السوال:
لِمَ یعذب الله المذنبین فی جهنم رغم غناه المطلق وقاهریته، وما الهدف من هذا العذاب فی الآخرة؟
الجواب:
أولا: لابدّ من الإلتفات إلى أنّ الثواب والعقاب یوم القیامة على ضوء الآیات والروایات نتیجة قطعیة لأعمالنا الدنیویة وسنلمس هذه النتیجة شئنا أم أبینا. على غرار أعمال البشر فی هذا العالم التی تنطوی على سلسلة من الملازمات الضروریة، مثلا الشخص الذی یدمن المخدرات لابدّ أن یعیش المعاناة طیلة حیاته، کما لابدّ أن یعانی مدمن الخمر من بعض الأمراض التی تصیب قلبه وکبده، وهکذا فإنّ لأعمالنا الصالحة والطالحة آثاراً ولوازمَ ستنکشف فی ذلک الیوم، وعلیه فإنّ جانباً مهمّاً من الثواب والعقاب ولید أعمالنا وأثر مباشر لممارساتنا ولیس لنا حق الإعتراض، ولو أسّسنا حیاتنا على أُسس صحیحة وسلیمة فسوف لن نشهد أیّة نتیجة مریرة، وکما لا تتنافى نتائج أعمالنا فی هذا العالم مع غنى الله ورحمته، فإنّ نتائج أعمالنا ستکون کذلک یوم القیامة.
ثانیاً: إنّ الثواب والعقاب یوم الجزاء ضامن تطبیق التعالیم السماویة وینطوی على بعد تربوی، فالله تعالى بوعده ووعیده الحق دعى عباده لأفعال الخیر وحذرهم من أفعال الشر. ولن یکون لهذا الوعد من فاعلیة إلاّ حین یکون حتمیاً، ولو احتمل عدم الوقوع لفقد دوره التربوی، وسوف لن یکون هنالک من مسوغ لأن یحتمل الفرد بعض التکالیف الثقیلة ویبادر إلى الخیرات أو یمتنع عن أکثر القبائح.
فالثواب والعقاب الالهی یمکنه ضمان اجراء احکام السماء و تعالیمها حین تکون وعود قطعیة تأبى الخلف و دون ان یتسلل إلیها أی نوع من احتمال التخلف و ان الله منزه عن عدم العمل بوعده.
