السوال:
لماذا یجب علینا استقبال القبلة عند الصلاة بینما نحن نعلم أنّ الله فی کل مکان؟
الجواب:
استقبال القبلة فی الصلاة لا یعنی أنّ الله یوجد فی مکان معین، فقد صرّح بذلک القرآن ضمن الآیات المتعلقة بالقبلة (وَللهِِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَیْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ)(1)والآیة (قُلْ للهِِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ)(2); بل کون الإنسان جسماً ومن خصائصه الاتجاه نحو جهة معینة عند الصلاة، مع ذلک سعى الإسلام لتوظیف هذه المسألة لصالح هذه العبادة (الصلاة)، فنحن نعلم أنّ الکعبة أقدم مرکز توحیدی، والبیت الذی بناه إبراهیم الخلیل(علیه السلام)بطل التوحید وشدّت إلیه الأنبیاء والأولیاء کافّة، فالتوجه إلى هذا المرکز التوحیدی توجه لله ـ صحیح أنّه لیس لله مکان، إلاّ أنّ من یقف أمام هذا المرکز فهو أقرب إلى الله من عدّة جهات وکأنّه یرى نفسه حاضرة عنده.
إضافة إلى ذلک فإنّ توجه مسلمی العالم کافّة إلى هذا المکان المقدّس خمس مرّات یومیاً یرسخ فی نفوسهم روح الوحدة والإلفة ویربط الشرق الإسلامی بغربه ویبرز عظمة المسلمین، وبالتالی یعکس جوهر التعالیم الإسلامیة بصیغة وحدة هدف وعقیدة.