32-هل تنسجم هذه الآیة مع عصمة النبی؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
31-لماذا کان ابن نوح لیس من أهله؟33-ما معنى (کُلُّ شَیْء هَالِکٌ إِلاَّ وَجْهَهُ)؟

السؤال:

إذا کان نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) وسائر الأنبیاء(علیهم السلام) معصومین من الذنب فما المراد من غفران ذنب النبی فی هذه الآیة: (إِنَّا فَتَحْنَا لَکَ فَتْحاً مُبِیناً * لِیَغْفِرَ لَکَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِکَ وَمَا تَأَخَّرَ وَیُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَیْکَ وَیَهْدِیَکَ صِرَاطاً مُسْتَقِیماً)(1).

الجواب:

لابدّ من الالتفات أولا إلى أنّ زعماء النهضات والثوار الذین یسیرون خلاف الرأی العام ویسعون إصلاح المجتمعات المنحطة إنّما یواجهون سیلا من التهم والافتراءات. والتهمة إحدى الحراب السائدة فی المجتمعات المتخلفة بحیث تعدّ تلک الشخصیات نفسها لهذه التهم. ونبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) لم یستثن من هذه القاعدّة، فقد واجه معارضة قریش واتهاماتها الرخیصة. فمن کان صادق وأمین قریش بالأمس، اتّهم بالسحر والکهانة والجنون والافتراء على الله منذ الیوم الأول الذی تصدى فیه لأفکارهم ودعاهم لله وعبادته، وبالطبع إن لم تؤثر تلک الاتهامات فی البعض، لکنّها انطلت على البسطاء من الناس وشککتهم فی صدق مزاعم النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فظلّت جماعة تعیش هذا الشک حیال الاتهامات مدّة من الزمن.

فکیف یمکن فی ظلّ هذه الظروف القضاء على التهم وایضاح الحقیقة. هنالک أسلوب واحد فإن انتصر هذا الرجل المصلح وعکس نتائج نشاطه ولمس الناس معطیاته ذابت تلک التهم وتحولت إلى امتیازات فریدة ومعنویة عظیمة، وإلاّ ظلّت هذه الاتهامات فی أذهان البعض لمدّة وأثرت فیهم.

وهذا ما یمکن ذکره بالنسبة للنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، فقد اقتحم المیدان بسلسلة من المفاهیم والقوانین السامیة لصالح الناس وضد الجهاز الحاکم، وکان یخبر عن انتصاراته فی المستقبل وقد تغلّب على جمیع الصعوبات بعنایة الله وصبره وإستقامته وشدّ أزره بأصحابه الأوفیاء حتى اجتاح مراکز الشرک وفتح مکة. فأدّى ذلک النصر إلى استسلام قریش للإسلام، فقد تمکن بتحقیقه لهذا النصر من إخماد أصوات المفترین والکذابین، وعلیه فلا یمکن نعته بالجنون والسحر والکهانة بعد هذا النصر، ذلک لأنّ من اتصف بهذه النقائص الفکریة لا یحقق مثل هذه النهضة.

وعلیه فالمراد من «الذنب» تلک التهم الجوفاء التی کانت مترسخة فی قلوب بسطاء قریش حتى قبیل فتح مکة وقد أبطل النصر کل تلک التهم. وبالطبع کانت ستستمر تلک التهم لو لم یحرز النبی تقدماً وبقى الوضع کما کان قبل الفتح. ویؤید هذا التفسیر أمران:

1 ـ صریح الآیة، إننا أعددنا فتح مکة لنغفر لک فی ظلّ ذلک ذنوبک. فإن کان المراد من غفران الذنب ابطال تلک التهم ـ کما بینا ـ لصح واتضح الإرتباط بین «فتح مکة» و«غفران الذنب»; وإن کان المراد الذنوب الشرعیة فإنّ غفرانها عن طریق التوبة لا من خلال فتح عسکری ونصر ظاهری.

2 ـ المفاد الواضح للآیة أنّ هذا الفتح والنصر سیوجب غفران الذنوب المتقدمة والمتأخرة، ولا تصح هذه العبارة إلاّ أن یکون المراد تلک التهم والافتراءات، أی أنّ هذا النصر الاجتماعی العظیم أدّى إلى زوال التهم السابقة وسوف لن یلجأ فی المستقبل أحد إلى توجیه التهم للنبی الأعظم(صلى الله علیه وآله)، بینما لیس لغفران الذنوب المتأخرة من معنى لو کان المراد الذنوب الشرعیة.


1. سورة الفتح، الآیة 1 و 2.

 

31-لماذا کان ابن نوح لیس من أهله؟33-ما معنى (کُلُّ شَیْء هَالِکٌ إِلاَّ وَجْهَهُ)؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma