السؤال:
أجیب عن الالسؤال السابق بأنّ حرکة القمر حول الأرض لیست خلال 30 یوماً، بل خلال 29 یوم و12 ساعة و44 دقیقة و3 ثانیة، ومن هنا کانت بعض الأشهر القمریة 29 یوماً والمقدار الزائد یضم إلى الأشهر التالیة فیکون یوماً واحداً، وعلیه تکون بعض الأشهر 30 یوماً.
وهنا یطرح هذا الالسؤال: هل یمکن القول: لا یوجد شهران متتالیان 29 یوماً، حیث على أساس الإضافة لابدّ أن یکون الشهر الثانی 30 یوماً ولیس أقلّ، فی حین یتعاقب شهران أحیاناً 29 یوماً؟ وبغض النظر عن ذلک لو کان شهران متتالیان 30 یوماً فلا ینبغی أن یکون الشهر الثالث أکثر من 29 یوماً، فلو انعدمت رؤیة الهلال ومضى شهران 30 یوماً ینبغی جعل الشهر الثالى 29 یوماً، بینما تصرح الکتب الفقهیة بأنّ کل شهر 30 یوماً حتى تتأکد أنّه أقلّ.
الجواب:
نعلم أنّ مدّة کل شهر قمری تقوم على أساس دورة القمر حول الأرض، وحیث أنّ المنجمین مجبرون على بیان عدد أیّام کل شهر بعدد صحیح ـ لأنّه لا یمکن ثبت وقائع تاریخ الثلاثین من الشهر بأن یعود نصفه إلى الشهر السابق والنصف الآخر للاحق ـ فلابدّ من حساب الشهر القمری على أنّ أقلّه 29 یوماً وأکثره 30 یوماً. وعلى هذا الأساس هنالک نوعان من الشهر القمری:
1 ـ الشهر الحسابی
2 ـ الشهر الهلالی
بما أنّ مدّة الشهر القمری أکثر من 29 یوماً بـ 12 ساعة و44 دقیقة و3 ثانیة وهی أقل من نصف یوم، لذلک یحسب الشهر الأول للسنة «محرم» 30 یوماً والشهر الثانی «صفر» 29 یوماً وهکذا سائر الأشهر الفردیة (3، 5، 7، 9، 11) 30 یوماً والأشهر الزوجیة 29 یوماً وهذا ما یقال له الأشهر «الحسابیة». وعلیه فلیس هنالک شهران متتالیان 30 یوماً أو 29 یوماً، بل تحسب دائماً 30 یوماً فی الشهر الأول و29 یوماً فی الشهر التالی وهکذا; أمّا المراد بالشهر الهلالی فهو الشهر الذی یثبت بواسطة رؤیة الهلال بالعین وعلى هذا الشهر مدار الأحکام الإسلامیة.
وهنا یرد هذا الالسؤال: لماذا لا یولی الفقهاء من اعتبار للشهر الحسابی؟
والجواب: الأخبار والروایات بشأن رؤیة الهلال فی الصوم والافطار. حیث ورد فی الخبر «صم للرؤیة وافطر للرؤیة» ولم یرد شیء بشأن حساب 30 یوماً و29 یوماً. ویمکن أن تکون بضعة شهور ـ أربعة أشهر کحد أقصى ـ أثر حرکة متموجة خفیفة فی القمر 30 یوماً، أی لا یرى القمر فی أقل من هذه المدّة، ویمکن أن تکون ثلاثة أشهر متتالیة 29 یوماً، أی ترى بصورة متتالیة فی 29 یوماً(1).
1. للوقوف على المزید راجع تقاویم دورة الثلاثین سنة وشرح (زیج الغ بیک) الذی وضحه العالم الإسلامی المعروف القوشجی.
