1-کیف یمکن للعدم أن یفیض الوجود؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
مـقدمـة2-هل النظام الذی یسود العالم دلیل على خلقه؟

السوال:

یؤمن الموحدون بأنّ الله خلق العالم من العدم، فکیف یکون العدم مصدراً للوجود؟

الجواب:

الالسوال المذکور یمثل أحد شبهات المدرسة المادیة. فزعماء هذه المدرسة یؤمنون بأنّ المادة قدیمة وأزلیة ویزعمون أنّها لم تسبق العدم، وهکذا أنقذوا أنفسهم من الشبهة المذکورة وأثاروها ضدنا فقالوا: إن زعمتهم أنّ المادة لم تکن موجودة ثم وجدت، فهذا یعنی خلق الوجود من العدم، فکیف یکون العدم من الوجود؟

والجواب عن هذا الالسوال: إنّ المادیین لم یقفوا على مراد الموحّدین من قولهم «خلق الله العالم من العدم» وتصوروا «من العدم» من قبیل «من الخشب» أو «من الحدید» فی الأمثلة التالیة: مثلاً یقال هذا الباب والنافذة من الخشب، وهذه الماکنة من الحدید، وهذا البیت من الحجر والطین، وبالطبع فإنّ الخشب والحدید والحجر علة مادیة، والعناصر الثلاثة هی المواد المکونة للباب والنافذة والماکنة، والأشیاء المذکورة صنعت منها، فهی المادة الحقیقیة والأساسیة لها. والحال لیس مراد الفلاسفة المسلمین من قولهم «خلق العالم من العدم» بمعنى أنّ العدم منشأ الوجود وأساسه وأنّه المادة المکونة له. بل مرادهم أنّ العالم لم یکن ثم کان، دون أن یکون للعدم أدنى مدخلیة فی ظهوره وتکونه.

وأوضح من ذلک: أنّ المادیین الذین یعتقدون بأنّ ذرات العالم قدیمة وأزلیة وغیر مسبوقة بعدم، ویقابل ذلک الإعتقاد الإسلامی الذی یرى حدوث جمیع الذرات وسبقها العدم، اطلقوا تلک العبارة فی أنّ العالم خلق من العدم، أی لو تصفحنا أوراق الوجود وعدنا إلى الوراء، فإننا سنبلغ نقطة تنتهی فیها أوراق الوجود وسوف لن یکون هنالک أی مظهر للوجود. والردّ على هذه الشبهة ما ذکرناه آنفا، ولو اغضضنا الطرف عمّا ذکر، فإنّ هذه الشبهة ترد على أصحاب النزعة المادیة، ذلک أنّ القدیم عندهم المادة وذرات العالم، وأمّا الصور والأشکال التی تظهر من ترکب هذه الذرات فستکون حادثة قطعاً ومسبوقة بعدم، بمعنى أنّها تکونت من العدم. فملیارات الأحیاء والنباتات مثلاً لها صور جوهریة وأشکال معینة ظهرت من ترکیب الذرات، والقدیم والأزلی من وجهة نظر المادی بالنسبة للإنسان والحیوان والنبات والنجوم إنّما یتمثل فی ذراتها، وأمّا الصورة الخاصة الإنسانیة والشکل الحیوانی والنباتی لکل فرد منها حادث; أی لم یکن ثم صار لاحقاً.

مثال آخر: تأخذ بیدک قلما وترسم صورة على لوح. فالذی کان سابقاً مادة الصورة (القلم) لا نفس الصورة، والصورة شیء لم یکن ثم کان فیما بعد، وعلیه فنحن نطرح هذا الالسوال على المادیین بشأن ظهور الصور فنقول: کیف ظهرت هذه الصور الجوهریة (کالإنسان الخارجی) والعرضیة (کالصورة التی ترسم على الورقة) من العدم، وکل ما یجیب عنه المادیون بشأن ظهور هذه السلسلة من الصور والأشکال، هو ذاته الذی نجیب عنه بشأن ظهور المادة.

 

مـقدمـة2-هل النظام الذی یسود العالم دلیل على خلقه؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma