2-هل نزلت هذه الآیة بحق علی(علیه السلام)؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
1-کیف التفت علی(علیه السلام) فی صلاته للسائل؟3-هل انطلق علی (علیه السلام) من المدینة إلى المدائن فی لیلة واحدة؟

السوال:

یعتقد علماء الشیعة وأغلب علماء العامة أنّ الآیة الشریفة: (الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الاِْسْلاَمَ دِیناً...)(1) نزلت یوم الغدیر، فی حین یتحدث صدر و عجز الآیة عن بیان أحکام الحلال والحرام; فکیف ینسب مطلب خلال الآیة لقضیة لیس لها أدنى ارتباط بصدرها وعجزها؟

الجواب:

لقد أذعن أغلب رواة الحدیث والسیر والتاریخ، مثل: الطبری وابن مردویه وأبی نعیم الأصفهانی والخطیب البغدادی وأبی سعید السجستانی وأبی الحسن المغازلی وأبی القاسم الحاکم الحسکانی وابن عساکر الدمشقی والخطیب الخوارزمی وابن الجوزی وشیخ الإسلام الحموینی وابن کثیر الشامی و... بنزول الآیة فی یوم «الغدیر» وهم من الرواة والمؤرخین المعتبرین لدى العامة ; فإن أضفنا هذه الروایات إلى الأخبار الواردة عن أهل بیت النبی(صلى الله علیه وآله) یصبح نزول الآیة فی الغدیر قطعیاً.

أمّا مسألة ترتیب الآیات الذی خلق العدید من المشاکل للمفسّرین فی مباحثهم فلا یبدو على درجة من الغرابة ; ذلک لأنّ ترتیب نزول السور والآیات القرآنیة یختلف تماماً مع ترتیبها الفعلی ; مثلاً، السور التی نزلت فی المدینة والتی ینبغی أن تعقب السور المکیة والعکس بالعکس، بینما القضیة لیست کذلک حتى أنّ بعض الآیات فی السورة نزلت فی مکة وبعضها الآخر فی المدینة، وربّما کانت هنالک فاصلة زمانیة تمتد لسنوات خلال نزول آیتین من السورة. ولو تأملنا سبب نزول الآیات أو التفتنا على الاقل إلى ما کتب اعلى السور القرآنیة لاستغنینا عن أی ایضاح ; فهنالک بعض السور التی یصطلح علیها بالسور المدنیة، فی حین نزلت بعض آیاتها فی «مکة»، کسورة الأنفال المدنیة بجمیع آیاتها سوى الآیات من 20 إلى 26 نزلت فی مکة، والعکس کثیر أیضاً کسورة الشعراء والکهف وأمثالهما.

وعلیه فترتیب الآیات وإرتباطها مع بعضها لا یعدّ بالنسبة لنا سنداً محکماً إزاء الروایات والأحادیث القطعیة. وهذا هو نهج الأعلام فی تفسیر القرآن، وتؤیده شواهد کثیرة.

فالقرآن لیس على غرار التألیف البشری بحیث یخوض فی موضوع ویتابعه إلى آخره، بل القرآن مجموعة من الآیات التی نزلت من الله بالتدریج وحسب الأحداث المتنوعة ولتحقیق أهداف مختلفة، فلربّما تضمّ السورة مواضیع مختلفة ومقاصد متعددة، ومن هنا لا یمکن جعل ما قبل الآیة وما بعدها دلیلاً على موضوع معین، کما یمکن أن تکون جمیع آیات السورة کسلسلة متصلة الحلقات، بینما لا تکون کذلک أحیاناً، وعلى هذا الأساس فإنّ المشکلة تبدو محلولة، فأغلب الآیات وسط السورة قد لا تبدو مناسبة مع بدایتها ونهایتها.(2) وإن سعى بعض المفسرین لإیجاد حالة من التناسب والإرتباط، ولعل الأمر لا یخلو من تکلّف، لأنّ جمیع آیات السورة ـ على فرض نزولها فی مکة أو المدینة ـ لم تنزل دفعة واحدة، بل نزلت على ضوء بعض المقتضیات، ولربّما کان لکل آیة سبب نزول. وعلیه فلیس هنالک من مبرر لأن ترتبط جمیع آیات السورة مع بعضها لتبدو کسلسلة متصلة. ولعل هناک من یقول: ما ذکر لحد الآن یختص بإرتباط السور والآیات مع بعضها البعض، إلاّ أنّ الآیة تتضمن خصوصیة لا یمکن حلّها من خلال الشرح السابق وهی:

إنّ الشرح المذکور أثبت عدم ضرورة إرتباط آیات سورة معینة، ولکن لا یثبت عدم ترابط عبارات الآیة الواحدة. والآیة التی نبحثها من هذا القبیل، فإن کانت العبارة (الیوم اکملت لکم) نزلت فی ولایة علی(علیه السلام)، فارتباطها مقطوع بصدر الآیة وعجزها الوارد فی بیان أحکام الحلال والحرام، وعلى هذا الأساس لا یبدو التوضیح السابق کافیاً لرفع الإشکال. ولتوضیح الجواب نرى ضرورة ذکر هذه الآیة (بدایتها ووسطها ونهایتها):

1 ـ (حُرِّمَتْ عَلَیْکُمْ الْمَیْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِیرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَیْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّیَةُ وَالنَّطِیحَةُ وَمَا أَکَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَکَّیْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالاَْزْلاَمِ ذَلِکُمْ فِسْقٌ...)(3).

2 ـ (الْیَوْمَ یَئِسَ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ دِینِکُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الاِْسْلاَمَ دِیناً...)(4).

3 ـ (فَمَنِ اضْطُرَّ فِی مَخْمَصَة غَیْرَ مُتَجَانِف لاِِّثْم فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِیمٌ)(5).

ومرادنا من الإتیان بالآیات الثلاث أنّ القسم الثانی ـ سواء کانت الآیة نازلة فی علی(علیه السلام)أم فی موضوع آخر، وسواء نزلت یوم الغدیر أو عرفة ـ کلام مستقل وسط الآیة.

وإلیک بعض القرائن التی تؤید هذا المطلب:

1 ـ لو رفع القسم الثانی من هذه الأقسام الثلاثة، فسوف لن یکون له أی تأثیر على إرتباط القسم الأول بالثالث. والخلاصة بضم ذیل الآیة إلى صدرها تکون هنالک آیة کاملة برفع الآیة الثانیة فلیس هنالک من مساس بارتباط الآیة، وهذه شهادة أنّ القسم المذکور

کلام مستقل ومنفصل ( بغض النظر عن الموضوع النازل فیه) وسط الآیة.

2 ـ تکرر مضمون هذه الآیة فی سورة البقرة والأنعام والنحل، ولم یرد القسم الثانی فی هذه الآیة فی السور المذکورة. ونورد هنا بعض النماذج:

(إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَیْکُمُ الْمَیْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِیرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَیْرِ اللهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَیْرَ بَاغ وَلاَ عَاد فَلاَ إِثْمَ عَلَیْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِیمٌ)(6). وتشتمل هذه الآیة على أکثر ما ذکر فی القسم الأول والثالث من الآیة المذکورة للبحث، ولکن لم یرد شیء عن القسم الثانی وهذا القسم مستقل لیس له من علاقة بما قبله وبعده.

3 ـ الروایات المتکفلة بسبب نزول الآیات بینت انفصال القسم الثانی عن صدر الآیة وذیلها، فقالت مثلاً: (الیوم یئس...) نزلت یوم الغدیر أو عرفة وهذا دلیل على استقلالیتها. وعلى هذا الأساس فإن صرحت الروایات الصحیحة عن الفریقین بأنّ هذه الآیة نزلت یوم الغدیر بشأن ولایة علی(علیه السلام) فإنّ صدر وذیل الآیة لا یمکنه صدنا عن الاعتقاد بمضمون الأحادیث ; لأنّ هذا القسم کلام مستقل وارد فی موضوع لیس له من إرتباط بما قبله وبعده.

4 ـ إنّ تدبر مضمون الآیة یرشدنا إلى أنّه لا یصدق سوى على الولایة ولا یحفظ إرتباط عبارات القسم الثانی إلاّ فی حالة اعتبارنا أنّ سبب نزولها هو الإمامة. فالقسم الثانی للآیة یتضمّن مطلبین وهما: أنّه خلال یوم معین یئس الکفّار من التغلب على المسلمین، کما کمل فیه دین الله، والآن لابدّ من ملاحظة ماکان ذلک الیوم الذی شهد وقوع حادثین؟ ونورد هنا ما قیل فی ذلک الیوم أو ما یساور الذهن بشأنه:

أ) یوم البعثة: قطعاً لم یقع الحادثان فی هذا الیوم ; ذلک لأنّ الکفّار لم ییأسوا آنذاک، کما لم یکتمل الدین فضلاً عن بیان أحکامه.

ب) یوم فتح مکة: هذا الاحتمال کسابقه، لأنّ فتح مکة کان فی السنة الرابعة للهجرة، والحال کانت أغلب العهود التی عقدها المسلمون مع الکفّار قائمة، وکان الکفّار یقیمون مراسمهم الجاهلیة فی الحج، وعلیه لم یکن الیأس مستولیاً على الکفّار، کما لم یکمل الدین آنذاک، ولدینا بعض الأحکام التی بینت بعد فتح مکة.

ج) یوم البراءة: الیوم الذی تلى فیه علی(علیه السلام) سورة براءة على المشرکین، ورغم یأس المشرکین فی شبه الجزیرة عن تحقیق أی نصر، إلاّ أنّ بیان الأحکام لم یکتمل فی ذلک الیوم; فبعض الأحکام کالحدود والقصاص نزلت لاحقاً فی هذه السورة ـ المائدة ـ وعلینا أن نعرض یوماً وقعت فیه الحادثتان.

د) یوم عرفة: هذا ما اختاره أغلب مفسّری العامة واستدلوا علیه ببعض الروایات; إلاّ أننا نعتقد أنّ ذلک الیوم هو الآخر لم یستوعب الحادثتین، حیث لابدّ أن نرى هویة الکفّار الذین یئسوا من غلبة المسلمین، فإن کان المراد کفّار قریش أو عامة کفّار شبه الجزیرة، فمما لا شک فیه أنّ یأسهم کان فی یوم آخر; ذلک لأنّ قریش یئست یوم فتح مکة وسائر الکفّار بعد قراءة سورة براءة، لا فی یوم عرفة، وإن کان المراد الکفّار على الأرض کافّة ـ سواء فی الجزیرة العربیة أو غیرها ـ فالحق لم یشعر أحد بهذا الیأس الشامل حتى الدقائق الأخیرة من عمر النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله). وبغض النظر عن ذلک، ما المراد من تکمیل الدین ؟ هل المقصود تعلیم أحکام الحج؟ فمن الواضح أنّ الدین لا یکتمل بتعلیم واجبات عمل معین. أم أنّ المراد بیان الحلال والحرام المبین فی هذه السورة (المائدة)؟ والحال تعرّف المسلمون على ضوء أقوال العامة على أغلب الأحکام کارث الکلالة والربا بعد یوم عرفة.

وعلیه لابدّ من الإعتراف بأنّ المراد یأس معین مصحوب بإکمال الدین، وقد حصل هذان الموضوعان بنصب الوحی فقط، ذلک لأنّ أغلب الآیات القرآنیة تشهد على أنّ الکفّار کانوا یطمعون على الدوام بدین المسلمین، وکان حلمهم الأخیر صدهم عن دینهم وإعادتهم إلى دین أبائهم (وَدَّ کَثِیرٌ مِنْ أَهْلِ الْکِتَابِ لَوْ یَرُدُّونَکُمْ مِّنْ بَعْدِ إِیمَانِکُمْ کُفَّاراً...)(7)وهنالک العدید من الآیات بهذا الخصوص. إلاّ أنّ أتباع الدین کانوا فی ازدیاد والکفّار فی تراجع، وکان أملهم الأخیر السیطرة على مقدرات المسلمین حیث لا عقب لصاحب الرسالة; وعلیه سینهار صرح الحکومة الإسلامیة عقب وفاته وتعود لهم العزة و الغلبة کما کانوا فی السابق.

وقد صور القرآن هذه الحقیقة نقلاً عن المشرکین إذ قال: (أَمْ یَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَیْبَ الْمَنُونِ)(8). کانت هذه الأطروحة الأخیرة التی تحقق أمانی الکفّار، ولکن کان الیوم الذی نصب فیه وصیه من بعده قد ملأ أرکان الکفر بالیأس وخیبة الأمل، وإضافة إلى الیأس الذی خیم آنذاک على المشرکین والکفّار فقد تجذر الإسلام واکتسب دیمومته وبقاءه، وهکذا أکمل النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) دین الله من خلال ترسیخه لعوامل استقراره وبقائه ـ أی نصب الإمام ـ ومن هنا یتضح معنى القسم الثانی من الآیات وإرتباطها.


1. سورة المائدة، الآیة 3.
2. راجع على سبیل المثال الآیة 238 و 239 من سورة البقرة، فالآیتان تتحدثان عن الصلاة، فی حین تعالج ما قبلهما وبعدهما من الایات أحکام المرأة.
3. سورة المائدة، الآیة 3.
4. المصدر السابق.
5. المصدر السابق.
6. سورة البقرة، الآیة 173.
7. سورة البقرة، الآیة 109.
8. سورة الطور، الآیة 30.

 

1-کیف التفت علی(علیه السلام) فی صلاته للسائل؟3-هل انطلق علی (علیه السلام) من المدینة إلى المدائن فی لیلة واحدة؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma