السوال:
نعلم بحرمة الرهبانیة الدائمة ـ ولاسیما على عهد مریم (أم عیسى) ـ فلماذا نذرت ذلک امرأة عمران حین کانت حاملا (أم مریم) إن رزقها الله ولداً؟
الجواب:
إنّ أُم مریم لم تنذر مثل ذلک أبداً، بل نذرت إن وهبها الله ولداً أن تجعله خادماً لبیت المقدّس لا راهباً، فتحرره من خدمة الأب والأم لیتفرغ لخدمة المسجد. وقد أشار القرآن إلى ذلک فقال: (إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّی نَذَرْتُ لَکَ مَا فِی بَطْنِی مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّی إِنَّکَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ)(1).
یقول المفسرون إنّ المراد من کلمة «محرر» خادم المعبد، وسبب اطلاق المحرر على خادم الأماکن المقدّسة، أنّه معفو من القیام بسائر الخدمات الاجتماعیة والقیام على شؤون الأب والأُم. وعلیه فالنذر کان خدمته، ولم ترد فیه أیّة إشارة إلى الرهبانیة، فالرهبانیة بمعنى هجران الدنیا والرغبة عن الزواج وهی خلاف قانون الخلقة، ومحظور فی الشرائع کافّة.