السوال:
لم یرفض الفقهاء «المعاد» و«المعراج» الروحی بینما قال بذلک بعض قدماء الفلاسفة وأقاموا علیه الأدلة والبراهین؟
الجواب:
طبعاً لیس مراد من ینکر المعاد الروحی اقتصاره على الجسمانی، بل المراد المعاد الروحی والجسمی، أی ستعود الروح والجسم یوم القیامة وتذوقان الثواب والعقاب ونتائج الأعمال. وقد اعتبر هذا الأمر من المسلمات لدى الفلاسفة المتأخرین. وهنالک عدّة آیات صرحت بالمعاد الجسمی الذی ورد شرحه فی الکتب العقائدیة، ومن تلک الآیات أواخر سورة یس التی بیّنت الموضوع بعدّة طرق.
أمّا بشأن انکار المعراج الجسمانی فلابدّ من الإلتفات إلى أنّ هذه النظریة کانت على أساس فرضیة (بطلیموس) فی الأفلاک، حیث کان یعتقد بأنّ الأفلاک التسعة کطبقات البصل بعضها فوق بعض تأبى الاجتیاز ویستحیل فیها الشق، ومن هنا فقد اعتقدوا باستحالة عبورها بهذا البدن المادی، ومن الطبیعی أن تبطل هذه العقیدة على ضوء بطلان الفرقیة المذکورة وظهور النظریات الجدیدة.