14-الإسلام والشفاعة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
13-هل یشبه دعاء الندبة عقائد الکیسانیة؟!15-هل استدل أمیر المؤمنین(علیه السلام) على خلافته بحدیث الغدیر؟

السوال:

هل فی الإسلام شفاعة أم لا؟ إن کانت هناک شفاعة فکیف سبیلها إلى الله؟ فلعل الشفاعة نوع من الواسطة! ونتیجتها الحصول على موقع دون استحقاق.

الجواب:

هنالک شفاعة فی الإسلام وهی من المفاهیم الإسلامیة المسلّمة، ویعلم کل من لدیه أدنى معرفة بالقرآن والسنّة بقطعیة الشفاعة لمن یستحقها ولا مجال للشک والریب فیها. وقبل الخوض فی الأدلة النقلیة على الشفاعة، لابدّ من توضیح حقیقتها لیعلم فرقها عن الواسطة.

فالشفاعة لغة تعنی ضم شیء لآخر، واصطلاحاً بمعنى مساعدّة أولیاء الله (الأنبیاء والأئمّة والصلحاء) لانقاذ الأفراد الذین ارتکبوا الأخطاء طیلة حیاتهم. وبالطبع فإنّ المساعدّة لانقاذ المذنبین لها صورتان: إحداهما تشبه الواسطة التی تدعو إلى الظلم، والأخرى درس وتهذیب ونافذة أمل ووسیلة تکامل. فإن کان الفرد المشمول بالشفاعة یفتقر لأی أهلیة واستحقاق فهذا نوع من الظلم وتشجیع على الخطیئة وممارسة الجریمة.

وهذه شفاعة مرفوضة والأمل بهذه الشفاعة یدفع بالأفراد إلى عدم التورع عن ارتکاب أیّة جنایة، ومن المسلم به أنّ الآیات لا تنشد مثل هذه الشفاعة التی یدینها العقل والمنطق. أما إن شمل بعض المذنبین بشفاعة الشفعاء یوم القیامة لإیمانهم بالله وعلاقتهم بأولیائه، فإنّ هذه الشفاعة لا تنطوی على أی ظلم، بل هی عین العدل ووسیلة تربویة وعودة الأفراد المذنبین عن حالة التذبذب.

وتوضیح ذلک: إنّ شفاعة أولیاء الله کما یصرح القرآن تتوقف على إذن الله ولیس لأحد من شفاعة دون إذن الله تعالى. ومن هنا یتضح أنّ إذن الله سبحانه لیس اعتباطاً، وهذا الإذن یشمل من یستحق العفو والصفح، وإن قارف بعض الذنوب فإنّها لا تصل إلى حدّ الطغیان والتجبر، وإن ضعفت علاقته بالله فهی لم تنقطع. وعلیه فالبشارة بالشفاعة بهذا المعنى تحذیر للأفراد الذین یقارفون أحیاناً بعض المعاصی بالعودة إلى ذاتهم والکفّ بأسرع وقت عن ممارساتهم ودیمومة علاقتهم بربّهم وعدم الابتعاد عن قبس الشفاعة، وإلاّ فلیس هنالک من سبیل للنجاة. ولا یخفى تأثیر هذا الشعور فی عودة الأفراد إلى الطریق المستقیم وإعادة النظر فی أعمالهم الخاطئة، فهو بمثابة الأمل فی إضاءة الحیاة ممّا علق بها من ظلام.

وقد دلت التجربة على أنّ نافذة الأمل إن فتحت بوجه المجرمین وشعروا بالأمل أو النجاة إن هم أعادوا النظر فی أعمالهم الخاطئة فإنّ أغلبهم سوف یقلع عمّا هو علیه ویعود إلى رشده وصوابه. ولعلنا نلمس ذلک فی قوانین العقوبات العالمیة التی تتضمن قوانین العفو عن السجناء وکبار المجرمین المحکومین بالسجن المؤبد، وسرّ ذلک فسح المجال أمام الآخرین للکفّ عن أخطائهم، ولولا هذا الأمل لما کان هناک ما یدعو هؤلاء الأفراد للاقلاع عن الجریمة.

فالشفاعة بالنسبة للأفراد المستحقین لا تعدو کونها بارقة أمل بغیة إعادة النظر فی الحیاة الدینیة والأخلاقیة، وتختص بأولئک الذین أبقوا على علاقتهم بالله وأولیائه، بینما لا تشمل هذه الشفاعة أولئک الذین أدبروا عن الله وأفنوا أعمارهم فی مقارفة الذنوب والمعاصی. ویمکن بیان الفارق بین هذین الصنفین بالمثال التالی: أفرض أنّ جنوداً أُمروا

بفتح قلعة على سفح جبل حیث تحظى هذه القلعة بأهمیّة فی حفظ بلدهم من العدوان الخارجی، وقد زودهم آمر ماهر بکل الوسائل التی یحتاجونها فی الصعود إلى الجبل وفتح القلعة فأمرهم بالصعود. فکانت هنالک فئة من الجنود استقرت عند بدایة الجبل ولم تطع الأوامر، وأخرى إمتثلت الأمر وباشرت الصعود فکان فیها بعض الأفراد الضعاف الذین یتوقفون فی بعض المواقع ویصعب علیهم بمفردهم تجاوز بعض النقاط الصعبة، فما کان من هذا الآمر إلاّ أن مدّ ید العون لأولئک الضعاف وأخذ بأیدیهم لیعبروا تلک النقاط الصعبة. فهذه المساعدّة والمعونة شفاعة نحو الأفراد السائرین على الطریق، ولا مانع من أن یعلن الآمر قبل الصعود بأنّه سیقف إلى جانبهم فی المواقع الصعبة حتى یحققوا الهدف. فهذا الإعلان المسبق یبعث الأمل فی نفوسهم نحو تحقیق الهدف. فهل الشفاعة بقصد إنقاذ الأفراد حثّ على الذنب ونوع من الظلم!

القرآن والشفاعة:

یمکن تقسیم الآیات الواردة فی الشفاعة إلى ثلاث طوائف:

1 ـ الآیات النافیة للشفاعة مثل: (وَاتَّقُوا یَوْماً لاَ تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْس شَیْئاً وَلاَ یُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ یُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ یُنصَرُونَ)(1).

2 ـ الآیات التی تقتصر بالشفاعة على الله تعالى: (مَا لَکُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِىّ وَلاَ شَفِیع...)(2).

3 ـ الآیات التی تصرح بوجود الشفعاء الذین یشفعون بإذن الله تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ...)(3). و(یَوْمَئِذ لاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِىَ لَهُ قَوْلا)(4). فهذه الآیات تثبت وجود الشفعاء یوم القیامة الذین یشفعون بإذن الله للمذنبین وأنّ الله سیقبل شفاعتهم(5).

وهکذا یتضح موقف من یشکل أو ینفی الشفاعة على ضوء الآیات القرآنیة الواردة فی الشفاعة.

الآیات النافیة للشفاعة:

یتضح الهدف من الطائفة الأُولى من الآیات التی تنفی الشفاعة من خلال الأخذ بنظر الاعتبار العقائد الخرافیة السائدة لدى الوثنیین بشأن شفاعة الأصنام; حیث کان یزعم أولئک أنّ الأصنام شفعاؤهم عند الله: (وَیَقُولُونَ هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ)(6).

وأغلب الآیات التی تنفی أساس الشفاعة ترتبط بهذا النوع الذی کان یؤمن به عرب الجاهلیة. ومن هنا حین نقل القرآن فی الآیة 43 و 44 من سورة الزمر شفاعة الأوثان فندها وذکر الشفاعة لله: (أَمْ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ شُفَعَاءَ... * قُلْ للهِِ الشَّفَاعَةُ جَمِیعاً...).

أمّا هدف سائر الآیات التی تنفی حسب الظاهر الشفاعة فهو إدانة التصورات الباطلة للیهود; لأنّ هؤلاء کانوا یتصورون أنّهم سینالون شفاعة أخیارهم لأنّهم کانوا أنبیاء ومهما ارتکبوا من ذنوب. وکانوا یتصورون بإمکانهم فداء ذنوبهم، على غرار سلوکهم فی الدنیا عن طریق الرشوة والهدیة لتزویر الحقیقة وتغییر رأی القاضی.

فالقرآن الکریم یفند هذا الزعم لیعلن عدم وجود الواسطة والشفاعة والفداء یوم القیامة ولیس هنالک ما ینجی الإنسان سوى عمله فیقول: ((وَاتَّقُوا یَوْماً لاَ تَجْزِی نَفْسٌ عَنْ نَفْس شَیْئاً وَلاَ یُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ یُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ یُنصَرُونَ)(7). وعلیه فآیات الطائفة الأولى والثانیة ناظرة لعقائد الجاهلیة والیهود بقرینة ما قبلها وما بعدها من الآیات، وهی منفصلة عن الطائفة الثالثة التی تثبت الشفاعة إجمالا. ولیست هنالک من منافاة بین تلک الطائفة من الآیات (الطائفة الثانیة) التی تعتبر الشفاعة من الله تعالى.

والطائفة الثالثة التی تشیر إلى وجود الشفعاء الذین یشفعون بإذن الله تعالى; لأنّ الشفاعة أساساً من الله وللآخرین بإذنه.


1. سورة البقرة، الآیة 48; وبعض الآیات القریبة من هذا المعنى مثل الآیة 123 من سورة البقرة; والآیة 48 من سورة المدّثر.
2. سورة السجدة، الآیة 4.
3. سورة البقرة، الآیة 255.
4. سورة طه، الآیة 109; وقد وردت الآیات القرآنیة القریبة من هذا المعنى راجع سورة الأنعام، الآیة 51; وسورة الزمر، الآیة 44.
5. وردت عدّة آیات بهذا المضمون، راجع: سورة یونس، الآیة 3; وسورة الأنبیاء، الآیة 28; وسورة مریم،
الآیة 87; وسورة سبأ، الآیة 23; وسورة الزخرف، الآیة 86; وسورة النجم، الآیة 26.
6. سورة یونس، الآیة 18.
7. سورة البقرة، الآیة 48. وردت هذه الآیة ضمن وقائع وقصة بنی اسرائیل فی سورة البقرة، ومن هنا فإنّها رواردة بشأن عقائد الیهود فی الشفاعة.

 

13-هل یشبه دعاء الندبة عقائد الکیسانیة؟!15-هل استدل أمیر المؤمنین(علیه السلام) على خلافته بحدیث الغدیر؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma