17-القلب والادراک

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
16-الخلیة الحیة18-لماذا یطلق اسم «أُمُّ القرى» على مکة؟

السؤال:

نسب القرآن، الفکر والعقل للقلب والسمع والبصر وسیلة السماع والرؤیة، وعین موقع القلب وأنّه فی الصدر حتى قال تعالى: (... وَلَکِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِی فِی الصُّدُورِ)(1)بینما توصل علماء الفسلجة بعد عدّة تجارب إلى أنّ الدماغ وسیلة التفکیر وعمل القلب ضخ الدم إلى أعضاء الجسم على غرار المضخة التی تعمل دائماً بصورة تلقائیة.

الجواب:

ما أثبته العلماء فی مختلف العلوم ـ کالفسلجة وعلم النفس ـ أنّ لأعصاب الإنسان ودماغه وظیفة خاصة کسائر الأعضاء، وما تستلمه هذه الأعصاب من إیعازات من الخارج ترسلها إلى الدماغ; مثلاً، حین تکون یدنا إزاء عامل خارجی کالنار فإنّها تعکس آثار النار فوراً إلى مرکز القیادة الظاهری للجسم; أو العین التی خلقت کعدسة التصویر وتقسم طبقات مختلفة ومیاه متنوعة، فطریقة عمل العیون ورود الأشعة من الجسم بصورة غیر مباشرة إلیها وبعد عبورها من الأغشیة تظهر صورة فی نقطة خاصة من العین فتقوم الأعصاب البصریة بإیصالها إلى الدماغ لتحقّق عملیة الرؤیة.

تقول الفسلجة بشأن الأنشطة الدماغیة: إنّ الخلایا الدماغیة تقوم بعدّة أنشطة حین التفکیر، فیتناول الدماغ مزیداً من الغذاء ویفقد مزیداً من المواد الفوسفوریة... وهکذا تقوم سائر أعصاب الإنسان کل باتجاه بوظیفته الادراک، الا ان النتیجة التی توصل الیها اغلب العلماء من هذه التجارب وظنوا بأنّ مرکز الإدراک والشعور هو الخلایا الدماغیة على الاعصاب بعد تاثیر العوامل الخارجیة خاطئة; ذلک لأنّ هذه فی إدراک الإنسان وشعوره، ودون هذا الفصل لا یتسطیع الإنسان التفکیر والإدراک والسمع والبصر، وأمّا أنّ المدرک الواقعی أو المشاهد والسامع هو الدماغ، فلیس بصحیح.

ومن هنا یعتقد کبار العلماء أنّ هنالک جهازاً فوق الجهاز المادی للبدن وینسق مع هذه الوسائل المادیة وینهض بمسؤولیة تدبیر هذا الجهاز وبتفعیله للأدوات المادیة... کالعین والأعصاب ـ فإنّ الدماغ یمکنه الحصول على معلومات من الخارج، والواقع هو المدرک الحقیقی والذی ترتکز فیه ـ جمیع علوم الإنسان وأفکاره والذی یعبر عنه بأسماء مختلفة کالعقل والروح والقلب.

ولا شک فی أنّ الناس یستعملون القلب فی محاوراتهم الیومیة بمعنى العقل والروح وکذا فی العرف، فنقول قلبی یعتصر على إبنی البعید عنّی. ولا یخفى أنّ المراد بالقلب لیس ذلک العضو الصنوبری الشکل، بل فسّروا أحد معانی القلب بالروح والنفس البشریة التی تعتبر مرکز الشعور والإدراک، ویصطلح علیه العلماء بالعقل والروح ـ وعلة اختیار لفظ القلب ککنایة عن الروح أنّ القلب الصنوبری یعتبر مظهر الحیاة لدى الإنسان، فهم یمیزون بین الحی والمیت على ضوء عمل القلب وتوقفه. وتوازن دقات القلب وسرعتها دلیل الصحة والسقم وأول مرحلة لظهور الآثار الروحیة لکل حادثة هو القلب. والقرآن من جانبه استعمل مفردة القلب بمعنى العقل والروح والقوة المدرکة. أضف إلى ذلک هنالک العدید من القرائن القرآنیة على هذا المعنى، ومنها:

1 ـ قال القرآن بعد بیانه لأوضاع القیامة: (إِنَّ فِی ذَلِکَ لَذِکْرَى لِمَنْ کَانَ لَهُ قَلْبٌ)(2). فالمفروغ منه أنّ القرآن اعتبر القیامة وسیلة تذکیر لأصحاب القلوب، فإن کان المراد ذلک العضو المعروف سوف لن تستقیم العبارة، ذلک أنّ لکل الناس هذا العضو، وعلیه فالمراد به العقل والقوة والتفکیر.

2 ـ اعتبر القرآن القلب مرکز طائفة من الصفات والروحیات التی لا ترتبط قطعاً بهذا القلب المادی، بل أوصاف تلک الروح الإنسانیة، فیصف بعض القلوب بالقسوة والمرض والعمى ـ کما یرى القرآن القلب مرکز الطهر والإیمان والدنس والکفر ووسیلة نیل السعادة والشقاء وخص القلب السلیم بالسعادة والفلاح(3).

ومن البدیهی أنّ هذه الأمور من صفات الروح الإنسانیة، فلا معنى للقسوة والعمى والمرض فی هذا القلب المادی. ویتضح ممّا مر سابقاً معنى الآیة الواردة فی الالسؤال; فالقرآن وإن نسب التعقل للقلب وأنّ مکانه فی الصدر، لکن کما یتضح أنّ القلب الذی فی الصدر اصطلح علیه القرآن کنایة عن الروح والعقل، وسبب هذا التعبیر ذلک الارتباط القوی للقلب الصنوبری بالروح وظهور وانعکاس الحالات الروحیة والحیاة والموت فی القلب.

والقرآن لا یکنی القلب بالعقل والروح فقط، بل أحیاناً یستعمل الصدر بهذا المعنى فیقول: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَکَ صَدْرَکَ)(4) و(فَمَنْ یُرِدِ اللهُ أَنْ یَهدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلاَمِ)(5); ومن الطبیعی أنّ صدر الإنسان العادی لا یضیق ویتسع بقبول أو عدم قبول الإسلام; بل کنایة لسعة وکبر الروح، ولکن ورد التعبیر السابق بسعة الصدر مرکز ظهور انعکاسات الحیاة.


1. سورة الحج، الآیة 46.
2. سورة ق، الآیة 37.
3. سورة البقرة، الآیة 7 و 10 و 74 و 225; وسورة الشعراء، الآیة 189; وسورة الحج، الآیة 46; وسورة الأحزاب، الآیة 53; وسورة الحجرات، الآیة 14; وسائر الآیات التی لا مجال لذکرها.
4. سورة الانشراح، الآیة 1.
5. سورة الانعام، الآیة 125.

 

16-الخلیة الحیة18-لماذا یطلق اسم «أُمُّ القرى» على مکة؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma