السوال:
أعلن القرآن الکریم صراحة أنّ الله خاطب الشیطان لیس لک من سبیل إلى عبادی المخلصین، فی حین تسلل الشیطان إلى آدم(علیه السلام) واغواه ! رغم أنّ آدم(علیه السلام) من عباده المخلصین ومن أصفیاء الله، ومن المسلم به أنّ من نال مرتبة ( صفی الله) قد اجتاز مرحلة العبودیة الحقة ؟
الجواب:
ما خاطب الله به الشیطان أنّه لا یستطیع إغواء عباد الله ویزین لهم الفواحش والحرمات وبالتالی سوقهم إلى الکفر والمعصیة. والفعل الذی صدر من آدم(علیه السلام) فی الجنّة لم یکن عملاً شیطانیاً، بل لم یکن أکثر من ترک الأولى. والإنسان بصورة عامة هو الذی یسمح برغبته للشیطان بالتسلل إلى قلبه، وإلاّ فلیس له من سلطان قسری علینا، والأنبیاء بالطبع لا یدعونه ینفذ إلى قلوبهم.
بعبارة أوضح: المراد من «سلطان» الشیطان هو أن یستحوذ على قلب الإنسان أثر ضعف إیمانه وعدم مبالاته، وبالتالی یزین له مقارفة الذنب، ولیس للشیطان مثل هذه
السلطة على روح الأنبیاء القدسیة. وقضیة أکل آدم من الشجرة المحظورة کان من باب ترک الأولى، لا أنّها کانت محرمة علیه.
وقد کشف أعلام الطائفة بالأدلة العقلیة الواضحة عن عصمة الأنبیاء من الذنوب، ومن أراد الوقوف على المزید بشأن قصة آدم(علیه السلام) وأدلة عصمة الأنبیاء فلیراجع کتاب ( الزعماء العظماء).