السوال:
«البول» و«عرق البدن» کلاهما مواد زائدة، فَلِمَ کان أحدهما نجساً والآخر طاهراً، مع العلم أنّ ترکیبهما الکیمیائی متشابه؟
الجواب:
لابدّ من الإلتفات إلى أنّ البول والعرق متشابهان من حیث الترکیب الکیمیائی، إلاّ أنّهما یختلفان فی عدّة أمور، وهذا الاختلاف یمکن أن یؤدّی إلى اختلافهما فی الحکم، لأنّه کما سنرى أنّ البول یحتوی على بعض المواد السامة التی لا وجود لها فی العرق.
توضیح ذلک: یترکب البول من المواد الآتیة:
1 ـ الیوریا 2 ـ حامض الیوریک 3 ـ الأورات 4 ـ الأوروبیلین 5 ـ حامض الهایبوریک 6 ـ الاروکرم والأوروبیلین وکلاهما من ألوان البول 7 ـ المواد المعدنیة و«الکلوکوز» فی مرض السکر.
ویترکب العرق من المواد الآتیة:
1 ـ الیوریا 2 ـ حامض الیوریک 3 ـ الأورات 4 ـ المواد المعدنیة; وعلیه فالمواد اللونیة وحامض الهایبوریک وکلاهما سام ودرجة سمیة فیهما عالیة نسبیاً لیسا موجودین فی الترکیب الکیمیائی للعرق، والعرق یخرج من مسامات الجلد والتبخر مباشرة وهذا التبخر یمنع نشوء المکروبات على سطح البدن، بینما تبقى مختلف المکروبات فی البول. ومن هنا یمکن فهم حکم الشریعة بنجاسة البول وطهارة العرق. لأنّه;
أولا: یقتصر وجود المواد السامة على البول، ولا وجود لها فی العرق.
ثانیاً: مقدار الیوریا فی البول أضعاف ما هو علیه فی العرق والذی یحتوی على مواد سامة.
ثالثاً: حیث یتبخر العرق فلا یترک مجالا للمکروبات على الجسم.
رابعاً: ترکیبات البول تعدل عشرة أضعاف ترکیبات العرق غلظة، ونعلم أنّ هذا الفارق یمکن أن یجعل أحدهما ضارّاً والآخر خالیاً من الضرر. وبغض النظر عمّا سبق فإنّ اجتناب العرق أمر فی غایة الصعوبة ویوجب العدید من المعاناة، ولیس البول کذلک.
