السوال:
ورد فی سیرة أمیر المؤمنین علی(علیه السلام) أنّه لم یلتفت فی صلاته لسهم سل من رجله من شدة الخشوع و التوجه الى الله، لکننا نسمع أنّه کان واقفاً للصلاة وقد التفت إلى السوال فقیر فتصدق بخاتمه; فکیف الجمع بین الحالتین؟
الجواب:
لابدّ من الإلتفات إلى الفارق الکبیر بین «سل السهم من الرجل» و «التصدق بالخاتم على الفقیر»; لأنّ سل السهم من الرجل له بعد شخصی ومادی صرف وبعید عن التوجه التام لله والاستغراق فی ذاته. أمّا الإلتفات إلى الفقیر المحروم فی مسجد النبی(صلى الله علیه وآله)والذی کان یسترحم ویستغیث، إنّما کان عملاً ربانیاً وتقربیاً وینسجم مع التوجه لله. فالواقع أنّه لم یکن متوجها لنفسه; لأنّ التوجه إلى الفقیر، توجه لله لا للنفس.
بعبارة أخرى: أنّ إغاثة عباد الله وإعانة الفقراء والضعفاء یعدّ من العبادات الکبرى وهومن سنخ الصلاة تلک الشعیرة العظمى; وعلیه فلیس من العجیب أن ینفذ ذلک الفقیر بصرخاته الموجعة إلى قلب علی(علیه السلام) أثناء الصلاة، لینهمک تلک العبادة بأخرى تهدف إلى
رضى الله، وقد کان على درجة من الاخلاص بحیث نزلت فیه آیة بحق علی(علیه السلام)(1).