12-فلسفة غیبة المهدی(علیه السلام)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
11-من هم نواب إمام الزمان «عج»؟13-هل یشبه دعاء الندبة عقائد الکیسانیة؟!

السوال:

نعلم أنّ المهدی ـ الحجّة بن الحسن العسکری(علیه السلام) ـ غاب عن الأنظار عام 260هـ وقد مرّت لحد الآن ألف سنة على هذه الغیبة; والذی نرید أن نعرفه: ما فلسفة هذه الغیبة الطویلة؟

الجواب:

لابدّ من الإلتفات بادئ الأمر إلى أنّ غیبة الإمام عن أنظارنا لا تعنی أنّه یعیش فی عالم آخر غیر عالمنا، أو تبدل وجوده الجسمی إلى وجود غیر مرئی کأمواج الأثیر; بل معنى غیبته أنّه یعیش بین الناس وأنّهم یرونه، لکنهم لا یعرفونه، وهو یعیش عیشة طبیعیة.

أمّا لماذا طالت غیبته وما فلسفة ذلک؟ فلابدّ من القول: هنالک اختلاف کلی بین مشروع الإمام ومشروع الأنبیاء وسائر الأوصیاء، فمشروعه لیس تشریعیاً، بل مشروعه إجرائی للعالم کافّة; بمعنى له مهمّة تطبیق جمیع المبادئ الإسلامیة فی العالم وبسط العدل والقسط بین صفوفه. صحیح أنّ الأنبیاء والأوصیاء نفذوا جانباً من هذا المشروع، إلاّ أنّ هذه القضیة لم تتخذ بعداً عالمیاً وشمولیاً بفعل غیاب الاستعداد عن أغلب ابناء العالم.

ومن الواضح أنّ تطبیق هذا المشروع الثوری العالمی الذی یهدف إلى بسط العدل والقسط وإشاعة الحق إنّما یتطلب بعض الشرائط والمقدمات التی لا تتحقق سوى من خلال تقادم الزمان وتکاملها من جمیع الجوانب، ونشیر إلیها هنا وهی:

1 ـ الاستعداد الروحی

لابدّ أن یکون المجتمع البشری متعطشاً لتطبیق المبادئ المذکورة، وما لم یکن لدى الناس «طلب» فسوف لن یکون هنالک أی تأثیر لأی مشروع مادی ومعنوی. وبالطبع فإنّ قانون العرض والطلب لا یقتصر على الصعید الاقتصادی، بل هو نافذ فی المجالات الاجتماعیة والسیاسیة. طبعاً إنّ تقادم الزمان وفشل القوانین المادیة وظهور الأزمات العالمیة الخانقة واتجاه البشریة نحو الحرب سیتعب البشریة ویفهمها هذه الحقیقة حیث أنّ القوانین المادیة والمنظمات التی یصطلح علیها بالدولیة لیست عاجزة عن حل مشاکلها ومعاناتها وبسط العدل والقسط فی ربوع العالم فحسب، بل إنّ هذا التعب والیأس سیعدّها للتفاعل مع الثورة الشاملة، ونعلم أنّ هذا الموضوع بحاجة إلى وقت لتثبت التجارب المریرة عجز الأنظمة المادیة والمدارس البشریة کافّة فی بسط العدل وإحقاق الحق وإرساء قواعد الأمن والإستقرار، وبالتالی سیظهر لدى البشریة هذا الطلب إثر ذلک الیاس والإحباط لتحقیق الأهداف الربّانیة ویتمهد السبیل لخوض ثورة عالمیة من قبل رجل ربانی(1).

2 ـ تکامل العلوم والثقافات البشریة

من جانب آخر هنالک حاجة ماسة لرقی العلوم والثقافات الاجتماعیة بغیة قیام حکومة عالمیة على أساس العدل والقسط; وهذا لا یتحقق دون التقدم الفکری وتقادم الزمان. حیث یتعذر انبثاق الحکومة العالمیة التی یسود العدل والقانون فیها أنحاء العالم کافّة وتتمتع البشریة فیها بالامتیازات الإسلامیة الفردیة والاجتماعیة کافّة دون وجود ثقافة تقدمیة فی جمیع الشؤون الإنسانیة، وهذا بدوره یتطلب مزیداً من الوقت.

3 ـ تکامل وسائل الإتصالات

وتتطلب هذه الحکومة أیضاً وسائل إتصالات متکاملة لیمکن من خلالها اطلاع المجتمعات على المقررات والمبادئ الإنسانیة من خلال عدّة طرق وبأقصى مدّة زمنیة; وهذا ما لا یتحقق دون رقی العجلة الصناعیة ومرور الزمان.

4 ـ استقطاب الطاقات البشریة

بغض النظر عن کل ما سبق فإنّ النهوض بهذا الهدف والتخطیط لهذه الثورة یتطلب طاقات بشریة فاعلة، تشکل فی الواقع جیش الثورة العالمیة، کما أنّ تشکیل هکذا جیش وظهور هؤلاء الأفراد المضحین إنّما یتوقف أیضاً على تقادم الزمان. ولعل ما ورد فی الروایات بشأن فلسفة طول مدة غیبة الإمام فی اختبار الناس وتمحیصهم إشارة إلى هذا الأمر; ذلک لأنّ الامتحان على ضوء المنطق الإسلامی لا یعنی کشف الأمور الخفیة على غرار الامتحانات العادیة، بل المراد منه إعداد الأفراد وخلق الصفات السامیة لدیهم(2). وبالتالی فإنّ هذه العوامل الأربعة(3) بحاجة إلى مرور زمان مدید وتطور فی کافّة مرافق الحیاة واستعداد روحی وفکری لدى الناس بغیة قبول الحکومة العالمیة القائمة على أساس الحق والعدالة; ومن ثم ینفذ هذا المشروع من قبل الإمام المهدی(علیه السلام) والحال یمکنه أن یعیش بصورة طبیعیة حتى یأذن له الله بممارسة الثورة العالمیة؟ وهناأن نقول إنّ الإمام یعیش بصورة طبیعیة کسائر الناس، لکنه یتمتع بعمر طویل، والفرق بینه وبین جمیع الأئمّة(علیهم السلام)، أنّه حین کان یأفل نجم إمام یبزغ نجم آخر، بینما لیس الأمر کذلک بالنسبة للمهدی(علیه السلام)، فهو آخر الأوصیاء والمدخر لتطبیق المشروع.

وعلیه لابدّ أن یعیش بصورة مجهولة حتى ینهض بهذه المهمّة. طبعاً ما ذکرناه کان بشأن فلسفة غیبة الإمام «عج» وعلة معیشته بصورة مجهولة، وأمّا منافع غیبة الإمام وکیف یستفید منه الناس فهذا موضوع آخر خارج البحث و خارج عن تطاق الالسوال المذکور.


1. إنّ إحدى علامات ظهور الإمام(علیه السلام) التی اتفق علیها الجمیع أنّ الأرض تمتلئ ظلماً وجوراً ویخیم الیأس على حیاة المجتمع البشری، والواقع أنّ هذا الظلم یشکل عبئاً على الإنسان بحیث یعده للتفاعل مع الثورة العالمیة الشاملة من قبل ذلک الزعیم الربّانی.
2. جمیع الاختبارات الإلهیّة للأنبیاء والأولیاء لهذا الغرض. فما ورد بشأن نبی الله ابراهیم (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِیمَ رَبُّهُ بِکَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ) (سورة البقرة، الآیة 124) من أجل الهدف المذکور لینفتح هذا النبی على مختلف التجارب فیتحلى بکامل الصمود والمجابهة.
3. یمکن خلاصة العوامل الأربعة فی ما یلی: 1 ـ التکامل الروحی 2 ـ التکامل الثقافی 3 ـ تکامل وسائل الإتصالات 4 ـ تشکیل جیش النهضة العالمیة من الفئة المخلصة والمضحیة.

 

11-من هم نواب إمام الزمان «عج»؟13-هل یشبه دعاء الندبة عقائد الکیسانیة؟!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma