68-هل هناک منافاة بین حریة الإنسان ومکافحة الفساد

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
67-کیف کان زواج أبناء آدم69-العفو والقصاص

السؤال:

یفتخر الإنسان أنّه خلق حرّاً فی الاختیار، وعلیه فکیف یأمر الإسلام بتعاون المؤمنین مع بعضهم على البر والتقوى ومنعهم من العدوان؟ إلاّ یدعو الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر إلى سلب حریة الإنسان؟ وبغض النظر عن ذلک لو قام جمیع الأفراد بهذه الوظیفة لسادت المجتمعات الفوضى؟

الجواب:

المراد من الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر هذین الرکنین الإسلامیین الاجتماعیین دعوة الأفراد إلى الخیر والصلاح وصدهم عن الشر والفساد ومکافحة أنواع الانحرافات الاجتماعیة والأخلاقیة. ولابدّ من القول قبل کل شیء هل إجراء هذین المبدأین فی المجتمع الذی تسود جمیع أفراده حالة من التعاون والمصیر المشترک بنفع المجتمع أم لا؟ فإن کان بنفع المجتمع تطلب ذلک الحد من الحریة الفردیة.

فأسلوب حیاة الإنسان فی الصور القدیمة کان بصیغة جماعات قلیلة تقطن الکهوف وشقوق الجبال والغابات، ولم تکن تحکمها حالة من التعاون والتوادد، ولعل مکافحة الفساد ومنع الانحراف لا یبدو ضروریاً فی ظهر هذه الحیاة التی لا یعتمد فیها مصیر کل فرد على الاخر، بینما لا یبدو کذلک فی المجتمع الذی یعیش وحدة المصیر، فأفراد هذا المجتمع کأبناء الأسرة الذین تسودهم اللحمة بحیث لا یسع أحدهم الإنفصال عن الآخر، وعلیه فتصرفات کل فرد تنسحب على المجتمع، وعلى هذا الضوء لا یسع أحد أن یتخذ موقف المتفرج ویرى نفسه بعیداً عن أفعالهم الصالحة والطالحة.

والانحرافات الخلقیة کالأمراض المعدیة ـ شئنا أم أبینا ـ تصیب الآخرین، وعلیه فلابدّ من مقاومتها، إلاّ لاجتاحت جمیع البلدان. کما أنّ الانحراف الأخلاقی والاجتماعی ـ کالمرض العضوی ـ یترسخ بسرعة ویستشری فی صفوف المجتمع. افرض أنّ أحدهم جعل داره مرکزاً للفساد وفسح فیها المجال للفاسقین، فهل تبقى حصانة للبنین والبنات الذین یشهدون تلک الدعارة کل لحظة، أم أنّ هوس الشهوة سیدفع بهم إلى ذلک المکان لتتسع دائرة الفساد بالتدریج.

ومن هنا لابدّ من القول إنّ التصدی للانحراف الأخلاقی والاجتماعی یضمن سعادة المجتمع الذی یعیش أفراده مع بعضهم البعض، والسکوت هنا جریمة ولعله لا ینجو من الهلکة. ولذلک أشار القرآن لهذه الحقیقة فقال (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِیبَنَّ الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْکُمْ خَاصَّةً...)(1).

وقد طرح أحدهم هذا الالسؤال على النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)فأجابه بتصویر الحالة کالسفینة التی رکبها جماعة وهم أحرار فهل یحق لأحدهم خرق البقعة التی یشغلها، طبعاً إن خرقها هلک وأهلک الجمیع. فمجتمعنا أشبه بالسفینة ورکابها الأفراد، فهم شرکاء فی المصیر ولا یمکن لأحدهم الاستقلال عن الآخرین. فالواقع هنالک فارق کبیر بین النظرة الإسلامیة لحریات الفرد وسائر المدارس السائدة فی عالمنا المعاصر. فالحریة فی عالمنا المعاصر محترمة ما لم تصطدم بالمجتمع وإن جرت الویلات على ذلک الشخص وأدّت به إلى البؤس والشقاء أمّا الحریة فی الإسلام فتبقى محترمة ما لم تؤثر على المجتمع ولا تخل بسعادته وتقوده إلى التعاسة. فالإسلام لا یسمح بالنزوع إلى الوثنیة وعبادة الموجودات التی تدفع إلى السقوط والانحطاط، بینما تبیح ذلک المدارس المعاصرة. وللأمر بالمعروف والنهی عن المنکر ودعوة الآخرین إلى الخیر وصدهم عن الشر درجات ومراتب، فما تعلق بالآخرین انطلق من الموعظة والنصیحة لأخوة الدین، بل یمکن توطید العلاقة معهم وهذا النوع من مکافحة الفساد لا یؤدّی إلى أی فوضى، أمّا الدرجات الأرفع (کتنفیذ العقوبات وإجراء الحدود الإلهیّة بشأن العصاة) فلابدّ أن تتم من قبل الحکومة الإسلامیة وعلى غرار عهد النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) ولیس لأی فرد عادی التصرف بمفرده.


1. سورة الانفال، الآیة 25.

 

67-کیف کان زواج أبناء آدم69-العفو والقصاص
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma