السؤال:
ما المراد بالآیة الشریفة (فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْکُنَّسِ)؟(1)
الجواب:
«الخُنَّس»: تعنی لغویاً الرجوع، و«الکُنَّس»: الخفی والجوار جمع جار، والمراد من هذه الآیات کما تشهد ما قبلها وما بعدها من آیات وأیّده المفسرون، الکواکب السیارة التی ترى بالعین (عطارد والزهرة والمریخ والمشتری وزحل) وهی فی حرکة وتظهر أحیاناً وتغیب أخرى. ویلفت القرآن الانتباه إلى وضعها الخاص والاستثنائی وحرکتها وعظمة خالقها بواسطة القسم بها.
کما ینبغی الإلتفات إلى هذه النقطة وهی أنّ علماء الفلک اصطلحوا علیها بالنجوم «المُتَحَیِّرة» لأنّها لا تتحرک على خط مستقیم، ویبدو أنّها تسیر مدّة ثم تعود، ومن ثم تواصل مسیرتها، وقد وردت عدّة أبحاث فی کتب الهیئة بشأن أسباب ذلک. ولعل الآیات المذکورة التی وصفت هذه النجوم (بالجوار الکنس) أشارت إلى خط السیر المتأرجح لهذه الکواکب (طبعاً لهذا السیر جانب ظاهری فی مشاهدتنا). على کل حال فهذه کواکب سیارة ووضعها الاستثنائی شخّص کونها من الثوابت.