12-مفهوم البداء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
11-أعمالنا والعلم الأزلی13-فلسفة البلاء

السوال:

ما المراد من «البداء» الذی یمثل احدى عقائد الشیعة؟ وهل صحیح ما یقال من 0أنّ الإمام الصادق(علیه السلام) قال قبل وفاة ولده «إسماعیل» الإمام من بعدی ولدی إسماعیل. ولکن لما توفی قی حیاة الإمام قال: کان لله بداء فی إمامة ولدی إسماعیل؟!

الجواب:

للأسف أنّ موضوع «البداء» کان من بین المواضیع التی شنع بها المخالفون وحتى بعض علماء المسلمین على الشیعة فنسبوا لنا بعض القضایا الجوفاء دون أدنى تحقیق ومطالعة بشأن هذا المفهوم حسبما ورد فی مصادر أعلام الطائفة وعلماء العقائد والمذاهب لیتشبثوا بکلمة واحدة وذکروا لها عدّة تفسیرات لا تمت بصلة لعقائد الشیعة.

ومن المسلم به أنّ مثل هذه التفاسیر الشاذة لا تصدر عن عالم ومحقق «حتى وإن کان من المخالفین»، بل لا تصدر سوى عن بعض المتعصبین الذین یفتشون عن بعض الذرائع هنا وهناک لاستغلالها فی تحقیق أغراضهم ومأربهم ; فهم یتربصون على الدوام علّهم یسمعون کلمة من الطرف المقابل لیتناولوها على طریقتهم فیعمدوا إلى ممارسة التضلیل والتشهیر

وبالتالی شنهم لحربهم الدعائیة ضد هذا المذهب، ولعل لفظ «البداء» من بین هذه الکلمات التی سعوا لتشویهها.

على کل حال للوقوف على حقیقة معنى کلمة «البداء» على ضوء عقائد الشیعة، نلفت الانتباه إلى معنى هذا المفهوم بشکل مختصر.(1) تعنی کلمة البداء فی العربیة: الظهور. قال تعالى فی کتابه العزیز بشأن الظلمة (وَبَدَا لَهُمْ سَیِّئَاتُ مَا کَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا کَانُوا بِهِ یَسْتَهْزِئُون)(2). ویقال أیضاً: بدا من فلان کلام فصیح، وتستبدل (من) أحیاناً بحرف (اللام) فیقال: بدا لفلان کلام صحیح. ومعنى العبارة الثانیة نفس معنى العبارة الأولى. فإنّ عرفنا معنى العبارة الآن «بدا لفلان» نعود إلى أصل الموضوع: ما أکثر ما تتوفر لدینا مقدمات عمل معین، ولکن ربّما تطرأ بعض الأحداث المفاجئة وتتغیر الظروف بحیث لا یتمّ ذلک العمل، فیقال هنا إنّ الله لم یُرِدْ حصول هذا العمل، کما یمکن استبدال کلمة «بد» هنا فیقال: (بدا لله أنّه لا یرید هذا). وعلیه لیس المراد (اتضح لله) لتستلزم الجهل بالتقدیر الثانی، بل المراد (اتضح لنا من الله). ومن البدیهی أن یخلو هذا الموضوع من القدح ; وهو الموضوع الذی یقع مراراً طیلة حیاة کل إنسان بحیث یشهد وقوع بعض الأمور غیر المتوقعة، وهذه هی حقیقة «البداء». والآن نرى کیف امتزج هذا الموضوع بعقائد الشیعة وأصبح جزءاً منها ؟

إننا نعتقد (وتشهد على ذلک الآیات القرآنیة والأخبار والروایات) بأنّ البلاء قد یستکمل کل مقوماته وقدراته، ولعل هاجس وقوعه یکون قائما، غیر أنّ الناس یلتجئون إلى الله ویتضرعون إلیه ویقلعون عن أفعالهم السیئة وتسود بینهم حالة من التعاون والتعاضد ویقومون بالأفعال الحسنة، فیرفع الله عنهم البلاء ببرکة أفعالهم وهذا بحدّ ذاته أحد مصادیق البداء. وأحیاناً بالعکس حیث تکتمل مقدمات نعمة وخیر، فیأتی الناس ببعض الأعمال التی تحول دون ذلک وهذا هو البداء.

وما أکثر الحالات التی یتغیر فیها مصیر الإنسان أثر أعماله الصالحة والطالحة وهذا أحد امتیازاتنا فی أنّ نعتقد بأنّ مصیرنا یتوقف على أعمالنا. قد یقال لله بداء فی الموارد المذکورة وذلک على ضوء أفکارنا وحساباتنا، لأنّ الإنسان على أساس محدودیته یتصور الجزم بوقوع الحادثة الفلانیة أو قطعیة عدم وقوعها، وحین یرى خلاف ذلک ویقف على خطأ حساباته یزعم على ضوء فکره أنّ لله بداء فی هذه الحادثة، والحال لا یلیق بالله البداء بل الإبداء.

والخلاصة فإنّ وقوع الحوادث المفاجئة والتی لا تنسجم مع الظروف القائمة یبدو لنا «بداءً»، أی أنّ الشیء الذی کان خفیاً علینا بدأ الآن; إلاّ أنّه ابداء من جانب الله، أی اظهار لما أخفاه، وما یستعمل أحیاناً بشأن الله من لفظ بداء بدل ابداء إنّما هو من قبیل المقارنة المذکورة.

وأمّا بشأن إسماعیل ابن الإمام الصادق(علیه السلام) فقد قال(علیه السلام): إنّه کان مقدراً أن یقتل ولدی اسماعیل، فدعوت الله أن یصرف عنه شر الأعداء، فأجاب الله دعائی ولم یقتل، بدا لله فی اسماعیل. وهذا مضمون حدیث روته مصادر الشیعة ومعناه على ضوء ما ذکرناه واضح، ولا یرتبط بمسألة إمامة إسماعیل ولا ندم الله تعالى ! ولکن کما قلنا إنّ بعض الأفراد المتعصبین الذین یسعون لإستغلال کل حادثة، تشبثوا بکلمة «البداء» وزعموا: (أنّ الشیعة یعتقدون بأنّ الله یندم أحیاناً على بعض أفعاله فیعید النظر فیها، فکان من المقرر أن یکون إسماعیل ابن الإمام الصادق(علیه السلام) هو الإمام ثم ندم !). والحال یعتبر علماء الشیعة کل من یؤمن بهذه العقیدة کافراً. فأین الشیعة من هذه التهمة الشنیعة !! ولا ندری ما السبب الذی یجعل مثل هؤلاء الأفراد یتحفظون حتى عن مطالعة کتاب واحد من مؤلفات أعلام الطائفة ومحققیهم بهذا الخصوص لیقفو على الحقیقة فیعلموا: أولاً: ما هو البداء وثانیاً: ماذا کانت قصّة إسماعیل ابن الإمام(علیه السلام) ! أننا نأمل أن تنقشع سحب التعصب الظلماء عن سماء الإسلام وتزول السموم التی ترمی إلى بث الفرقة والتشتت فی صفوف المسلمین التی تشار من قبل المتعصبین من الافراد و الجهال.


1. هذا الشرح عصارة آراء المحققین وعلماء العقائد الشیعیة خاصة ما أورده العلاّمة الجلیل والمتکلم والفقیه المعروف الشیخ المفید فی کتابه (أوائل المقالات) وشرح رسالة (اعتقادات الصدوق) والتی تتضمن بیان عقائد الشیعة بهذا الخصوص وتزیل عنها الابهام والغموض.
2. سورة الزمر، الآیة 48.

 

11-أعمالنا والعلم الأزلی13-فلسفة البلاء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma