30-فلسفة الإمتحان الإلهی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
29-الموسیقى فی الإسلام31-التراب الممزوج بالمکروبات

السؤال:

قال تعالى: (الَّذِی خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَیَاةَ لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلا)(1)، وهنا یرد هذا الالسؤال: إنّما یحتاج إلى الإمتحان من لا یعرف مصیر عمل معین، فما حاجة الله للإمتحان وهو العالم بالسرّ والعلن فی السماء والأرض؟

الجواب:

إنّ للإمتحان الإلهی هدف آخر، فالإنسان یلجأ إلى الإمتحان والاختبار إثر نقصه العلمی للوقوف على حقیقة معینة وإماطة اللثام عنها، إلاّ أنّ هذا الأمر محال على الله، فهو العلیم بکل شیء، فإمتحانه لأهداف أخرى، نوجز البعض منها:

1 ـ الهدف من الإمتحان تربیة العباد وتنمیة استعداداتهم.

توضیح ذلک: إنّ الإنسان حین یرد العالم یودع سلسلة من الاستعدادات والإمکانات والطاقات المذهلة; فالکمالات الإنسانیة والفضائل الأخلاقیة کافّة کامنة کاستعداد لدیه وقد عجنت بها فطرته، إلاّ أنّ هذه الاستعدادات کالمصادر المودعة فی الأرض لا تظهر دون إثارتها ببعض الوسائل الخاصة لتخرج من حیز القوّة إلى الفعل ـ ومن الطبیعی ما لم تظهر هذه الطاقات سوف لن یکون هنالک تکامل وفضیلة، وبالتالی ما یتبعها من ثواب وعقاب.

ومثل هذا الإمتحان یهدف إلى تربیة الإنسان وتهذیبه وتنمیة المکارم لدیه; ولولا هذا الإمتحان لما ظهرت لدى الإنسان هذه الطاقات ولما استحق من تقدیر وثواب. وقد أوجز أمیر المؤمنین(علیه السلام)بیان هذه الحقیقة حین قال: «لاَ یَقُولَنَّ أَحَدُکُمْ: «اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِکَ مِنَ الْفِتْنَةِ» لاَِنَّهُ لَیْسَ أَحَدٌ إِلاَّ وَ هُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى فِتْنَة، وَ لکِنْ مَنِ اسْتَعَاذَ فَلْیَسْتَعِذْ مِنْ مُضِلاَّتِ الْفِتَنِ».

ثم قال(علیه السلام) فی بیانه للهدف من الإمتحان: «لِیَتَبَیَّنَ السَّاخِطَ لِرِزْقِهِ، وَ الرَّاضِیَ بِقِسْمِهِ. وَ إِنْ کَانَ سُبْحَانَهُ أَعْلَمَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَ لکِنْ لِتَظْهَرَ الاَْفْعَالُ الَّتی بِهَا یُسْتَحَقُّ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ»(2) فالإمام(علیه السلام)یرى الهدف من الإمتحان ظهور الطاقات الباطنیة کافعال خارجیة، فیتبین استحقاق الأفراد للثواب والعقاب، وإلاّ فالصفات الباطنیة (دون العمل الخارجی) لا یترتب علیها أی ثواب أو عقاب، وبالتالی لا یحصل فی الواقع تکامل. فمثلا حین ابتلى الله خلیله إبراهیم(علیه السلام)بذبح ولده إسماعیل، لم یکن الهدف الاطلاع هل یطیع إبراهیم الأمر أم لا; بل الهدف تربیة روح الطاعة والتسلیم للأوامر الإلهیّة لدى إبراهیم وإخراجه لحیز الفعل، فیتجه إبراهیم على هذا الأساس لطی مسیرته التکاملیة (لابدّ من الدقة والتامل).

ولذلک یمتحن الله عباده ببعض الصعاب: (وَلَنَبْلُوَنَّکُمْ بِشَىْء مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْص مِّنَ الاَْمْوَالِ وَالاَْنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِینَ)(3). ما نقوله من أنّ إمتحان الله لعباده وتنمیة الصفات الفاضلة لدیه، لا یعنی حمل الأفراد قسراً وقطعاً لبلوغ هذا الهدف وتنمیة مکارم الأخلاق لدیهم; بل المراد أنّ الإمتحان الإلهی یخلق الأرضیة الخصبة للتربیة والتهذیب فی الوسط الاجتماعی; فمن أراد السعادة استغل هذه الإمکانات إلى أقصى ما یمکن، وبالعکس هنالک من یسیء استغلالها فیعمد إلى الصفات السیئة فیفشل فی الإمتحان.

2 ـ الهدف الآخر من الإمتحان الإلهی المتعلق بالجماعة معرفة الصالح من الأفراد والفاسد والمؤمن والمنافق. ویشیر القرآن إلى هذه النقطة بصفتها «تمحیص» ویقول (وَلِیُمَحِّصَ اللهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَیَمْحَقَ الْکَافِرِینَ)(4).

3 ـ الهدف الثالث إتمام الحجّة على من یکثر زعمه وینعدم فعله حیث تظهر فی الإمتحان حقیقته. ولعل عدم الإمتحان یجعل هؤلاء الأفراد یوغلون فی غیهم ویضلون الآخرین، وهکذا تتکشف أقنعتهم بالإمتحان، وکما قیل «عند الإمتحان یکرم المرء أو یهان».


1. سورة الملک، الآیة 2.
2. نهج البلاغة لمحمد عبده، الکلمات القصار، الکلمه 93.
3. سورة البقرة، الآیة 155.
4. سورة آل عمران، الآیة 141.

 

29-الموسیقى فی الإسلام31-التراب الممزوج بالمکروبات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma