12-التضحیة والفداء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
11-سکنة الکواکب13-تکامل الأخلاق والحاجة إلى الدین

السؤال:

یقال کل أنشطة الإنسان بهدف الحصول على منفعة روحیة ومادیة أو دفع ضرر، حتى تلک الطائفة من أعمال الإنسان من قبیل إعانة الفقراء وتربیة الأبناء لا تشذ عن القانون المذکور; ذلک لأنّ الإنسان إنّما یسکن روعه ویخلص نفسه من تأنیب الضمیر إثر مشاهدة هذه المناظر الرقیقة عن طریق مساعدتهم ومعاملتهم بالود والاحسان.

وبالنظر إلى هذا الدافع المحرک للإنسان فی أنشطته وأفعاله کافّة هو الحصول على النفع أو دفع الضرر، فکیف تعتبر بعض الأعمال نوعاً من الإیثار والتضحیة؟ وعاطفة الإُم وحنانها من أسمى مظاهر التضحیة والفداء، فی حین تستمتع المرأة بهذا الحنان والحبّ لولدها وتتعذب من الامتناع عن تربیته وملاعبته فکیف یمکن اعتبار حنان الأُم عشقاً طاهراً وفعلها تضحیة وفداء؟

الجواب:

یمکن الاجابة عن هذا الالسؤال بطریقین:

1 ـ المراد من «الإیثار» و«التضحیة» قیام الإنسان بعمل دون توقع العوض من الفرد المقابل أو المجتمع. فرضاً یشعر شخص بالألم حین رؤیته لمشاهد الضعفاء والمحتاجین والیتامى أو یشعر بالفرح والسرور لنجدة هؤلاء الأفراد، فإن تنازل هذا الفرد دون ریاء لجانب من حاجاته للآخرین فإنّ عمله هذا یصطلح علیه بالإیثار والتضحیة. صحیح أنّ هذا العمل ینقذه من تأنیب الضمیر ویمنحه نشاطاً وحیویة، ولکن حیث لم یکن دافعه من هذا العمل منفعة دنیویة، ولم ینطلق فیه من توقع عوض ومقابل إزاء العمل، فإنّ عمله هذا یعدّ إثرة وتضحیة على ضوء العقل والشرع.

بعبارة أخرى: لابدّ من الرجوع إلى دوافع العمل لتقییم الذات فی أنّ هذا العمل تضحیة وإیثار. والممارسات العاطفیة والإنسانیة التی یعبر عنها أحیاناً بالتضحیة والإیثار هی الأفعال المجردة من حسابات الربح والمنفعة فینطلق فیها الشخص من کوامنه الذاتیة وأعماق قلبه دون أدنى سمعة وریاء أو منفعة من فرد أو مجتمع. وبخلافه لا یصطلح بالإیثار على أی عمل لا یخلو من دوافع مادیة وتوقع الحصول على عوض وأجرة، فهذا العمل نوع من المعاملة.

2 ـ أحیاناً یبلغ عشق شخص أو شیء مرحلة بحیث لا یرى الإنسان سواه فینسى نفسه، ومن ینسى نفسه سینسى بالتأکید مصالحه; وهنا لا یرى سوى المحبوب والهدف المقدس ولا یفکر سوى فی منافع المحبوب، ویتخلى کلیاً عن قانون التبادل التجاری فی القیام بفعل إزاء منفعة، فتبلغ التضحیة والإیثار باتجاه الهدف بما تجعله یلتذ بخدمة المحبوب التی تضفی علیه أسمى أنواع اللذائذ وتفیض السکینة على روحه وبدنه، وبالتالی یصل تلک المرحلة التی ینسى فی ظلها روحه وبدنه فیعیش درجة الفناء. وهذه هی الدرجة التی بلغها أئمتنا(علیهم السلام) إزاء الذات المطلقة، فهم یعبدونه لذاته المقدّسة التی تمثل غایة الکمال والجمال، فیطلبونه لذاته ویضحون بمهجهم من أجل هذه الذات.

ولعل ما روی عن أمیر المؤمنین(علیه السلام) إشارة إلى هذا الموضوع، إذ قال: «ما عبدتک خوفاً من نارک ولا طمعاً فی جنتک بل وجدتک اهلا للعبادة». ونموذج ذلک أدعیته ومناجاته(علیه السلام); فقد بلغ مرحلة من الذوبان فی جمال الحق وکماله المطلق بحیث لا یشعر بالسهم حین یُسلّ من قدمه; فمثل هذا العبد لا یسعه التفکیر بنفعه وضرره حین قیامه بعمل وعبادة; فهو لا یرى سوى الله ولا یعمل إلاّ له ولیس لذاته.

 

11-سکنة الکواکب13-تکامل الأخلاق والحاجة إلى الدین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma