السؤال:
ما المراد بحدیث النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله): «نیّة المؤمن خیر من عمله ونیة الکافر شر من عمله» وکیف تکون نیّة العمل خیر أو شر منه؟
الجواب:
هذا الحدیث من الأحادیث النبویة المعروفة التی رواها محدثو الفریقین(1).
وقد ذکر له الأعلام عدّة تفاسیر، نورد أوضحها من بین التفاسیر. فنیة المؤمن وهمته اسمى دائماً مما یفعله، وربّما لا یوفق للقیام بعشر ما عزم على القیام به، وهذا المطلب (الهمة العالیة والنیّة الأسمى من العمل) اثر مباشر للإیمان بالله; والفرد المؤمن إثر إیمانه بالثواب الاخروی وعقاب یوم القیامة فإنّ وجوده مرکز للأفکار القدسیة والخیرة والهمة العالیة بالنسبة للقیام بالعمل الخیر، وإن لم یوفق حین العمل للقلیل من نیاته.
ولکن بالعکس فإنّ وجود الکافر إثر فقدانه الإیمان بالله وعدم شعوره بالخوف من عذابه یکون مرکزاً للأفکار الفاسدة والعزم دائماً على الإتیان بالأعمال الطالحة; ولکن ربّما لا یستطیع تفعیل الکثیر من عزمه بسبب بعض الموانع الاجتماعیة وتوفر الوسائل، وفی هذه الحالة فإنّ نیّته على الإتیان بالأعمال السیئة شر من عمله، ومن هنا قال النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) أنّ نیّة الکافر شر من عمله. ما قیل مضمون حدیث الباقر(علیه السلام) حول هذا الحدیث(2).