السؤال:

ما رأی الإسلام بالتلقیح الصناعی؟ (المراد من التلقیح الصناعی إدخال نطفة الرجل فی رحم المرأة فتحمل دون مجامعة).

الجواب:

تبدو هذه العملیة قدیمة بالنسبة للحیوان والنبات، لکنّها جدیدة بالنسبة للإنسان، والدافع من ذلک عدم القدرة على الإنجاب، بینما تکون المرأة جاهزة للحمل، فیسعیان إلى إلقاء نطفة الزوج أو غیره فی رحم المرأة بغیة الحصول على طفل یشد کیان الزوجیة.

وقد حظیت هذه المسألة بمناقشة مراکز التشریع العالمیة کبریطانیا وفرنسا ومصر وسائر البلدان. فقد قرر مجلس العموم البریطانی تشکیل لجنة من الحقوقیین لیحققوا بشأن هذا الموضوع. إلاّ أنّ الفرنسیین اوعزوه لرضى الزوج والزوجة. أما البابا فقد حرمه، کما اعتبره مفتی مصر أسوأ من التبنی المحظور فی الإسلام.

وللتلقیح الصناعی صورتان:

الصورة الأولى: أن یلقى بنطفة الزوج فی رحم زوجته، فلیس هنالک من إشکال فقهی، لأنّ الطرفین شرعیان ومن حقّهما أن یکون لهما ولد، ولا فرق هنا بینَ أن تتمّ العملیة عن طریق المجامعة أو الوسائل الطبیة. وبالطبع لابدّ من السعی فی التلقیح الصناعی إلى عدم وقوع الحرام. فلا یقوم بذلک مثلاً رجل أجنبی، بل یتولى الأمر الزوج.

الصورة الثانیة: أن یلقى بنطفة رجل آخر فی رحم الزوجة، فهذا ما لا یجوز على أساس الشریعة التی تحترم عقد الزوجیة، وهذا ما صرح به الفقهاء وورد بشأنه بعض الروایات فی باب الزواج والتی تدفع للافتاء بالحرمة. وبغض النظر عن ذلک فإنّ هذا العمل لا یصح على ضوء الموازین الشرعیة والأخلاقیة والاجتماعیة والعاطفیة ویتضمّن بعض المفاسد منها:

1 ـ مثل هذا العمل یسوق المرأة إلى التحلل والتفسخ، لأنّه یشجعها على المجامعة غیر المشروعة، حیث تفکر مع نفسها ما الفرق بین أن تلقح صناعیاً من قبل نطفة أجنبی أو یجامعها الأجنبی، ولو حملت لادّعت أنّها لقحت صناعیاً.

2 ـ من الناحیة الاجتماعیة فإنّ هذا العمل یخل بکیان الأُسرة ویصدعها ویضیّع النسب، لأننا نعلم بأنّ أحد مفاسد الجماع اللاشرعی اختلاط الأنساب.

3 ـ لا ینبغی اهمال دور العاطفة فی تربیة الأولاد وتأمین حالتهم المعاشیة، ذلک لأنّ العاطفة هی التی تدفع الأب لتربیة ولده وتحمل تکالیف معیشته، ولا تتفعل هذه العاطفة إلاّ حین یکون الولد قطعة من أبیه، أمّا إن شعر أنّه من رجل آخر فما الداعی لتحمل معاناته.