السؤال:

ضُرِبَ علی(علیه السلام) فی التاسع عشر من شهر رمضان فی فصل الشتاء مثلا (طبعاً هنالک فارق 11 یوم بین العام القمری والشمسی) ولکننا نلاحظ وقوع التاسع عشر من رمضان فی الشتاء أحیاناً والصیف أخرى والربیع والخریف، إذن فالشهر القمری لیس صحیحاً ولا یبیّن التاریخ بدقّة، ویرد هذا الإشکال على سائر أیّام العزاء والأعیاد الدینیة خلال الفصول.

الجواب:

إنّ العام والشهر موضوع تعاقدی لتنظیم الأمور الاجتماعیة، غایته کیّفوه مع حرکة الکواکب بغیة عدم الخطأ والاستناد إلى الطبیعة. فجعل البعض مقیاس حساب العام والشهر حرکة الشمس (أو الأصح حرکة الأرض حول الشمس) ونتیجة ذلک العام الشمسی المنطبق على الفصول الأربعة. کما جعله البعض حرکة القمر حول الأرض ولا ینطبق على الفصول الأربعة الناتجة من حرکة الشمس.

والنتیجة لو لم تنطبق الأشهر القمریة على فصول السنة فلا إشکال علیها; لأنّ المدار فیها لیس حرکة الشمس والفصول الأربعة. وعدم مراعاتنا للفصول فی إقامة مراسم العزاء والسرور، لأنّ مقیاسنا فی هذه المراسم هو الأشهر القمریة المطابقة لحرکة القمر، والمهم لنا، الیوم القمری الذی وقعت فیه تلک الحادثة، لا الفصل. کما نعلم أنّ تنظیم التواریخ الإسلامیة کافّة طبق هذا الشهر القمری. والواقع هنالک فارق بین الأشهر القمریة ـ وهی أشهرنا الدینیة ـ والأشهر الشمسیة ومنها: أنّ حساب الأشهر القمریة أسهل على أغلب الناس من الأشهر الشمسیة، بحیث لا یجد أی فرد من صعوبة فی حسابها، بینما لابدّ من التقویم لحساب الأشهر الشمسیة ـ بعبارة أخرى: یمکن عادة تعیین الحدود التقریبیة لکل شهر وبدایته ونهایته بواسطة الأشهر القمریة، بحیث لو نظرنا إلى قرص القمر یمکننا تقریباً معرفة کم لیلة مضت على الشهر، بینما یتعذر تعیین الأیام فی الأشهر الشمسیة (الأبراج) ما لم یکن لدینا تقویم، حتى بدایة ونهایة الشهر; ویقتصر الأمر على الحسابات النجومیة فقط; والحال تقویم الأشهر القمریة صفحة السماء وتأمل طلوع وغروب القمر والهلال والتربیع والبدر، ممکن للجمیع، ولو لم تنطبق هذه الأشهر على فصول السنة، فلا یمکن المساس بها مع کل هذه الامتیازات.