السؤال:
ألا یفهم من الآیة الکریمة: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِیُبَیِّنَ لَهُمْ)(1) أنّها تتعارض مع عالمیة الرسالة، فلو کانت نبوته(صلى الله علیه وآله) عالمیة ولجیمع الأفراد لَما کان القرآن بلغة أمّة معینة؟
الجواب:
لابد أن یکون الکتاب السماوی للأنبیاء الذین بعثوا لهدایة عامة الناس بلغة قومهم بفعل انطلاق دعوتهم من هناک، ومن ثم اعتمادهم مختلف الطرق لنشر دعوتهم إلى سائر الأمم.
ویسعى الیوم علماء کل بلد لتدوین کتبهم بلغة أُممهم، رغم أنّ مضامین کتبهم لا تقتصر على أمّة معینة. وحیث بعث نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) من وسط عربی وکانت بدایة دعوته مع العرب، کان کتابه بأحد أوسع لغات الدنیا الحیة وهی العربیة، بینما تتعلق قوانینه وأحکامه بالعالم أجمع.
ولو کانت هنالک لغة عالمیة تتکلم بها جمیع الأمم والشعوب حین بعث النبی(صلى الله علیه وآله)لأمکن نزول الکتاب السماوی بتلک اللغة. والحال لم تکن مثل هذه اللغة آنذاک ولم تتحقق لحد الآن. وعلیه فعربیة القرآن لا تنافی عالمیته.
بعبارة أوضح: أنّ الآیة تقول إنّا أرسلنا کل نبی بلسان قومه لا أنّ نبوّته ورسالته مقتصرة على أولئک القوم. ومن المسلّمات أیضاً أنّ الإسلام یسمو على اللون والعرق واللغة ویرى العالم جمیعاً وطنه، وعربیة القرآن باعتبار عدم وجود لغة عالمیة لیس بدلیل على جزئیة الإسلام.
وأخیراً لدینا عدّة أدلة على عالمیة الإسلام لا مجال لذکرها.