء مرضى مصابین بالسل وما شابه ذلک، فمثل هؤلاء الأطفال أکثر عرضة للاصابة بهذه الأمراض، وعلیه لابدّ لهم من المبادرة إلى علاجها، وأبناء الزنا یمتلکون عادة شیئاً من الاستعداد لانتهاک حرمة القانون ومقارفة الذنب والمعصیة فإن غاب التعلیم الصحیح والتربیة وضعفت لدیهم الإرادة والعزم سقطوا فی وادی الجریمة. وعلى هذا فإنّ المصلحة العامة تقتضی اتخاذ بعض الإجراءات الإحترازیة بما فیها التحفظ عن منحهم بعض المناصب الخطیرة.

وأمّا ما تصوره البعض من أنّ أبناء الزنا سوف لن یذوقوا طعم السعادة فهو تصور خاطىء، بل هم کسائر الأفراد باستطاعتهم أن یکونوا سعداء أو أشقیاء. والجدیر بالذکر أنّ أبناء الزنا إن صمدوا إزاء الذنوب والمعاصی کان لهم مقام أرفع من نظرائهم، ذلک لأنّهم جهدوا أنفسهم أکثر وأشمل.

 

14-ما فلسفة غسل المیت وغسل مسّ الأموات؟16-أضرار لحم الخنزیر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma