السؤال:
أمر الله نوحاً(علیه السلام) بصنع سفینة بعد أن أخبره الله تعالى بالطوفان الذی سیغرق الکفّار ولا ینجو منه إلاّ المؤمنون ومنهم أهل نوح وأبناؤه. وحیث کان أحد أبناء نوح مشرکاً فلم یستمع لکلام أبیه ولم یرکب فی السفینة حتى غرق، فخاطب نوح الله أنّ إبنی من أهلی وقد وعدتنی بانقاذهم فخوطب بأربع عبارات، فما المراد منها:
1 ـ «إِنَّهُ لَیسَ مِنْ أهلِکَ»؟ لماذا
2 ـ «إِنَّهُ عَمَلٌ غَیرُ صـَالِح»؟ لماذا
3 ـ «فَلاَ تَسأَلْنِ مـَا لَیسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ»؟ لماذا
4 ـ «إِنِّی أَعِظُکَ أَنْ تَکُونَ مِنَ الجـَاهِلِینَ»(1) بم کان نوح جاهلا؟
الجواب:
لیس المراد من العبارة أنّه لیس إبنک النسبی، فهو ابن نوح الذی ولد منه، بل المراد لیس إبنک معنویاً، حیث قطعت هذه العلاقة المعنویة مع أبیه.
والمراد من العبارة الثانیة أنّه کان صاحب عمل طالح إلى درجة کان ذاته وشخصه تجسید للعمل غیر الصالح.
والمراد من العبارة الثالثة أنّه لا ینبغی للإنسان إصدار الأحکام بشأن الأسرار التی لا علم له بها.
وأمّا العبارة الرابعة فالذی کان مجهولا لنوح والله عالم به ما تصور من أنّ الله وعده نجاة مطلقة لأبنائه، لکنه التفت لاحقاً إلى أنّ الوعد المذکور یصدق على من لم یقطع علاقته المعنویة بنوح.