26-هل کانت الشجرة المحظورة شجرة العلم؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
اجوبة المسائل الشرعیّة
25-علّة التکرار فی القرآن27-ما المراد من قوله: (یُضِلُّ مَنْ یَشَاءُ وَیَهْدِی مَنْ یَشَاءُ)؟

السؤال:

نقرأ فی سلسلة «دروس تاریخ الأدیان»: «ما کانت الشجرة المحظورة؟ ما أورده التوراة صراحة والقرآن إشارة إلى أنّها شجرة الباصرة; فعلى ضوء آیات القرآن أنّ الله خاطب آدم وحواء فأجاباه دون أی حیاء من عریهما، غیر أنّهما خجلا من عریهما بعد التناول من الشجرة. وعدم خجلهما من عریهما بالأمس وخجلهما الیوم بعد الأکل من الشجرة دلیل على أنهما لم یبصرا بالأمس عریهما، فالشجرة المحظورة کانت شجرة الباصرة.

فهل أراد الله أن یأکل الإنسان من تلک الشجرة أم لا؟ فلا ینبغی أن نتعامل مع هذه القصة على غرار السائد فی أنّ الله مثلا لم یرد لآدم الأکل من تلک الشجرة المحظورة واستاء من ذلک الفعل; لأنّه کان یقدر بإرادته على منعه، وعلیه أراد أن یأکل من الشجرة، فلولا تلک الشجرة لما وجد الإنسان وهذا ما خطط له الله لیوجد الإنسان».

فهل کانت تلک الشجرة شجرة العلم والباصرة؟!

الجواب:

وردتنا الکثیر من الأسئلة عن هذه الدروس ومنها الالسؤال المذکور، ولابدّ لنا من ذکر بعض الأمور فی الجواب:

1 ـ قلنا کراراً بأنّ أحد موارد التحریف فی التوراة هذا الزعم من أنّ الشجرة المحظورة کانت شجرة العلم والمعرفة أو الخیر والشر أو الباصرة (وردت تعبیرات فی ترجمة التوراة تعود جمیعاً إلى معنى واحد).

وعلى هذا الأساس ـ حسب صریح التوراة ـ فإنّ أول وأکبر ذنوب الإنسان ذنب العلم، ولعل هذا هو السبب الذی دفع بالقائمین على شؤون الکنیسة فی القرون الوسطى و المظلمة إلى محاربة العلم والمعرفة واتساع هذا الذنب! ویعتقدون أنّ آدم کان على جهل فی الیوم الأول بحیث لم یخجل حتى من عریه وکشف عورته; ولکن حین أکل من الشجرة المحظورة (العلم والمعرفة) أصبح انساناً واعیاً فطرد من الجنّة والرحمة!

حقاً أنّ هذه الأمور من خرافات عصور الظلام، فالقرآن على العکس یصرح بعلم آدم قبل سکنه الجنّة وقد تغذى کما ینبغی من شجرة العلم حتى أصبح معلماً للملائکة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الاَْسْمـَاءَ کُلَّهـَا)(1).

وعلیه فآدم القرآن غیر آدم التوراة. فأعظم قوّة لآدم کانت علمه وباصرته، وکان ذنب آدم الآخر العلم، فآدم هذا هو آدم الحقیقی وذلک آدم الجاهل بکل شیء، وآدم هذا خلق من أجل العلم والمعرفة، بینما لا ینبغی لذاک أن ینفتح على العلم. وعلیه فمن العجیب أن تعد التوراة المحرفة والقرآن واحداً بهذا الشأن.

2 ـ تقول التوراة إنّ آدم وحواء کانا عریانین ولا یخجلان من عریهما.(2) وهذا النقل صحیح، ولکن أین ذلک فی القرآن، بل بالعکس یصرح القرآن بلباسهما قبل الأکل من الشجرة ونزع عنهما بعد المعصیة: (یَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِیُرِیَهُمَا سَوْآتِهِمَا)(3) وفی آیة أخرى: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّیْطَانُ لِیُبْدِىَ لَهُمَا مَا وُورِىَ عَنْهُمَا)(4).

وعلیه فالعبارة (بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا ) فی الآیة 22 من هذه السورة لا تعنی ابداً عریهما وعدم ادراکهما. فادم الذی یتحدث عنه القرآن کان مستوراً ومحترماً وانساناً وتعرّى بعد المعصیة (لابدّ من الدقة).

أمّا آدم فی التوراة فکان کالحیوانات عاریاً ولم یخجل من عریه، فهل یمکن تسویة القرآن بالتوراة؟

3 ـ الطریف أنّها عنت «لا تأکل» بـ «یجب أن تأکل» فهل هناک من فوضى أعظم من تفسیر النفی بالإثبات والحسن بالسیء؟ فلم سمّیت تلک الشجرة بالمحظورة؟! ما هذا التفسیر والمعنى؟ لو کان هذا التفسیر صائباً فما أجدرنا أن نفسر سائر المناهی والمحظورات بمثل هذه التفاسیر ونزعم أنّ الله أراد حصول هذه الأفعال المحظورة، وإلاّ لمنعها، فهل نحن مجبرون على أفعالنا؟! إنّ الله أرادنا أن نکون أحراراً ومنح الإنسان أرادة وترک للإنسان اتخاذ القرار، وقد إصدر العدید من الأحکام لتهذیبه.

إذن فهذا الاستدلال (إنّ الله لو أراد لمنع آدم) غیر صحیح. لأنّ نفس الاستدلال یصدق على المذنبین، والواقع اختلطت هنا الإرادة التشریعیة بالتکوینیة (لابدّ من الدقة).

إلاّ تعتقد معی عزیزی القارئ ـ على ضوء ما ذکر ـ أنّ مثل هذه المطالب ینبغی عرضها على أهل الخبرة المسلمین قبل نشرها بصیغة دروس؟ ترى من یتحمل مسؤولیة شاب أن قرأ هذا الکتاب واعتقد أنّ الشجرة المحظورة کانت شجرة العلم والمعرفة وکان آدم وحواء عریانین کالحیوانات ولا یفهمان حتى أکلا من الشجرة، ثم طردا من الجنّة بسبب علمهما ومعرفتهما...؟ والحال منطق القرآن عکس ذلک تماماً والذی یفهم من المصادر الإسلامیة أنّ تلک الشجرة کانت شجرة الحسد ونوعاً من المنافسة وما أشبه ذلک (طبعاً لیس الحسد الذی یبلغ مرحلة الذنب أو ممارسته).

توضیح ذلک: إنّ آدم کان عالماً بوضع ولده ومصیرهم ورأى فیهم مَن هو أعظم منه مرتبة من الأنبیاء وأُمناء الوحی. فتمنى رؤیة مقاماتهم، ولم یکن مؤهلا لذلک رغم کافّة خصائصه، فتلک الأمنیة أبعدته من الجنّة، وتلک کانت الشجرة المحظورة.

وأخیراً هنالک بعض الروایات التی فسرت الشجرة المحظورة بالحنطة وما شابه ذلک وکان النهی عنها من باب الاختبار.


1. سورة البقرة، الآیة 31.
2. وکان آدم وزوجه عریانین ولا یخجلان (سفر التکوین، الفصل الثانی، الجملة 25).
3. سورة الاعراف، الآیة 27.
4. سورة الاعراف، الآیة 20.

 

25-علّة التکرار فی القرآن27-ما المراد من قوله: (یُضِلُّ مَنْ یَشَاءُ وَیَهْدِی مَنْ یَشَاءُ)؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma