1-هل یحق لنا الالسوال عن فلسفة الأحکام؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
6-هل یؤجر المفکرون والمخترعون یوم القیامة؟2-کیف نتعامل مع فلسفة الأحکام

إن کان لنا مثل هذا الحق فهل له حدود؟

یعتبر بحث فلسفة الأحکام والمقررات الشرعیة الإسلامیة من أهم الأبحاث المطروحة الیوم وتشکل القسم الأعظم من أسئلتنا وأجوبتنا. فکل شخص یسأل نفسه لماذا أصلی وأحج بیت الله، لماذا الربا محرم فی الإسلام، ما فلسفة حرمة لحم الخنزیر، لماذا یجیز الإسلام تعدد الزوجات، وما علة استعمال الأوانی الذهبیة والفضیة و...؟

لقد طرح هذا البحث سابقاً فی مجلة المدرسة الإسلامیة وکتب بعض الأعلام عدّة أبحاث رائعة ومفیدة بهذا الشأن، ویعتقد البعض أنّه لا ینبغی البحث عن فلسفة الأحکام، بینما یرى البعض الآخر العکس وأنّ هنالک ضرورة فی إدراک فلسفة الأحکام. وأمّا رأینا إن لم تستغربوا صحة الرأیین السابقین. فإننا نمتلک ولا نمتلک هذا الحق، أی أنّ استدلال کل طائفة صحیح ومقبول فی قسم معین لا بصورة کلیة.

توضیح ذلک: تشیر مطالعة المتون الإسلامیة ـ القرآن وأحادیث النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)والأئمّة الأطهار(علیهم السلام) ـ وکلمات الصحابة إلى أنّ بحث فلسفة الأحکام کان سائداً بینهم فی عصرهم، ولابدّ أن یکون کذلک. ذلک لأنّهم یرون الأسلوب القرآنی أسلوباً منطقیاً واستدلالیاً فیعطون لأنفسهم الحق فی التحری عن فلسفة الأحکام. والإسلام یتحدث عن الله الوجود المطلق واللامتناهی من حیث العلم والقدرة والغنى عن کل ما سواه، وکل أفعاله تستند إلى حکمة معینة ـ علمنا أم لم نعلم ـ ولا یشوبها أی عبث ولغو ولهو وقد بعث الأنبیاء لدعوة الناس إلى الحق والعدل ـ ولعل هذه الصورة التی یقدمها الإسلام تشجعنا على تحری فلسفة الأحکام والأسرار الدخیلة فی مصیرنا وسعادتنا.

وبالطبع فإننا نخطىء أن تصورنا اقتصار أسلوب القرآن على الاستدلال فی «أصول الدین» والقضایا العقائدیة دون «فروع الدین» و«المسائل العلمیة» فنحن نرى القرآن یردف تشریع الصوم بالقول: (لَعَلّکُم تَتَّقُونَ)(1) فیذکر فلسفة الصوم على أنّها التقوى من الذنب والتی تحصل فی ظل تربیة النفس من تلک الریاضة الإسلامیة. ویقول بشأن المسافرین المعفوین من الصوم: (یُرِیدُ اللهُ بِکُمُ الیُسْرَ وَلا یُرِیدُ بِکُمُ العُسْرَ)(2) فیذکر فلسفة ذلک بنفی العسر والحرج والمشقة.

ویقول بشأن تحریم القمار والخمر: (إِنَّمَا یُرِیدُ الشَّیْطَانُ أَنْ یُوقِعَ بَیْنَکُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِی الْخَمْرِ وَالْمَیْسِرِ وَیَصُدَّکُمْ عَنْ ذِکْرِ اللهِ وَعَنْ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ)(3). ویقول بشأن التعفف عن النظر إلى الأجنبیة: (ذَلِکَ أزکى لَهُم)(4).

وبشأن عدم دخول المشرکین إلى المسجد الحرام: (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِکُونَ نَجَسٌ فَلاَ یَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا...)(5).

وبشأن الفیىء (بعض أموال بیت المال) وعلة اختصاصه ببیت المال وصرفه فی موارد عامة: (کَىْ لاَ یَکُونَ دُولَةً بَیْنَ الاَْغْنِیَاءِ مِنْکُمْ)(6). وهکذا سائر الأمور التی لا مجال لذکرها.

کما تشیر السنّة إلى أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)والأئمّة الأطهار(علیهم السلام) کانوا یخوضون فی ذکر أسرار وفلسفة الأحکام بادىء الأمر أو بعد الالسوال، وکتاب علل الشرائع للمحدث المرحوم الصدوق ـ کما یبدو من اسمه ـ مجموعة من هذه الأخبار. وعلیه فحین ترى القرآن والأئمّة الذین یخوضون فی أکثر من موقع فی بیان فلسفة الأحکام، فإنّ ذلک دلیلاً على منحنا الحق فی الخوض فی هذه الأمور. ونخلص إلى هنا فی حقنا بالالسوال عن أسرار الأحکام على ضوء القرآن والسنّة وروایات الأئمّة(علیهم السلام).

ولو تصور أن ذکر فلسفة الأحکام یمکن أن تحد من أهمیتها وصرامتها وعمومیتها فإنّ ذلک التصور خاطىء، بل بالعکس فإنّ إشباع تطلعات عقل الإنسان وروحه تجعل تلک الأحکام جزءاً من ضروریاته واحتیاجاته لا بصفتها أحکام تعبدیة جافّة. ومن جانب آخر فإننا نعلم بأنّ معلوماتنا محدودة مهما تقادم الزمان، فنحن لا نعلم کل شیء، ولو کنّا نعلم لتوقفت قافلة العلم، وعدم علمنا هذا هو الذی یدفع العلماء لحث الجهود بغیة کشف المجهولات. ونعلم أنّ الأحکام الشرعیة تصدر من علم الله اللامتناهی، من ذلک المبدأ المنفتح على حقائق الوجود کافّة وسیان عنده الماضی والمستقبل والغیب والشهود. وعلى هذا الأساس فهل یسعنا توقع إدراک فلسفة الأحکام کافّة؟ فإن کان الأمر کذلک فما الحاجة إلى تشریع الأنبیاء للأحکام؟ وهل نعلم بکل أسرار الوجود والقوانین التی تحکمه؟ والأحکام التشریعیة لیست منفصلة عن حقائق الخلق والتکوین، فمعلوماتنا فی المجالین محدودة. ونستنتج من البحثیین:

إنّنا نستطیع إدراک الفلسفة الإلهیّة فی کل عصر وزمان على ضوء ما لدینا من معلومات. ومفهوم ذلک إننا لا نستطیع تعلیق طاعة الأحکام الشرعیة على إدراک فلسفتها، ذلک لأننا نکون قد زعمنا عدم محدودیة علمنا وجعلناه بمصاف علم الله وهذا ما لا ینسجم مع أیّ منطق.

وزبدة الکلام: البحث عن فلسفة الأحکام شیء وطاعة هذه الأحکام شیء آخر ولا یتوقف الثانی على الأول أبداً.

وإننا نبحث فی فلسفة الأحکام لنقف على آثارها وأهمیتها، لا لنرى هل ینبغی العمل بها أم لا؟ فالقضیة أشبه بالطبیب الحاذق الذی یقدم بعض الایضاحات لأدویة معینة، لنقبل علیها ونتفاعل معها، لأنّ استعمالها مشروط بذلک التوضیح، ذلک لأنّه ینبغی أن نکون أطباء أیضاً.

جدیر بالذکر أنّ المراد من دراسة أسرار الأحکام أن تحوک بعض الخیالات لتفسیر بعض الأحکام الشرعیة وتزعم أنّ هذه هی فلسفة وأسرار هذا الحکم أو ذاک، کأن نعتبر الصلاة مثلاً ریاضة بدنیة وحرکات سویدیة والأذان وسیلة لتقویة الحبال الصوتیة والصوم کنظام لإضعاف البدن والحج وسیلة لمساعدّة البدو والرکوع والسجود ریاضة للعمود الفقری! کلا لیس المراد ذلک; ذلک لأنّ هذه الخزعبلات المضحکة لا تشدّ أحداً إلى الأحکام، بل تدفع لفقدانها قیمتها واعتبارها.


1. سورة البقرة، الآیة 179.
2. سورة البقرة، الآیة 185.
3. سورة المائدة، الآیة 91.
4. سورة النور، الآیة 30.
5. سورة التوبة، الآیة 28.
6. سورة الحشر، الآیة 7.

 

6-هل یؤجر المفکرون والمخترعون یوم القیامة؟2-کیف نتعامل مع فلسفة الأحکام
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma